أردوغان يعلن عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ويتوقع “أفضل النتائج” في ملف الغاز مع تل أبيب

حجم الخط
6

أنقرة- “القدس العربي”: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، عن زيارة متوقعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تركيا، متوقعاً “أفضل نتائج” في التعاون بين أنقرة وتل أبيب بملف الغاز الطبيعي، في الوقت الذي نشر التلفزيون الرسمي التركي تقريراً عن “دور الجيش والاستخبارات” في مسار تعزيز العلاقات المتسارع بين البلدين.

وفي تصريحات له على متن الطائرة التي أقلته من بروكسل إلى إسطنبول عقب مشاركته في قمة الناتو، قال أردوغان: “رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يزور تركيا ومع هذه الزيارة يمكن إطلاق مرحلة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية”، مضيفاً: “قد يصبح ملف الغاز الطبيعي من أهم الخطوات المشتركة التي سنتخذها في علاقاتنا مع إسرائيل”، معرباً عن اعتقاده بأن تكون للمرحلة الجديدة للعلاقات التركية الإسرائيلية “انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية”.

وكما أعلن سابقاً، أكد أردوغان أنه سيوفد وزير الخارجية، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية التركيين إلى إسرائيل، عقب تحديد الطرفين موعد الزيارة “من أجل إجراء تقييم مسألة العلاقات الثنائية وموضوع الغاز الطبيعي”، واصفاً زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة بأنها “واحدة من أهم الزيارات التي قام بها زعماء العالم مؤخراً إلى تركيا”.

أردوغان: رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يزور تركيا، وقد يصبح ملف الغاز الطبيعي من أهم الخطوات المشتركة التي سنتخذها في علاقاتنا مع إسرائيل

وبداية الشهر الجاري، زار الرئيس الإسرائيلي أنقرة والتقى نظيره التركي في أرفع زيارة بين البلدين منذ نحو 9 سنوات، سبقها زيارة عدد من كبار مستشاري الرئاسة التركية إلى تل أبيب، حيث تسعى أنقرة لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ظل الكثير من المتغيرات الداخلية والخارجية على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي، وبشكل خاص في ملف الغاز شرقي البحر المتوسط.

تحولات دولية

ترى تركيا في الحرب الروسية على أوكرانيا وما نتج عنها من إرباك في إمدادات الطاقة العالمية وتوجه الاتحاد الأوروبي لإنهاء اعتماده على الغاز الروسي، فرصةً مهمة من أجل إصلاح العلاقات مع الغرب والحصول على دعم واسع لمشروع نقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وتحويل عزلتها في هذا الملف لتصبح لاعبا استراتيجيا، وهو ما تعتبره أنقرة خطوة استراتيجية تؤكد قوتها في ملف شرق المتوسط، وترسخ مساعيها بأن تصبح ممراً استراتيجياً لإمدادات الطاقة العالمية.

ويتوقع أن تضغط الإدارة الأمريكية ودول في الاتحاد الأوروبي على أنقرة وتل أبيب من أجل تجاوز الخلافات في هذه المرحلة، والتركيز على ملفات الاتفاق والتعاون لمساعدة أوروبا في إيجاد بديل للغاز الروسي، وهو ما يخدم في الوقت ذاته مصالح البلدين، حيث تريد إسرائيل مشترين لاحتياطات الغاز الكبيرة التي اكتشفتها في السنوات الأخيرة بنفس القدر الذي تريد فيه أنقرة تعزيز موقعها كممر استراتيجي لخطوط الطاقة بين الشرق والغرب. وهو نفس الأمر الذي ينطبق على العلاقات بين تركيا واليونان التي زار رئيس وزرائها أنقرة بعد أيام من زيارة الرئيس الإسرائيلي.

ومنذ الإعلان قبل أيام عن رفع الولايات المتحدة الأمريكية دعمها السياسي والاقتصادي عن مشروع “إيست ميد” لنقل الغاز الإسرائيلي واليوناني من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، أطلق أردوغان إشارات متلاحقة على رغبة بلاده في تسريع خطوات تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل الدخول في مباحثات بين أنقرة وتل أبيب على مشروع لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وفكرة إقامة خط لنقل الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر الأراضي التركية غير جديدة، وسبق أن جرت مفاوضات طويلة بين البلدين وكادا أن يتوصلا لاتفاق كبير في هذا الإطار، إلا أن تفجر العلاقات بين البلدين بسبب خلافات كبيرة حول الملف الفلسطيني وسياسات إسرائيل في المنطقة وخاصة شرق المتوسط، أدى إلى تجميد المشروع، قبل أن تتجه تل أبيب للبحث عن بديل من خلال التعاون مع اليونان وقبرص بدعم أمريكي، وهو المشروع الذي أكدت أنقرة مراراً أنه لا يمكن أن ينجح بدونها وأنه عديم الجدوى اقتصادياً.

