الغارديان: لماذا لا يجمد الغرب أرصدة روبرت مردوخ عقابا له على نشر فوكس نيوز أكاذيب الكرملين؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
6

لندن- “القدس العربي”: قال المعلق في صحيفتي “الغارديان/ أوبزيرفر” نيك كوهين إن الغرب ليس لديه الشجاعة الكافية لفرض عقوبات على فوكس نيوز التابعة لمملكة روبرت مردوخ التي تتداخل مع الدعاية التي ينشرها الكرملين، ولا يمكن والحالة هذه فصل الاثنين عن بعضهما البعض.

وتساءل عن سبب تردد الغرب في تجميد أرصدة مردوخ قائلا “لو وجد الغرب الشجاعة لأمر بتجميد فوري لحسابات روبرت مردوخ، فمقدمو برامج قناته فوكس نيوز والدعائيون في الكرملين متداخلون بدرجة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر مثل كعكة لم توضع في الفرن بعد”.

وفي قناة فوكس والبرامج الإخبارية الروسية يطلق الأيديولوجيون صرخاتهم ثم يتذمرون من كونهم الضحية ويحرضون على الغضب ويتوسلون الشفقة بنفس الطريقة. وهو جدال تتراوح حججه من سيطرة الإمبرياليين الداعمين لروسيا كبرى على المعادين للفاشية إلى الهذيان القيامي المروع لمديرة قناة روسيا اليوم. فالدول التي تدعم أوكرانيا اليوم وعددها 40 هي مجموعة من النازيين الداعمين لهتلر.

وفي الأسبوع الماضي قالت مارغريتا سيمونيان مديرة أر تي (روسيا اليوم) إن السلاح النووي هو “شرفي” وهدرت قائلة “وسنذهب إلى الجنة أما هم فسيقتلون”.

ويقول كوهين إن روسيا لن تعطي أبدا أي صحافي أجنبي حضورا في ساعة الذروة، لكنها تجد دائما مكانا في خيالها المفضل لمذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون الذي يدفع بالدعاية الروسية أو يخلق أكاذيبه الخاصة كي تستخدمها الدعاية الروسية. فأوكرانيا هي الديكتاتورية الحقيقية وليست روسيا. ويزعم أن الغرب هو الذي يتآمر لشن حرب بيولوجية. وفي الأسبوع الماضي عوم نظرية بأن الحرب لم تحدث لسبب غير مبرر وغزو قامت به ديكتاتورية استعمارية ولكن رغبة انتقامية من إدارة بايدن الانتقام من فوز دونالد ترامب عام 2016. وذكر مراسل موسكو لموقع “بزفيد” أن الزعم وجد شعبية في روسيا. وعشق الدعائيون في تلفزة الدولة هذا الزعم. وضمنوه برنامج 60 دقيقة أكثر من مرة في نشراته المسائية.

ويرى الكاتب أن هناك جاذبية لبوتين بين اليمين المتطرف واليسار الداعم لأفكار المفكر نعوم تشومسكي في أوروبا وشمال أمريكا وهي ظاهرة تستحق الدراسة. فهو حلم الرجعيين المتطرفين من المسيحيين البيض المعادين لليبرالية والمعادين للاتحاد الأوروبي، وأدت انتصاراته إلى عالم بات فيه التفوق الأبيض هو الواقع وخسرت فيه القيم والأخلاقيات.

ففي أوروبا دفعت الحرب في أوكرانيا دعاة اليمين المتطرف من أرون بانكس إلى نايجل فاراج ومارين لوبان وماتيو سالفيني في إيطاليا للبحث عن طرق من أجل تغيير النقاش. ولا يزال هناك سوق لبوتين في الولايات المتحدة بين قطاع واسع من مؤيدي ترامب. ويحنون لديكتاتورية تعطيهم الفرصة لرفض نتائج الانتخابات الشرعية ودعم القوى الفاشية التي هاجمت الكونغرس وتعتبر كراهية الليبرالية عميقة داخل صفوفهم.

واتهم الكاتب مردوخ بتعزيز معنويات الروس وتقويض عزيمة الأوكرانيين عبر تقديمه الدعم الأجنبي للديكتاتورية. وعلينا ألا نقلل من أهمية ما يقوم به. فالروس الذين يشكون في مقدمي برامج التلفزيون الحكومي وأنهم مجرد لاعقين لأحذية المسؤولين يجدون عزاء في كلام المعلقين الأجانب الذين يؤكدون لهم أن ما يسمعونه منهم هو في الحقيقة صحيح.

وفي الوقت الذي يخاطر فيه الصحافيون بحياتهم إلا أن بوتين لا يطرد أو يسجن مقدمي برامج فوكس نيوز أو يسممهم بعامل نوفيتشوك. ولا يواجه مراسلو شبكة مردوخ أية مخاطر لأن ما يقدمونه هو دعاية حرة نابعة عن إيمان. ويقول الكاتب إنه شاهد صحافيين ينتقدون اليسار بفصاحة مثيرة للدهشة ليجدوا أنفسهم في إعلام اليمين الأمريكي الذي تمثله فوكس.

