السيسي يسارع إلى الاتصال بقادة الخليج لتأكيد استمرار دعمهم لمصر… وأحمد عز داخل القفص من جديد

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» أبرز ما في صحف أمس الاثنين 9 فبراير/شباط كان الحادث المأساوي الذي وقع أمام إستاد القوات الجوية في مباراة فريقي الزمالك وانبي، عندما أراد آلاف من أولتراس الزمالك دخول الاستاد بدون تذاكر، وحدث إلقاء قنابل غاز من الشرطة وتدافع من الموجودين، أدى إلى مقتل أكثر من عشرين منهم بسبب التدافع والسقوط تحت الأقدام، الأمر الذي أدى إلى حالة من الكآبة والحزن أعادت للأذهان ما حدث في استاد بورسعيد من مقتل أكثر من سبعين من مشجعي النادي الأهلي، ولا تزال قضيتهم في المحكمة حتى الآن، وقد تطايرت الاتهامات حول المسؤول، البعض اتهم الشرطة التي كان عليها استخدام خراطيم المياه أولا، وآخرون اتهموا وزيري الداخلية والشباب لموافقتهما من الأساس على حضور الجماهير مباريات كرة القدم، والخضوع لضغوط الناديين الأهلي والزمالك، والبعض اتهم الإخوان وحازمون وجهات خارجية بتدبير الحادث لإفساد زيارة الرئيس الروسي بوتين لمصر، وكذلك المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي سيعقد الشهر المقبل في شرم الشيخ، وانتخابات مجلس النواب المقبلة، وهي المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة طريق المستقبل، وغيرهم اتهموا الدولة بعدم استخدام قبضتها القوية ضد البلطجية والألتراس.
والملاحظ هنا استمرار تراكم الغضب من النظام لعدم وضعه حدا لمثل هذه الأعمال، وكذلك لأعمال الإرهاب، رغم التفويض الذي حصل عليه، خاصة أن الغالبية لم تعد تقبل أي تبريرات لاستمرار العنف، وتعتبره ترددا عن استخدام القوة ضد الإخوان والجماعات الإرهابية وجماعات أولتراس الأهلي والزمالك بالذات بعد أن تعب الناس من عدم حسمها.
ومن الموضوعات التي أفردت لها الصحف مساحات واسعة، الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس مع كل من قادة السعودية والإمارات والأردن والكويت والبحرين لتكذيب التسريبات التي أذيعت في بعض القنوات الفضائية عن تهكم شخصيات مقربة من السيسي على هذه الدول التي أعاد قادتها التأكيد على استمرار دعمهم لمصر وقوة العلاقات معها، كما أفردت الصحف مساحات واسعة لزيارة الرئيس الروسي بوتين التي بدأت أمس والمشروعات المحتمل الاتفاق عليها.
ومن الأخبار الواردة في صحف أمس أيضا، تصريح وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن قرار الإفراج عن بعض الشباب الذين طلب الرئيس بحث حالاتهم، هو في يد النائب العام لا الشرطة، لأنهم محجوزون من النيابة على ذمة تحقيقات معهم. كما أكد الوزير أن هناك حوالي مئتين من الإخوان المسلمين قدموا من تلقاء أنفسهم إقرارات بالتبرؤ من الجماعة وأن الأمر أيضا في يد النيابة لا الشرطة.
وواصلت الصحف الاهتمام بثبات سعر الدولار ثم تراجعه بعد الخطوات التي اتخذها البنك المركزي، وأخذ اهتمامها يتزايد بانتخابات مجلس النواب الشهر المقبل، بعد فتح باب تلقي طلبات الترشح، وإشارات إلى عودة رجل الأعمال أحمد عز إلى الوقوف داخل القفص لإعادة محاكمته في قضية الكسب غير المشروع في جلسة الأحد.
ولا تزال الصحف في صفحاتها الفنية تواصل الاهتمام بذكرى وفاة أم كلثوم، وكذلك بلوغ الفنانة والمطربة المعتزلة شادية الثمانين من العمر أطال الله بقاءها. كما صدر أمس العدد الأول من جريدة يومية جديدة اسمها «المقال» يرأس تحريرها زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى عن شركة جديدة اسمها الشركة الأهلية للطباعة والنشر فألف مبروك.
وإلى بعض مما عندنا..

