بيروت – «القدس العربي»: ينطلق مهرجان شاشات الواقع في دورته الـ17، بدءاً من اليوم الأربعاء إلى 14 الشهر الجاري، حيث تتوزع عروض الأفلام على عدد من الصالات العاملة في بيروت. كما ويمتد إلى عدد من المناطق اللبنانية في برمجة خاصة بها، منها طرابلس، وبر الياس وحمانا. الإفتتاح في بيروت مع فيلم «أخطبوط» لكريم قاسم في الساعة الثامنة والنصف مساء في غراند سينما غلاكسي. والدخول لكافة للمهرجان بكامله مجاني.
ويستضيف مسرح بيروت في الجامعة اليسوعية السادسة من مساء غد فيلم «نحو سينما ثورية» للمخرج كريس ماركر «20» دقيقة بالفرنسية والانكليزية. يليه فيلم «السندويتش» لعطيات الأبنودي «12» دقيقة بالعربية. «الإبحار في الجبال» يُعرض في اليوم نفسه في غراند سينما غلاكسي في الثامنة والنصف من اخراج كريم عينوز مدته «98» دقيقة، بالعربية والفرنسية والإنكليزية.
فيلم «ولعلّ ما أخشاه ليس بكائن»
في 8 الشهر يُعرض فيلم «ولعلّ ما أخشاه ليس بكائن» للمخرجة كورين شاوي، الثامنة والنصف مساء في غراند سينما غلاكسي مدته «72» دقيقة بالعربية والفرنسية والإنكليزية.
وفي السينما عينها يعرض يوم 9 الشهر الساعة 6 مساء فيلم «خدني إلى السينما» للمخرج الباقر جعفر، بالعربية والإنكليزية مدته «60»دقيقة. يليه في الثامنة والنصف مساء فيلم «Un Peuple» للمخرج ايمانويل غرا «104» دقائق بالفرنسية والإنكليزية.
وفي مركز بيروت للفن تُعرض افلام قصيرة يوم 11 الشهر بدءاً من السادسة مساء، البداية مع فيلم «هايغ أيفازيان» يليه فيلم «يا عم الشيفور».
في العروض خارج بيروت البداية من طرابلس في 8 الشهر مع فيلم «خدني إلى السينما» الساعة 8،30 في «وورش 13» الميناء. وفي 9 الشهر الساعة 8،30 وفي المكانه نفسه تُعرض مجموعة من الأفلام القصيرة هي «فأر اسود» لأحمد النابلسي، و «حبّ في الجليل» لنادر شلهوب وليلى منعم، و»الصورة المثالية» لهلا الكوش. «العودة إلى الجذور المرئية» لسيندي شهاب.
وفي 12 من الشهر الساعة 8،30 في بر الياس وفي مقر جمعية العمل للأمل تعرض مجموعة افلام قصيرة منها «7 فيليدج» لفرح ايو خرّوب «مشاهد من البيت» لسينتيا صوما، و»سطر جديد» لنسيم ستيفنسون وطارق قبلاوي.
وفي 13 الشهر الساعة 8،30 تُعرض في بيت الفنان في حمانا الأفلام القصيرة «سطر جديد» و«فأر اسود».
فيلم «أخطبوط» بلا حوار مشاهد تسرد المآسي
عُرض فيلم «اخطبوط» للإعلام قبل افتتاح مهرجان شاشات الواقع. وقعه المخرج كريم قاسم الذي ترك الكاميرا تلتقط مشاهد من احياء شعبية منكوبة من انفجار المرفأ. دون حسابات كثيرة مسبقة نزل إلى حيث الشاهد على النكبة. ما نقلته الشاشة للمتلقي يخبرنا بأن الزمن ليس بعيداً بين الحدث والتصوير. جراح البشر النفسية طازجة، فهم صامتون تائهون منهكون. صوت نقطة ماء رتيب يتوالى من مكان ما، وحده كسر وحدة كبار السن ووجعهم المكبوت.
بعد الكبار مواجهات متتالية مع مشاهد لشباب. كل بحاله، لا تبادل كلام حتى لمن هم في الحيز المشترك. ذباب يتصارع صوته يكسر الصمت، والبشر غارقون في المجهول. المدخنون كثر. حتى مع انتقال الكاميرا إلى منطقة عين المريسة، حيث الأضرار أقل بكثير بقي الصمت مطبقاً وثقيلاً على المتنزهين وصيادي السمك. من مكان ما الدخان كان لا يزال يتصاعد، ومن خلفه حاولت الشمس أن تفرد اشعتها وفشلت.. بقي المشهد سوريالياً جميلاً بمعزل عن هول ما قبله والآتي بعده.
كريم قاسم كان في وضعية ترصد وعن سابق تصور وتصميم. اقتنص مشاهد مميزة. لاحق رجلاً بين المدينة وإحدى القرى. ومن بين كل هذا الدمار الذي لحق بحي شعبي سلِم عود أحدهم، فلجأ إلى أوتاره في عزّ حر آب، علّه يفوز بنفس عميق. إنه الواقع نقله المخرج فتحدث عن المأساة دون حاجة للحوار والسيناريو.
كاميرا كريم قاسم رصدت بدء الترميم في الأحياء الشعبية، وفي أحد المستشفيات القريبة، ورافقت غطّاساً في قعر البحر حيث الجمال الخلاّب.. وحيث نرمي ببعض قذارتنا دون احترام للطبيعة.
تفجير 4 آب/أغسطس يعترف بمدى اهمية الناس على سطح الأرض.. فكيف بحال الحياة في قعر البحار. ربما هي مقارنة غير مقصودة، لكنه فيلم يُقرأ انسانياً والغوص في اعماق البحر مشهد ذو دلالة في فيلم «اخطبوط».