لندن – “القدس العربي”:
إبراهيم درويش
تساءلت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير أعدّه ويليام بوث وكارلا آدم، عن حظوظ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزبه في الانتخابات المحلية، ففي الوقت الذي صفق فيه نواب البرلمان الأوكراني له هذا الأسبوع، كان للناخب البريطاني رأي آخر.
وبحسب تقارير، فقد أطلقت بلدة فونتانكا الأوكرانية، قرب أوديسا، اسمه على أحد شوارعها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده “ستظل ممتنّة دائما لبوريس وبريطانيا” على الدعم خلال الحرب.
وبينما يواصل جونسون نشر صوره على تويتر وهو يسير مع زيلينسكي عبر كييف الشهر الماضي، لا يرحب الناخب البريطاني به على أنه بطل.
ومن المتوقع أن يتلقى حزب المحافظين، الذي يقوده، ضربة كبيرة في الانتخابات المحلية في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس، فيما نظر إليه، على الأقل جزئياً، على أنه استفتاء على جونسون.
وتقول الصحيفة إن هناك الكثير من الأمور تشغل بال الناخب البريطاني عندما يذهب إلى قاعات البلديات والمجالس المحلية. وطغت أزمة تكلفة المعيشة على كوفيد-19، حيث احتلت المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي. وقد ارتفع معدل التضخم في بريطانيا إلى 7%، وهو أعلى معدل له منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وتظل كيفية تعامل الحكومة مع الوباء قضية حاضرة، وهذه الانتخابات هي الفرصة الأولى للناخبين في جميع أنحاء البلاد لإبداء رأيهم منذ اندلاع فضيحة “بارتي غيت” لأول مرة في الخريف.
ولا يخضع رئيس الوزراء وموظفوه الآن لتحقيق واحد، ولا اثنين، بل لثلاثة تحقيقات جارية في عشرات الحفلات الصاخبة التي وقعت خلال الإغلاقات الصارمة بسبب فيروس كورونا.
وتوصّل تقرير صادر عن الموظفة الحكومية سو غراي إلى أن الحفلات انطوت على “فشل في القيادة والحكم”.
كما أصدرت شرطة العاصمة في لندن بالفعل 50 غرامة جنائية، بما في ذلك غرامة لجونسون، مما يجعله أول رئيس وزراء في منصبه يثبت أنه خالف القانون. وتشير مصادر الشرطة إلى أنه سيتم الإعلان عن مزيد من الغرامات بعد الانتخابات.
وأعلن البرلمان تحقيقاً إضافياً حول ما إذا كان جونسون “ضلّل عن قصد” المشرّعين بشأن ما إذا كانت التجمعات الحكومية قد انتهكت قواعد الإغلاق الحكومية.
في مقابلة، يوم الثلاثاء مع برنامج “صباح الخير بريطانيا”، أصرّ جونسون على أنه سياسي “صادق” لم يتعمّد تضليل البرلمان.
يجادل أنصار جونسون بأن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لاستبدال رئيس الوزراء، حيث تلعب بريطانيا وجونسون دوراً كبيراً في دعم أوكرانيا.
مع أن التهمة الموجهة له هي “تضليل البرلمان عن عمد”، لأن هذه هي الطريقة التي تم الحديث عنها في القانون الوزاري، ولأن قواعد اللياقة البرلمانية تمنع المشرّعين من وصف رئيس الوزراء بأنه كاذب. لكن الجمهور البريطاني ليس مقيداً إلى هذا الحد.
ووجد أحدث استطلاع للرأي، أجرته يوغوف، أن أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين (78%) يعتقدون أن جونسون كذب بشأن الحفلات في مقر الحكومة. وحوالي نصف أولئك الذين يخططون للتصويت للمحافظين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي أيضاً أنه لا يقول الحقيقة بشأن الحفلات، مما يعني أن هذه قد لا تكون سبباً في سحب التأييد بالنسبة لجميع المحافظين. إلا أن أرقام استطلاعات جونسون بشأن الجدارة بالثقة والكفاءة والجاذبية تراجعت بشدة. وتقول غالبية البريطانيين يقولون إنه يجب يستقيل.
وبحسب دارين هول، 51 عاماً، وهو من سكان منطقة واندسوورث في لندن، وهي منطقة يراقبها المحللون عن كثب: “بوريس جونسون والطريقة التي يتصرف بها مع جميع تلك الحفلات خلال الإغلاق، لا يمكن الوثوق به”.
وصوتت واندسوورث لصالح حزب المحافظين لمدة 44 عاماً. وصفتها رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر بأنها منطقتها “المفضلة”. ولهذا فخسارة واندسوورث ستكون بمثابة ضربة قوية للحزب الحاكم.
وعبر هول أن تصبح المنطقة هذا تحت سيطرة العمال، مضيفاً: “تم توقيفي أثناء الإغلاق من قبل الشرطة عندما التقيت بأصدقائي. وبوريس؟ حسنا، إنه قانون لهم، وقانون آخر لبقيتنا”.
ونظمت الحفلات الحكومية – في مكتب رئيس الوزراء في داونينغ ستريت ومكتب مجلس الوزراء القريب – عندما قامت حكومة جونسون بتقييد الاختلاط بين الأسر، للحد من انتقال الفيروس والضغط على الخدمة الصحية الوطنية.
ومن بين أكثر الأشخاص غضباً من تلك الحفلات، الأشخاص الذين منعوا من حضور جنازات ذويهم في تلك الفترة، أو رؤية أقارب يحتضرون في المستشفى.
وترى الصحيفة أن علاقة جونسون الفضفاضة مع الحقيقة مغروسة بالفعل في نظرة كثير من الناس له قبل أن يصبح رئيساً للوزراء.
وقال بن بيج، الرئيس التنفيذي لشركة استطلاعات الرأي إيبسوس موري: “اعتقد معظم الناس أنه كاذب منذ البداية”. وأضاف أن البريطانيين يتمتعون بإحساس عميق بمنح فرصة عادلة، ولكن فكرة ألا يلتزم المشرعون بالقوانين التي يصدرونها هي ما يزعجهم.
إلا أن جونسون يظل سياسياً استثنائياً، قادر على الصمود في وجه العواصف التي ربما أغرقت أسلافه.
وواجه انتقادات شديدة، بما في ذلك من حزبه. لكنه جنب تصويتا بحجب الثقة جزئياً لأن زملاءه المحافظين يعتبرون أن رئيس الوزراء المرح بتسريحته التي تشبه ممسحة الأرض، الذي درس في جامعة أكسفورد، أثبت قدرة على جذب أصوات الناخبين.
زملاء جونسون المحافظون يعتبرون أن رئيس الوزراء، المرح، بتسريحته التي تشبه ممسحة الأرض، أثبت قدرة على جذب أصوات الناخبين.
وتم انتخابه مرتين لمنصب عمدة لندن ذات الميول اليسارية، على الرغم من كونه مرشح حزب المحافظين. وساعد تسويقه المتحمس لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تحقيق فوز مفاجئ في الاستفتاء. ومع وجود جونسون كزعيم لهم، حقق المحافظون فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 2019، مما منحهم أغلبية تاريخية ب 80 مقعداً في مجلس العموم.
ولكن إذا بدأ نواب حزب المحافظين يشعرون أنه لن يساعدهم في الاحتفاظ بوظائفهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد يكونون متحمسين للتخلص منه.
وفي الانتخابات الخاصة الوحيدة منذ اندلاع فضيحة بارتي غيت لأول مرة، خسر المحافظون مقعداً برلمانياً، يمثل مدينة نورث شروبشاير الإنجليزية، التي كانوا قد شغلوها منذ ما يقرب من 200 عام.
وقبل الانتخابات المحلية التي تجرى يوم الخميس، قام جونسون بحملته الانتخابية، حيث زار بلدات السوق في شمال إنجلترا واستوديوهات التلفزيون في الجنوب، وأصر على أنه مصدر قوة لحزبه.
لكن المحافظين يتخلفون عن حزب العمال بحوالي خمس إلى ثماني نقاط مئوية.
وقال بيج: “جونسون لا يحظى بشعبية كبيرة. وإذا كانت نتائج الانتخابات المحلية فظيعة، فإنها ستشجع المتمردين الذين يريدون رحيله. لكنهم بحاجة إلى العثور على بديل له أولاً”.
ومما ساعد جونسون في حقيقة أنه لا يوجد خليفة واضح ينتظر تسلّم موقعه. في وقت تضاءلت فيه فرص وزير المالية ريشي سوناك لكي يكون بديلاً لجونسون، بعد فضيحة
تتعلق بعدم دفع زوجته للضرائب، وبعد أن تم تغريمه أيضاً من الشرطة، بسبب مشاركته في حفلات مقرّ الحكومة.
ويتم أحياناً الحديث عن أسماء أخرى مثل وزيرة الخارجية، ليز تراس، ووزير الصحة السابق جيريمي هانت، وتوم توغندهات، وهي شخصيات لا ينظر إليها على أنها مجربة ومختبرة.
تيم فارون قال إن أعضاء حزب المحافظين “يخجلون للغاية” من الدفاع عن رئيس الوزراء، “لكنهم أضعف من أن يقيلوه”.
ويجادل أنصار جونسون، حتى أولئك المترددين، بأن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لاستبدال رئيس الوزراء، حيث تلعب بريطانيا وجونسون دوراً كبيراً في دعم أوكرانيا.
وأشار توني ترافيرز، الخبير السياسي في كلية لندن للاقتصاد، إلى أن “بريطانيا غيّرت قادة في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية”. وأضاف: “معظم الناخبين مدفوعون بشكل كبير بالسياسات المحلية أكثر من الشؤون الخارجية… تكلفة المعيشة والخدمات الصحية على رأس اهتمامات الناس”.
قال تيم فارون، عضو حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض، لمجلس العموم إن أعضاء حزب المحافظين “يخجلون للغاية” من الدفاع عن رئيس الوزراء، “لكنهم أضعف من أن يقيلوه”. واتهم حزب المحافظين “باستخدام معاناة شعب أوكرانيا بشكل مخزٍ كذريعة لعدم اتخاذ إجراء”.
شخصيا وكل أصدقائي صوتنا الى حزب العمال .حزب المحافظين اصبح ماضي.
اتمنى طرد رئيس الوزراء في الانتخابات البرلمانية القادمه شر طرده.
جونسون يحاول التشبه بتشرشل هههههه فقط حركات بهلوانية وانتظار مكالمة من واشنطن
ماكرون من قبلهةانقذته نفس القصة و جو النعسان يرغب بذلك ، من المعروف عن هولاء سياستهم باشعال الحرائق للحصول على صوت الناخب لذا هم مستعدون القتال حتى اخر اوكرايني