معارك الأزهر

ونبدأ بالمعارك التي لا تزال دائرة حول الأزهر وشيخه وما يتم تدريسه من كتب ومراجع لطلبة معاهده وكلياته، حيث قام أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر خفيف الظل الدكتور عبد المنعم فؤاد يوم الثلاثاء الماضي في جريدة «عقيدتي» الدينية التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة دار التحرير القومية بشن هجوم فيه ظرف واضح على خفيف ظل آخر هو المحامي الكبير والإخواني السابق الكاتب ثروت الخرباوي بقوله عنه وعما يكتبه في الصحف ويقوله في البرامج بالفضائيات: «أن يكون الأستاذ الخرباوي محاميا في القانون فهذا جيد، لأنه تخصصه. وأن يكون ناجحا في قضية خلع فهذا مقبول إن ثبت له النجاح في قضية واحدة من هذا النوع، ولكن لا أعتقد أنه قد ثبت له ذلك. وأن يكون الأستاذ نائبا لحزب سياسي يسمى «المحافظين» ولا أدري أي حفاظ هذا الذي يحافظون عليه، فهذا ممكن وواقع. وأن يتكلم ويبدي رأيه في الفن والمسرحيات ويظهر عبقريته في حفظ ما قاله بروتس ويكتب «حتى أنت يا بروتس» فهذا لا اعتراض لنا عليه.
أما أن يكون أستاذ في العقائد بدون درجة علمية، وأن يحكم على مؤسسة الأزهر الشريف بأنها أشعرية داعشية، وألا يقبل رأي الأزهر في عدم التسرع بتكفير الناس الذين قالوا «لا إله إلا الله محمد رسول الله» عامة، وفي كونه لم يكفر تنظيم «داعش» الإرهابي خاصة، ولم يستجب لأهوائه وأهواء الذي استضافه على الهواء لقضاء ليلة سوداء في نهش وأكل لحوم علماء الأزهر، ويحكم أن عقيدتها هي السبب في عدم تكفير «داعش»، وكان عليها أن تقول ما يريد وبهذا يرضى سيادته. ومعلوم أن دراسة العقائد والحكم عليها يكون لرجالها ومتخصصيها وليس كل من هب ودب، فالأستاذ نزع عباءة المحاماة والسياسة ووضع على رأسه عمامة العلم الذي لم يدرسه. إن الذي لم يكفر الموحدين هو سيدي وسيده وسيد الناس أجمعين رسول الحق «صلى الله عليه وسلم» ولو أعطى سيادة المحامي فسحة من الوقت لنفسه ولو قليلا، واعتزل مشاهدة المسرحيات والأفلام التي يستشهد بها كثيرا في مقالاته، واقنع نفسه بالإطلاع على ما ورد عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» في هذا الأمر ما أتعبنا في الرد، ولا أتعبناه في التعلم فالرسول «صلى الله عليه وسلم» عاتب سيدنا خالد لما قتل في إحدى المعارك رجلا قال: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وبرر هذا القول بخوف الرجل من السيف، فقال النبي هلا شققت عن قلبه؟ ماذا تقول يا خالد يوم القيامة لمن قال «لا إله إلا الله»؟».

