رئيس الوزراء الإسباني يتعهد بإقامة علاقات “أكثر متانة” مع الرباط

حجم الخط
24

مدريد: دافع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، عن موقفه بشأن الصحراء الغربية الذي عرّضه لهجوم حاد في بلاده، معتبراً أنه ضروري لإرساء علاقات “أكثر متانة” مع المغرب، الحليف “الاستراتيجي” لمواجهة الهجرة غير الشرعية.

واختار الزعيم اليساري الجيب الإسباني سبتة، الواقع على الساحل الشمالي للمغرب من أجل التحدث للمرة الأولى علنًا عن هذا الموضوع منذ إعلان حكومته، الجمعة ،دعمها موقف الرباط بمنح حكم ذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة.

وقال للصحافيين “إننا ننهي أزمة” دبلوماسية مع الرباط، لكن “الأهم هو أننا نرسي الأسس لعلاقات أكثر متانة مع المملكة المغربية”.

وأكد سانشيز الذي من المقرر أن يزور المغرب في موعد لاحق لم يكشف عنه، أنه “لم يكن من الممكن أن تكون علاقات إسبانيا مقطوعة” مع “دولة استراتيجية مثل المغرب”.

وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، من جانبه، أنه سيزور الرباط في الأول من إبريل/نيسان.

وبلغت الأزمة التي سببها استقبال زعيم بوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في إبريل/نيسان 2021 لتلقي العلاج من كوفيد-19 ذروتها مع وصول أكثر من 10 آلاف مهاجر معظمهم من المغربيين في مايو/آيار 2021 إلى جيب سبتة الإسباني على الساحل الشمالي للمغرب، وذلك بعد تخفيف مراقبة الحدود على الجانب المغربي.

واستنكرت مدريد “الابتزاز” و “العدوان” من جانب المغرب الذي استدعى سفيرته لدى إسبانيا والتي عادت اليها الأحد.

ويتنازع على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات والثروة السمكية، المغرب وجبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر، منذ رحيل الإسبان في عام 1975.

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتياً تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية لوقف اطلاق النار ابرمت عام 1991 لكنها بقيت حبراً على ورق.

وأعلنت إسبانيا المستعمر السابق للصحراء الغربية، الجمعة، تغييرًا جذريًا في موقفها في هذا الملف الحساس، من خلال دعمها موقف الرباط علنًا وللمرة الأولى، فيما كانت دائمًا تتبنى موقفًا حياديًا، في مبادرة كان ينتظرها المغرب من أجل إنهاء القطيعة مع مدريد.

وقررت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد، احتجاجا على هذا “التحول” في الموقف. وعد سانشيز الاربعاء “ببذل قصارى جهده لإعادة العلاقات الدبلوماسية التي تردت للأسف” مع أحد موردي الغاز الرئيسيين لاسبانيا.

وأثار هذا التحول توترات قوية داخل الائتلاف الحاكم، حزب اليسار الراديكالي “بوديموس” المؤيد لحق الصحراويين في تقرير المصير والذي شجب “تناقض” سانشيز الذي انتقدته كذلك أحزاب يسارية ومن المعارضة اليمينية.

وضم الممثل الشهير خافيير بارديم صوته إلى المنتقدين واتهم في رسالة مفتوحة رئيس الوزراء بالرضوخ لـ “ابتزاز” الرباط.

في حين دافع سانشيز عن قرار حكومته، معتبراً أنه “يعزز الموقف الذي أعربت عنه بالفعل الحكومات الإسبانية السابقة” و “ينسجم مع الموقف الذي اعربت عنه دول قوية أخرى” مثل” فرنسا وألمانيا”.

وكعنصر رئيسي بالنسبة لمدريد، أكد وزير الخارجية الإسباني الأربعاء، أمام مجلس النواب أن “التعاون الوثيق” مع الرباط “ضروري لضمان سلامة الإسبان في المقام الأول بفضل مكافحة الهجرة غير الشرعية”.

ويعّد مراقبون أن المغرب يستخدم الهجرة غير الشرعية كوسيلة للضغط على إسبانيا.

فيما أوضح سانشيز أن الاتفاق مع الرباط من شأنه أيضا ضمان “وحدة أراضي” إسبانيا، في إشارة إلى جيبي سبتة ومليلية اللذين تطالب بهما الرباط التي قد تعلق مطالبتها مؤقتًا بحسب محللين.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد المجيد- المغرب:

    هل أدرك الاسبان أخيرا أن الإبقاء على ملف الصحراء المغربية مفتوحا لابتزاز المغرب والضغط عليه وشغله هو تكتيك خاطئ وأن سبتة و مليلية المحتلتين- بدل أن يكونا مصدر قوة للاسبان كما يتوهمون- هما عقب أخيل الإسباني؟ هل عندما رأوا الحصار الإقتصادي والتجاري الشامل الذي فرضه المغرب على المدينتين تذكروا حصار الاغريق لطروادة؟ وهل عندما رأوا الآلاف من المغاربة والافارقة يقتحمون أسوار مدينة سبتة تذكروا المسيرة الخضراء وتذكروا اقتحام إسبانيا قبل مئات السنين؟ لا نعلم. كل ما نعلمه أن الاسبان اختاروا أخيرا مصلحة إسبانيا الاستراتيجية على مصلحتها الآنية والزائلة وفهموا أنهم لايمكن أن يعيشوا بدون رئة وبدون شرايين وأن إسبانيا يمكن أن تتحول إلى (الارض الخراب) ولن تنفعها حتى عضويتها في الاتحاد الأوروبي أو الناتو. الاسبان يتقنون مصارعة الثيران (الكوريدا) ولكنهم لا قبل لهم بمصارعة الأسود ولا سيما أسود الأطلس.

  2. يقول محمد:

    في حين دافع سانشيز عن قرار حكومته، معتبراً أنه “يعزز الموقف الذي أعربت عنه بالفعل الحكومات الإسبانية السابقة” و “ينسجم مع الموقف الذي اعربت عنه دول قوية أخرى” مثل” فرنسا وألمانيا. هنا نرى ان أكبر الدول في الاتحاد الأوروبي اصبحت تميل أكثر للمقاربة المغربية. الى أمام

  3. يقول وامني رشيد:

    كما وقف الجنرال غورو على قبر صلاح الدين سيقف يوما جنرال مغربي على قبر ايزابيلا …..و الايام دول

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية