ليبيا: اهتمام أممي بتعيين مبعوث جديد للبلاد… وسط تجاهل وخلاف دولي  

نسرين سليمان
حجم الخط
1

طرابلس – «القدس العربي»: تعيين مبعوث أممي جديد لليبيا كان وما زال من أبرز القضايا الجدلية بين المجتمع الدولي نظراً لطبيعة العلاقات وخلاف المصالح بين مجموعة من الدول الكبرى، حيث ومنذ أشهر بل وسنوات تصاعد الخلاف حول المبعوث الأممي لليبيا ولم ينته حتى مع تعيين مجموعة من الشخصيات.
فمع انتهاء ولاية البعثة الأممية يواجه التمديد في كل مرة مجموعة من الخلافات والاعتراضات التي وصلت حد العجز عن تعيين مبعوث جديد للبلاد.
فمنذ النصف الثاني من 2021 واستقالة السلوفاكي يان كوبيش في تشرين الثاني/نوفمبر، يشهد مجلس الأمن خلافات بشأن عدد من المسائل في ليبيا لذلك لم يتم تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر لأكثر من 4 أشهر، ثم تم تمديدها مجدداً في يناير لثلاثة أشهر فقط.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر لم يقدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى مجلس الأمن أسماء شخصيات يمكن أن تتولى المهمة خلفاً ليان كوبيش، لكنه عيّن مستشارة خاصة لهذا الملف هي الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني ويليامز، التي شاركت في إدارة بعثة الأمم المتحدة في الماضي.
وفي جديد هذه القضية قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية تولي أهمية قصوى لتعيين مبعوث خاص جديد في ليبيا، وتأمل أن يكون موقف مجلس الأمن موحداً في هذا الشأن.
وأكد في مؤتمر صحافي في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، أنهم يأملون في موقف موحد من أعضاء مجلس الأمن لمساعدتهم في تنفيذ الولاية الخاصة لبعثة “أونسميل” وتحسين حياة الشعب الليبي، وفق قوله. وكان مجلس الأمن قد اعتمد في وقت سابق، قراراً بريطانياً بتمديد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا 3 أشهر، بينما لم يتمكن أعضاء المجلس من تسوية خلافاتهم بشأن تعيين مبعوث خاص جديد للبعثة الأممية.
وفي هذا السياق، تصر الدول الإفريقية وروسيا على ضرورة أن يكون المبعوث الأممي الجديد من أبناء القارة السمراء، فيما تعارض بريطانيا والولايات المتحدة وأغلب الدول الأوروبية هذا التوجه.
وعقب التصويت على قرار تمديد ولاية البعثة لثلاثة أشهر، عبر المندوب الأمريكي في مجلس الأمن عن خيبة أمل الولايات المتحدة جراء فشل مجلس الأمن في التصويت على قرار تمديد ولاية البعثة الأممية لعام مقبل.
وقال المندوب الأمريكي إن البعثة الأممية شريك أساسي لليبيا وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، والتي تتزامن مع اجتماعات المسار الدستوري بإشراف الأمم المتحدة وإعادة العملية السياسية إلى مسارها.
وذكر أن اعتماد قرار تمديد ولاية البعثة الأممية في صورته الحالية لا يوفر الدعم اللازم، ويرسل رسائل خاطئة للشعب الليبي ويسمح للمخربين بالحفاظ على الوضع القائم أو ما هو أسوأ.
وأوضح المندوب الأمريكي أن هناك خيبة أمل أخرى جراء طلب روسيا حذف عناصر عديدة من هذا القرار كانت ستوفر للبعثة الأممية التوجيه والمصادر المطلوبة في تنفيذ قضايا مهمة، كالمصالحة الوطنية، وإصلاح قطاع الأمن. وقبل أيام، كشفت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء من مصادر غربية مطلعة على الملف الليبي، موجودة في تونس، أنّ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سوف يكون إفريقياً. ونقلت الوكالة عن المصادر أنه إذا لم يحدث شيء في غضون ثلاثة أشهر، وهو أمر ممكن، فسنذهب إلى تأجيل فني جديد قصير الأجل أو إلى حل البعثة.
وطلب الاتحاد الإفريقي مرات عديدة من الأمم المتحدة تعيين شخصية إفريقية لإدارة هذا الملف، واقترح أسماء لتولي منصب المبعوث الأممي، إلا غوتيريش لم يعلن عن قراره بعد بهذا الخصوص، ففي وقت سابق رشح الاتحاد  شخصيتين واحدة من الجزائر وثانية من غانا، وقد رفضت الأمم المتحدة المقترحين بشكل متوال.
وفي الوقت الذي لم تحسم فيه هذه القضية يتصاعد الخلاف والمشاكل والانقسام في ليبيا التي فشل فيها الأطراف السياسية في تنظيم انتخابات في ديسمبر الماضي بعد دعم أممي كبير وقوي لهذه الانتخابات.
وكان من المنتظر أن تمدد ولاية البعثة الأممية لسنة أو أن يتم تعيين مبعوث جديد، إلا أن روسيا تصر على رفض تمديد البعثة، حيث قالت مندوبة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، قبل أيام، إنهم بذلوا جهوداً كبيرة لتحقيق توافق في الآراء بشأن قرار كان من شأنه أن يوفر للبعثة مزيداً من الاستقرار لتنفيذ ولايتها على مدى فترة أطول لكن للأسف لم يكن هذا ممكناً، وفق تعبيرها.
وأوضحت أن روسيا عزلت نفسها مرة أخرى من خلال عدم الانضمام إلى توافق الآراء مع الأعضاء الـ14 الآخرين، وطالبتها بالوفاء بمسؤولياتها والتوافق بشأن تفويض موضوعي للبعثة الأممية في ليبيا.
ومع تأخر تعيين مبعوث جديد ومع الخلاف حول البعثة الأممية تتصاعد المشاكل في ليبيا التي شهدت انقساماً جديداً مؤخراً وعادت إلى مربع وجود حكومتين مجدداً، وعاد خطر اندلاع حرب جديدة إلى سطح المشهد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    لماذا تبعث الأمم المتحدة مبعوثات نساء وهي تعلم علم اليقين عقلية الرجل الشرقي الذي لا يأتمر بأوامر النساء وبعضهم يراها ضلعا قاصرا

إشترك في قائمتنا البريدية