ثروت الخرباوي يواصل هجومه على شيخ الأزهر

ولكن في اليوم التالي الأربعاء واصل ثروت الخرباوي هجومه على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في جريدة «الوطن» وأورد مقتطفات مما كتبه من قبل وأشاد فيه بسيد قطب ومهاجمة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر وعهده ونظامه، قال ثروت نقلا عن الدكتور الطيب: «ما كتبه الأستاذ الشهيد سيد قطب من كتب يصور فيها عدالة الإسلام، تقف دونها الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية، حسيرة كليلة الطرف، كل الأنظمة تقف حسيرة كليلة الطرف متعبة متقطعة الأطراف أمام ما شرحه لنا سيد قطب. أمسك شيخ الأزهر الطيب قلمه وكتب منتقدا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قائلا بأنه «إن كان مذهبا اقتصاديا بحتا في تطبيقاته المالية إلا أنه مذهب ذو جذور فلسفية وأيديولوجية وله في بلاد المنبع والنشأة موقف معلن من الدين». هكذا عشنا نحن طلاب الأزهر في هذه الحقبة تهب علينا رياح الثقافة العاتية من شرق أوروبا وغربها، وكنا بين طريقين، إما فتح النوافذ لهذه الرياح ومعاناة الاغتراب، وإما الانغلاق في مقررات التراث ومعاناة الاغتراب، كذلك لم ينقذنا من هذا الصراع إلا هذه النخبة من عظماء مفكري مصر، الذين صمدوا لهذا الفكر الوافد من شرق وغرب وشفوا عن كثير من عوراته ونقائصه ونقائضه، أيضا وبينوا للتائهين من القراء والشباب مواطن الضعف والتهافت في هذه المذاهب وكيف أنها مذاهب هدامة. امسك شيخ الأزهر قلمه وكتب بيانا عن فض اعتصام رابعة العدوية، استنكر الشيخ الإمام فض الاعتصام وطالب الأطراف الدولة وعصابة الإخوان الإرهابية بضبط النفس والاستجابة لجهود المصالحة، واستنكر سيادته قتل الأبرياء وإسالة الدماء الزكية وأنكر وقلمه يرتعش من الخوف علمه بإجراءات فض اعتصام رابعة وطالب الجميع بعدم إقحام الأزهر بالصراع السياسي».

سعد الدين الهلالي: الإخوان المسلمون
يسيطرون على مقاليد هيئة كبار العلماء

وكل ما قاله ثروت عن شيخ الأزهر كتبه وقاله فعلا، وكان أحدث هجومه على ثورة يوليو سنة 1952 واتهمه بأنه الذي خلق المشاكل للأزهر بالقانون رقم 103 لسنة 1961 الخاص بتطويره، وهو ما كشفه لنا زميلنا محمود مسلم رئيس تحرير «المصري اليوم» الآن عندما كان مديرا لتحرير «الوطن»، وقاله شيخ الأزهر في اجتماع له مع الصحافيين وكان من قبل سقوط نظام مبارك قد اتهم نظام خالد الذكر بمعاداة الإسلام في حديث منشور في جريدة «الأهرام» أجراه معه زميلنا وصديقنا نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد وأشرنا إليه في حينه مما أثار انزعاج مكرم.
المهم أنه في يوم الأربعاء نفسه، نشرت جريدة «الشرق» التي تصدرها شركة أونست أسبوعيا حديثا مع الدكتور سعد الدين الهلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر أجراه معه زميلنا أسامة الشندويلي قال فيه: «الإخوان المسلمون يسيطرون على مقاليد هيئة كبار العلماء، ويوجد ثمانية من هيئة كبار العلماء، ولست أنا من يتحدث عنهم فقط فثروت الخرباوي تحدث عنهم في مقال له في إحدى الصحف، وذكر على رأس الثمانية الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة «صوت الأزهر»، على أنه ليس من القيادات البارزة، ولكنه من أهم المناصرين لجماعة الإخوان، وهذه هي الخلايا النائمة وأسأل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لماذا تصر على بقاء اللوبي الإخواني وأعضاء الجماعة الإرهابية في كيان المؤسسة الأزهرية حتى تظهر بأنك الصادق والشعب المصري جميعه كاذب؟».