وأشار إلى التنظيمات البريطانية في ملاحقة الأوليغارش الذين “يحصلون على منافع من أو يدعمون حكومة روسيا”، وما أعلنه البيت الأبيض بأن “المسؤولين عن تقديم دعم يقوض الحرب في أوكرانيا” سيواجهون العقوبة، مؤكدا أن هناك أدلة كثيرة وواضحة تدعو لتجميد أرصدة مجموعة نيوزكورب التي يملكها مردوخ.

ويشير إلى أن تجميد المجموعة قد ينظر إليه على أنه اعتداء على حرية التعبير، ولكنه يرى أن التهديد على حرية التعبير في هذه الحالة قليل. فلن يعاقب مردوخ على كشفه عن معلومات مهمة ضد الغرب بل لأنه نشر أكاذيب تساعد عدوا للغرب.

وأضاف أن مردوخ لو كان روسيا وليس أستراليا لما تردد الغرب بفرض عقوبات عليه وعائلته وسحب السيطرة منه على ممتلكاته، رغم أن الفرق بين مردوخ الأسترالي والروسي لن يكون كبيرا، فكلاهما ينشران أكاذيب ودعاية الكرملين.

وبالتأكيد أصدر منظمو القنوات الإعلامية والصحافة في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات ضد قنوات روسية وصحافيين روس. ولم يقل أحد إن المنع هو اعتداء على حرية الصحافة بل وردد الجميع أن الهدف من العقوبات هو شل آلة الدعاية للكرملين.

وتضم مملكة مردوخ، التايمز وول ستريت جورنال اللتين قامتا بتغطية مدهشة للحرب بالإضافة إلى دار نشر هاربر كولينز التي قاتلت وبشجاعة الأوليغارش الروس ومحاميهم المفضلين في لندن في قضايا تتعلق بكتب نشرتها انتقدت بوتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صالح/ الجزائر:

    لماذا الغرب ليس لديه الشجاعة الكافية لفرض عقوبات على فوكس نيوز ، التابعة لمملكة روبرت مردوخ ، وتجميد فوري لحساباته ، لأن مقدمي برامج قناته والدعائيين في الكرملين متداخلون بدرجة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر مثل كعكة لم توضع في الفرن بعد ؟ الجواب ربما يكمن في أن ملك الإعلام المذكور يعلم علم اليقين أن أغلب وسائل إعلام “العالم الحر” تحولت ، بمناسبة الحرب التي فرضها حلف “الناتو” على روسيا ، إلى أبواق للتضليل الإعلامي وقول الزور .

  2. يقول ميساء:

    الجواب بسيط جدا لانه يمثل وجها من وجوه الدولة العميقة التي تحكم العالم في الخفاء!!

  3. يقول Mansouri:

    اعتقد جازما ان السياسه في بريطانيا لا تحب اي دوله اوروبيه قويه ولا حتى تحب اوكورانيا موحده او قويه… والدليل إنسحابهم من اليورو عندما شاهدة القوه والطالب الالمانيه والفرنسي…
    على اي حال لا أعتقد أن زعيما بريطاني أسوأ من هذا الحالي.. وعلى خلاف مع الشعب الإنجليزي اللطيف..
    هل تعتقد أوروبا ان تكلفة النفط الأمريكي في أوروبا ستكون بتناول يد الأوروبي ين أيضا!! ؟؟
    السياسه الامريكان يهمهم صندوق الاقتراع وحتى شعبهم اللطيف لا يهمهم…
    ولا ادري لمذا أوروبا تنصاع وراء السياسه الاغبياء في كل من امريكيا و بريطانيا

    1. يقول علي بن داود:

      شفت غباهم . . ومع هذا احتلونا … قرون … نحن العرب و ( الافارقا ) اذكياء ( بزااااف ) .

  4. يقول هادية:

    المريب في الحرب الإعلامية الحالية في ملف أوكرانيا أن كبار الغرب يريدون فرض صوت واحد و طرح واحد ثم توكر كارلسون كان سفيرا أمريكيا فهو أعلم بإختلاف الرؤي حول العديد من القضايا…

  5. يقول همام غصيب:

    “سلاح” تجميد الأرصدة لأي شخص أو دولة هو سرقة واغتصاب، وخيانة للأمانة! وهل هو قانوني (دون محاكمة عادلة)؟!
    أما الإعلام الغربي، فقد كان – في معظمه – طوال الأزمة الراهنة بوق دعاية فجة؛ عدا إصابته بهستريا ورهاب ضد كل شيء روسي.
    يا لعار الغرب! هل تذكرون فلسطين، والعراق، وليبيا، وسورية، و … ؟!

إشترك في قائمتنا البريدية