تسعى تركيا للحصول على دعم واسع لمشروع نقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا، وتحويل عزلتها في هذا الملف لتصبح لاعبا استراتيجيا يؤكد قوتها في ملف شرق المتوسط

دور الجيش والاستخبارات

وفي تقرير نادر، نشر التلفزيون الرسمي التركي تحليلاً حول ما قال إنه دور فاعل ومهم يلعبه الجيش والاستخبارات في مسار تعزيز العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وهي أول مرة يشار فيها إلى عودة التنسيق بين الجانبين إلى هذه المستويات، باستثناء ما سرّب في الأسابيع الأخيرة عن تعاون استخباري أدى إلى إحباط عمليات كان يجري التخطيط لها لاستهداف إسرائيليين ويهود في تركيا.

وأشار التقرير إلى أن انتخاب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وانتهاء حقبة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ساهما في بدء الاتصالات بين البلدين، لافتاً إلى أن مرحلة الاتصالات الدبلوماسية المنخفضة والاتصالات من خلال وسطاء قد انتهت، والآن يجري الحديث عن اتصالات على المستوى السياسي الأول في كلا البلدين، حيث يتوقع أن يزور وزير الخارجية التركي تل أبيب، على أن يعقب ذلك زيارة متوقعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنقرة، وستجري خلال هذه الفترة إجراءات إعادة تعيين السفراء بين البلدين.

وتصاعدت الخلافات بين تركيا وإسرائيل على خلفية اقتحام الجيش الإسرائيلي سفينة المساعدات التركية إلى غزة “مافي مرمرة” وقتل وإصابة عشرات المواطنين الأتراك، إلى جانب الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، حيث هاجم أردوغان إسرائيل مراراً، واصفاً إياها بـ”دولة إرهاب تقتل الأطفال” كما جرى طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، واستدعاء السفير التركي من تل أبيب، فيما أعلنت أنقرة مؤخراً عن ضبط شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي.

وزادت الخلافات مؤخراً مع الاصطفاف الإسرائيلي إلى جانب اليونان في الخلاف على التنقيب في شرق البحر المتوسط، ويعتقد أن أبرز دوافع التحرك التركي لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ودول أخرى، هو إعادة رسم خريطة التحالفات حول أزمة شرق المتوسط التي باتت تمثل أولوية استراتيجية كبيرة لتركيا التي تسعى إلى الاستفادة من ثروات شرق المتوسط، وتفكيك تحالف شرق المتوسط الذي تقول إنه كان يهدف إلى عزلها وتهميشها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زياد:

    وهل تركيًا بحاجه لعدوها من اجل التعاون في مجال الغاز سؤال يحتاج الاجابة ؟

    1. يقول داود. الاردني:

      اخ زياد لا تتعب حالك بالسؤال اصلا هما ليسا أعداء.

  2. يقول ميساء:

    الله يا يبارك في صفقة تكون دويلة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض الذي يقتل أبناء فلسطين و يهدم مساكنهم بغير وجه حق طرفا فيها ،. اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا قولوا آمين يارب العالمين

  3. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    ههه كلهم يتحفوننا بأن سياستهم أو صفقاتهم تخدم القضية الفلسطينية، ويعلم الله! تصريحات وخطابات تذكرني بحلف المقاومة والممانعة. لن يحرر فلسطين إلا شعبها. ليصمتوا جميعهم هو أفضل لهم وللفلسطينيين، وهذا أضعف الإيمان.

  4. يقول د. جواد دار علي / فلسطين:

    السيد أردوغان الخطوات المشتركة التي سنتخذها في علاقاتنا مع إسرائيل”، معرباً عن اعتقاده بأن تكون للمرحلة الجديدة للعلاقات التركية الإسرائيلية “انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية”.
    فلسطين ليست شماعه لك ولغيرك فلسطين لها الله وشعبها الصامد المرابط وكل حر وشريف في العالم

  5. يقول Fathy Altarabin:

    ياسيد اوردغان هاذا الغاز فلسطيني وليس ص ه ي و ني اللهم ارحم السلطان عبدالحميد الثاني انت يااورغان ماذا تفعل في يوم من الايام كنا نحترمك ويوم عن يوم تسقط محبتنا لك

إشترك في قائمتنا البريدية