الأزهر خاض معارك عديدة
خرج منها دائما مرفوع الرأس

لكن في اليوم التالي الخميس وفي «اللواء الإسلامي» دافع الشيخ محمد زكي رزق عن الأزهر وشيخه وهاجم مهاجميهم بقوله: «ما نراه اليوم من هجمات إعلامية على الأزهر ورجاله ما هي إلا جزء من هذه الضرائب. يعرب الحاقدون فيها عن مدى حقدهم على هذه المؤسسة ورجالها، كما يعربون عن إفلاسهم المعرفي بتاريخ ومواقف علمائه. وجدير بنا أن نقول لهم ناصحين مشفقين عليهم يا ناطحا جبلا ليوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل .
ويجب على الجميع أن يعرف أن الأزهر عبر تاريخه الطويل خاض معارك أدبية وثقافية وعقدية وأخلاقية، خرج منها مرفوع الرأس موفور الكرامة، أثبت خلالها للعالم كله أنه راسخ القدم عالي الكعب سامي الهمة فلن يضيره اليوم فحيح الأفاعي».

سنفشل طالما ظل باب الاجتهاد مغلقا

لكن الشيخ رزق تلقى صدمة يوم الأحد من السيدة فاطمة حافظ، التي قال عنها زميلنا في «الأهرام» عمرو الشوبكي في عموه اليومي في «المصري اليوم» «معا»، إنها دائما ما تتواصل معه بالرأي وإنها اندهشت من دفاعه عن الأزهر وشيخه، باعتباره معقل الوسطية ويجب أن نعتمد عليه لمواجهة دعاة القتل والتكفير، وقالت عن البيان الذي أصدره الأزهر تعليقا على حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة: «أين هذا الفكر الديني يا دكتور؟ لقد اعتمدنا عليه وفشل من قبل ويفشل الآن وسيفشل دائما، طالما ظل باب الاجتهاد مغلقا، وطالما ظل رجال الدين ينهلون من المعين نفسه الذي ينهل منه الإرهابيون ونريدهم أن يواجهوهم به.
يا سيدي ألم يرد الأزهر على حرق الطيار. لقد قال: إن جزاء من فعل ذلك هو أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أرجلهم من خلاف، فلن أستطيع ان أعدك بعدم رؤية هذه المناظر البشعة إن أنت تركت الأمر لرجال الدين المعتدلين».

الإسلام حريص على
ألا يلوث تاريخه ومنهجه

«وهكذا أدخلتنا فاطمة إلى قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي حرقه تنظيم «داعش» حيا ولا تزال صورته تطوف بخيالي يوميا أكثر من مرة، مع ألم يعصر القلب داهمني عندما رأيته وقد تورمت عيناه من الضرب لسببين، الأول أنه يشبه إلى حد بعيد جدا أحد أحفادي، والثاني شجاعته وثباته حتى وهو داخل القفص الحديدي والنار تشتعل فيه، فاللهم يا عزيز يا قدير اللهم والديه وأشقاءه وزوجته الصبر، وأحرق قلوب من حرقه وقلوب كل من يتعاطف معهم، خاصة بعد أن قام مصري كان معهم ومسؤول عن بيت الزكاة بسرقتها وهرب بالملايين، ما أثار الشكوك في قلوب أنصارهم».
أما صاحبنا هشام النجار عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق هشام النجار فكان عنوان مقاله يوم الأحد في «المصريون» هو «حضارة الأندلس وحقارة داعش» قال فيه عنهم: «الماكرون لا عهد لهم والغادرون عديمو الإنسانية، لكن مهما تلونت الضمائر والساسة والقادة بالخداع والقذارة والخيانات والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، فالإسلام حريص على ألا يلوث تاريخه ومنهجه بتلك القذارة، حتى إن كانت من قبيل ردود الأفعال. كما يدعي البعض اليوم ويبرر لـ»داعش» جريمته في حرق الطيار الأردني ردا على حرق الأمريكان للمسلمين بقنابلهم وقذائفهم، إذا خان العدو العهد لا يخون المسلمون ردا أو ثأرا، وذلك للحفاظ على ثوابت المنهج، وإذا تدنوا إلى الممارسات البغيضة التي تحط من قدر الإنسان وتنتقص من كرامته وتنتهك حرمته، فلا يكون الرد بالمثل، وإذا اغتصبوا وهتكوا أو حرقوا، ألا نرد انتصارا لثوابت الإسلام وإبقاء على نصاعة منهجه ونقائه وإعلاء لأخلاقياته وقيمه. كان بوسع الرسول «صلى الله عليه وسلم « الرد بالمثل عندما غدر به كفار قريش عندما كان محتاجا للأمانات التي أودعوها لديه لتأمين دعوته الوليدة ماديا، ولو كان الغدر جائزا مع الأعداء مهما غدروا لما ردها الرسول «صلى الله عليه وسلم « لهم لكنه تجاوز المصالح وغدر الخصوم، حتى لا يتلوث المنهج بالغدر والخيانة».

هزيمة الإرهاب لن تتم
إلا بإعلاء قيم المواطنة والحريات

وبالنسبة للإرهاب والإرهابيين وعملياتهم فقد دارت حولهم عدة تعليقات أولها لزميلنا في «الشروق» أشرف البربري الذي قال يوم الخميس: «هزيمة الإرهاب لن تتم إلا بإعلاء قيم المواطنة وحقوق الإنسان والحريات والقضاء على الشعور بالمظلومية، لدى مئات الآلاف… استمرار الحديث عن الإرهاب الأسود والمؤامرات الدينية والأيادي الخارجية، من دون إعادة النظر في ما ثبت فشله من سياسات في مواجهة هذا الخطر، يعني أن البلاد تخوض تلك الحرب بالفعل بلا رؤية، ثم أن اللقاءات الرئاسية منزوعة المعارضة والمظاهرات سابقة التجهيز، ليست رؤية للانتصار في حرب مصير كالتي تخوضها مصر».

الشعب يريد حكم دولة القانون

أما إبراهيم عبد المقصود فقد كتب يوم الأحد في «المصريون» يقول: «وجه الرئيس كلمة للشعب المصري قال فيها: «إن تنظيم الإخوان هو سبب موجة الإرهاب الكبرى التي تضرب البلاد وأننا لن نترك سيناء إلى أن تبقى ملكا لكل المصريين، وأختتم كلمته بقوله «مستعد اعمل اللي تشاوروا عليه».
ما مغزى كلام الرئيس؟ وبعض الظن إثم أن الرئيس يطلب من الشعب تجديد خياره بشأن الوسيلة التي على الرئيس الأخذ بها عند مواجهة الإرهاب، لأنه لا يستطيع مقاومته بدون أن يكون ذلك هو خياره. الشعب.. يريد «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية «، حكم دولة القانون حتى تكون السلطة منظمة ومنفصلة عن شخص الحاكم ويكون لها طابعها القانوني غير الشخصي ويخضع فيها الحاكم والمحكوم بالفعل لا بالقول لدولة القانون».

الفتاوى

وإلى الفتاوى من جريدة «عقيدتي» الدينية التي تصدر كل ثلاثاء عن دار التحرير التي تصدر «الجمهورية» و»المساء» ويشرف على الصفحة زميلنا موسى حال وسؤال من غريب بكر من محافظة الدقهلية قال فيه:
– كيف يحاسب الإنسان في القبر إذا مات غرقا او محروقا وأكلته الحيوانات أو الأسماك المتوحشة او استخدم جسده في منفعة علمية مثل التشريح؟
ورد على سؤاله الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر قائلا: «اتفق أهل السنة على أن الميت يُسأل عند موته، سواء دفن أو لم يدفن، فلو أكلته السباع أو أحرق جسده حتى صار رمادا ونسف في الهواء، أو غرق في البحر، فلابد من سؤاله ومجازاته. قال الحافظ بن حجر في «فتح الباري» ج3 ص 277 ذهب ابن حزم وابن هبيرة إلى أن السؤال يقع على الروح فقط من غير عودة إلى الجسد، وخالفهم الجمهور فقالوا تعاد الروح إلى الجسد او بعضه، كما ثبت في الحديث، ولو كان على الروح فقط لم يكن للبدن بذلك اختصاص، ولا يمنع من ذلك كون الميت قد تتفرق أجزاؤه لأن الله قادر على أن يعيد الحياة إلى جزء من الجسد، ويقع عليه السؤال كما هو قادر على أن يجمع أجزاؤه».
أما ثاني الفتاوى فستكون من صفحة «أنت تسأل والإسلام يجيب» في جريدة «اللواء الإسلامي» التي تصدر كل خميس عن مؤسسة دار أخبار اليوم، ويشرف على الصفحة زميلنا عبد العزيز عبد الحليم، وسؤال من آية وعبد الله محمد جنيدي من المنيب الجيزة جاء فيه:
– ما حكم تعطر المرأة وتزينها وخروجها من بيتها مباشرة ؟ وهل لها أن تتشبه بالرجال؟ وما الزينة التي تحرم على المرأة المسلمة، يعني ما هي الزينة التي لا يجوز إبداؤها للنساء؟
وقد أجاب على السؤال الشيخ خفيف الظل علي الطهطاوي الرئيس العام لجمعيات أهل القرآن والسنة قائلا: «خروج المرأة متعطرة إلى السوق وغيره محرم، لقول النبي «صلى الله عليه وسلم « «المرأة إذا تعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية». وبهذه المناسبة أود أن أذكر النساء بأن بعضهن تأتي والطيب معها وتعطيه للنساء في المسجد فيخرجن عند المساء من المسجد وهن متطيبات بالبخور، وقد قال النبي «صلى الله عليه وسلم «: «أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة».
أما بالنسبة للزينة التي تظهرها النساء فإن كل ما أعتيد بين النساء من الزينة المباحة فهي حلال وأما التي لا تحل كما لو كان الثوب خفيفا جدا يصف البشرة أو كان ضيقا جدا يبين مفاتن المرأة كما نراه في طالبات الجامعات حتى المحجبات، لان الحجاب في مفهومهن هو تغطية الرأس فقط فإن ذلك لا يجوز لدخوله في قول النبي «صلى الله عليه وسلم « « صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم «ومعنى كاسيات تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا لجمالها ونحوه وقيل تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها. ومعنى مائلات قيل عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن حفظه، ومميلات أن يعلمن غيرهن فعلهن المذموم. وقيل مائلات يتمشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا، ومميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة، يعني ما يطلق عليهن الكوافير وللأسف فإن الكوافير رجل فيمسك الخدود والأعناق والأكتاف بيده والله أنني لحزين على ذلك وإذا تكلمنا نهاجم هجوما شرسا وحربا لا هوادة فيها ويتهموننا بالرجعية».

الاعتراف بالعجز طريق الخروج من الأزمات

وعن حتمية الاعتراف بالعجز يكتب لنا عمرو حمزاوي في «الشروق» عدد أمس الاثنين قائلا: « تضار مصر كثيرا، إذا لم نعترف جميعا بعجز القوى المشاركة في إدارة الشأن العام عن الخروج بالوطن من أزماته المتراكمة.
تضار مصر كثيرا، إذا لم تعترف المؤسسات والأجهزة الرسمية ومن ورائها منظومة الحكم/ السلطة المسيطرة عليها بعجزها عن المزج بين المقتضيات الآنية للحفاظ أمنيا على تماسك الدولة الوطنية وحمايتها من تحديات الإرهاب والعنف والتطرف والانفجارات الإقليمية المتصاعدة، وبين المقتضيات الآنية أيضا لضمان قوة ومنعة الدولة الوطنية المرتبطتين بالعدل ورفع المظالم وصون حقوق وحريات الناس على نحو يحقق السلم الأهلي وبإقرار مبادئ سيادة القانون والتداول السلمى للحكم/ السلطة والشراكة الشعبية في إدارة الشأن العام عبر احترام حق الناس في الاختيار الحر وعبر التزام الجميع بقواعد مواطنة المساواة التامة ومناهضة التمييز والسلمية الكاملة.
تضار مصر كثيرا، إذا لم تعترف المؤسسات والأجهزة الرسمية ومن ورائها منظومة الحكم/ السلطة المسيطرة عليها بعجزها عن المزج بين الأهداف المشروعة المتمثلة في الحفاظ على تماسك الدولة الوطنية والقضاء على الإرهاب وتخليص المواطن والمجتمع من شروره وغل يد عصابات الإرهاب وامتداداتها المتجاوزة للحدود المصرية عن فرض خرائط الدماء والخراب والدمار على بلادنا ـ ودون تحقيق هذه الأهداف لا وجود آمنا لنا اليوم ولا بقاء لنا في الغد….وكذلك تضار مصر كثيرا، إذا لم تعترف النخب الفكرية والثقافية والإعلامية والأكاديمية المؤثرة في المجال العام ونقاشاته من مواقع الهيمنة والغلبة بعجزها عن الإنصات إلى بعضها بعضا، ورفضها الإنصات إلى سكان الهوامش وخاناتها في المجال العام بآرائهم الباحثة عن مواطن حر ومجتمع مسالم ودولة قوية بعدلها والمغردة اليوم لذلك خارج أسراب «لا صوت يعلو»، وتواصل اندفاعاتها النخب الكارثية إلى ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة والممارسة الزائفة للوكالة الحصرية للحديث باسم الوطنية المصرية ومن ثم التخوين الباطل لأصوات الهوامش ونزع المصداقية الأخلاقية والوطنية عن أصحابها ظلما وبهتانا».

ماض يعلن عن عودته ومستقبل يُودع خلف القضبان

أما زميله عبدالله السناوي فقد كتب لنا في العدد نفسه من «الشروق» مقاله الذي عنونه بـ»بين عز ودومة كل هذا النزيف» ومما جاء فيه: لا يمكن لمصري واحد تطلع إلى عصر جديد بعد ثورتين أن يستريح ضميره وهو يطل على مشهدين متناقضين لماض يعلن عن عودته ومستقبل يُودع خلف القضبان.
كأنه فصل في إحدى مسرحيات «اللا معقول» أن ترى أمامك «أحمد عز» ورجاله يتقدمون إلى البرلمان و«أحمد دومة» ورفاقه في غياهب السجن المؤبد.
أيا كانت الأخطاء التي ارتكبها «دومة» وجيله فإنها من طبيعة حماسة الثورة واندفاعات العمر، فلا ثورة معقمة في التاريخ ولا غضب بلا شطط.. بينما ما ارتكبه «عز» يدخل مباشرة في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية التي استدعت الثورة، حتى أن رأس النظام «حسنى مبارك» أطاحه مع لجنة السياسات التي كان يترأسها نجله الأصغر وقيادة الحزب الوطني كلها قبل إطاحته هو نفسه. في لحظات النهاية بدا «عز» عبئا على أي فرصة لبقاء النظام، فهو يرمز أولا لـ«مشروع التوريث» الذي تماهى معه إلى درجة التوأمة مع الوريث المحتمل للنظام الجمهوري، ويرمز ثانيا لإفساد الحياة السياسية بالتزوير الفاحش للانتخابات البرلمانية عام 2010، ويرمز ثالثا لخيارات اقتصادية أفضت إلى توحش مؤسسة الفساد وإهدار المقدرات العامة على نحو لا مثيل له وزواج السلطة بالثروة وحماية الاحتكارات وإخضاع الحكومة لمصالح رجال الأعمال المتنفذين.
عودته السياسية الآن تضرب في الحاضر وتهدده في شرعيته. فترشحه لمجلس النواب إهانة لا تحتمل لأي تضحية بذلت وتحد سافر للدماء التي سالت من أجل الانتقال إلى عصر جديد يؤسس لمجتمع ديمقراطي حر تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية معا… وفي أحكام المؤبد على «دومة» ورفاقه إشارة أخرى لنزيف مماثل تتعدى الحيثيات القضائية إلى آثار سياسية تعمق أزمة الدولة مع شبابها وتقوض أي رهانات على خفض مستوى الاحتقانات. في الإشارتين معا تهديد مباشر للشرعية الدستورية، التي تنص وثيقتها على أن «ثورة 25 يناير/كانون الثاني 30 يونيو/حزيران فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق.
عن أى دستور نتحدث.. وعن أي ثورة فريدة نتباهى.. وأي مستقبل هو مشرق؟
بعبارة صريحة فإن عودة «عز» تنذر بتداعيات لا يحتملها أحد في مصر وصلافة التحدي مقدمة لصدامات مروعة سوف تنتقل باليقين إلى الشوارع الملتهبة إن لم يكن اليوم فغدا.. بعبارة صريحة أخرى فإن عودة الماضي مشروع أزمة شرعية لا يصح أن يفسح المجال أمامها والحسم المبكر لا بديل عنه، فمصر لم تعد تحتمل اضطرابا جديدا.
فما معنى أن تثور مصر مرتين في أقل من ثلاث سنوات، ضحت وتحملت بدون أن تتبدى أمامها ثمار التضحيات ولا تحقق أيا من أهداف الثورة…
في عودة الماضي نسخ لكل شيء له قيمة في هذا البلد وسحب على المكشوف من رصيد الحاضر. في ترشح «عز» تحد للنظام الجديد، فقد تلقى رسائل رئاسية تطالبه بأن يلزم بيته وأعماله وألا يحاول دخول الميدان السياسى مرة أخرى، فما معنى خطوته إلا أن يكون مستهينا بما وصله ومستقويا برجال الأعمال المتنفذين، الذين خذلوا أي رهانات عليهم في صندوق «تحيا مصر»، ومعتقدا أن مؤسسة الفساد أقوى من أي مؤسسة أخرى في هذا البلد.
الكلمة للرئيس قبل أي أحد آخر، فعليه أن يؤكد بالحسم الضروري أن هناك رئيسا واحدا للبلاد وأن الماضي لن يعود كما أكد عشرات المرات.
وهذه مسألة انحيازات كبرى آن وقت إعلانها وأى تأخر إضافي يعمق فجوات يجب أن تضيق.
فوق ذلك كله فإن ترشح «عز» دعوة صريحة للإرهاب أن يتمدد، فلا يمكن لرأى عام مصدوم وشبه يائس أن ينهض وراء جيشه وأمنه لدحر الجماعات التكفيرية وهو يرى تضحياته تذهب سدى ووجوه الماضي تعود وتتحدث بسخرية عن أن «مصر بلد يستحق المجد»، كأن «عز» يقصد أن بلدا لا يعرف قيمة تضحياته ولا معنى ثورته يستحق شيئا آخر لا يوصف بكلام… هذه لحظة الحسم التي إن تأخرت فإننا داخلون لا محالة في الحائط المسدود».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مجمد سعاده غمان:

    اما بالنسبة للحادثة التي استشهد بها د . عبدالمنعم فءواد حيث ضرب خالد بن الوليد عنق مقاتل بعد ان قال اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله وقد لامه الرسول (ًص) هل شققت عن قلبه؟؟ الى اخر الرواية ::
    هي حجة عليه وليست حجة له وذلك:
    ان المقاتل المذكور كان يقاتل المسلمين وهو غير مسلم بالتأكيد وقد نطق بالشهادتين
    حتى ينجويعنقه لقناعته وايمانه بسماحة الاسلام ورحمته وليس دين تنكيل وقتل وخرق.
    في حين ان داعش تكفر وتقتل وتحرق كل من يختلف معها بالرأي باسم الاسلام
    وتحت رايته والاسلام منها براء حتى وان ادعت ذلك أي ان هذه المحصلة ليست
    على الاسلام في شيء والدين عمل وممارسة وليس شعارات……..
    وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله… وقد خرجوا ورفضوا ان الاسلام
    دين رحمة ….. وأن الرخمن

إشترك في قائمتنا البريدية