تونس ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الداخلية التونسية إن مئات التونسيين المقاتلين في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي عادوا مؤخرا إلى بلادهم، فيما أعلنت وزارة الدفاع القيام بعمليات إنزال جوي لملاحقة إرهابيين متحصنين في الجبال المتاخمة للجزائر.
وقال المكلف بالأمن بوزارة الداخلية رفيق الشلي ان عدد التونسيين العائدين من تنظيم «الدولة الإسلامية» يبلغ 500 عنصر، مشيرا إلى أنهم ينشطون في خلايا نائمة، وبعضهم «عزز صفوف تنظيم أنصار الشريعة المحظور باعتبارهم يتقاسمون معه الأفكار المتطرفة نفسها، فيما تم القبض على آخرين خلال العمليات الأمنية الاخيرة».
وأضاف في تصريحات صحافية أن وزارة الداخلية منعت مؤخرا أكثر من ألف تونسي من السفر للانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».
من جانب آخر، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي أن الجيش التونسي قام بعمليات إنزال لوحدات من القوات الخاصة للقيام بعملية تمشيط كبرى لبعض المناطق التي تتحصن فيها عناصر إرهابية في جبال «السلوم» و «السمامة» المتاخمة لجبل الشعانبي في ولاية القصرين القريبة من الحدود مع الجزائر، مشيرا إلى أن هذه العملية تترافق مع القصف المستمر للمنطقة من قبل المدفعية والطائرات التابعة للجيش.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت أنها تمكنت من تفكيك خلية إرهابية شرق البلاد، مشيرة إلى أنها اعتقلت 20 عنصرا من هذه الخلية التي تحمل اسم «كتيبة أبو مريم».
وقالت الوزارة في بيان أصدرته الأربعاء، ونشر على صفحتها في موقع فيسبوك، إن الخلية قامت بعمليات رصد لمنشآت أمنية وعسكرية مختلفة في منطقة الحمامات التابعة لولاية نابل (شرق) بغية إستهدافها لاحقا، فضلا عن التخطيط للقيام بعمليات خطف وذبح، مشيرة إلى أنه تم خلال العملية حجز «دراجتين ناريتين تم استعمالها في عمليات الرصد وثلاثة حواسيب محمولة ومجموعة من الهواتف المحمولة».
وتزامنت هذه الأحداث مع احتجاحات تشهدها بعض المناطق الحدودية مع ليبيا، حيث يطالب المحتجون السلطات بإلغاء «ضريبة الخروج» على غير التونسيين التي أثرت على الحركة التجارية في المنطقة، إضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية في هذه المناطق المهمشة.
ويخشى بعض المراقبين من استغلال العناصر الإرهابية لحالة الارتباك الأمني الحالي بالمنطقة والتسلل لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد، وخاصة أن قوات الأمن التونسية ألقت القبض قبل أيام على ثلاثة عناصر إرهابية (ليبيان وتونسي) حاولوا التسلل إلى البلاد عبر مدينة الذهيبة التي تشهد احتجاجات حاليا قادمين من ليبيا. وأشارت مصادر أمنية إلى أن المتهمين فروا خلسة من أحد معسكرات تدريب الإرهابيين التي يديرها تنظيم أنصار الشريعة.
وكان وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو أكد مؤخرا أن بلاده منعت منذ 2011 أكثر من تسعة آلاف شاب تونسي من السفر إلى سوريا، مشيرا إلى أن المتطرفين الراغبين بالسفر يستخدمون عادة وسائل تضليل متنوعة لخداع السلطات الأمنية، من بينها العبور إلى ليبيا ومن ثم السفر إلى تركيا قبل التوجه إلى سوريا.
يذكر أن الخبيرة الأمنية بدرة قعلول دعت في حوار سابق مع «القدس العربي» إلى إعادة تأهيل المتطرفين العائدين من القتال في سوريا، مشيرة إلى ضرورة الحزم في التعامل معهم، عبر إخراجهم من المدن وخضوعهم للتأهيل ثم العودة إلى الحياة المدنية، ومنعهم من استقطاب أشخاص جدد لإشراكهم في عمليات إرهابية.
حسن سلمان
الاولى هو تسليمهم للحكومه السوريه والعراقية لانهم ارتكبوا جرائم ومخالفات في هذين البلدين . عليهم إثبات برائتهم قبل العوده الى تونس . أليس هذا العدل !!؟
نحن نعيش في تونس و نتجول من شمالها الى جنوبها و من شرقها الى غربها و لم نر يوما ما يعكر صفو أمن المواطن الا ما نسمعه عن طريق الاعلام.اتقوا الله في شعبنا و حثوا الناس على العمل و اتركوا الأمن يقوم بعمله بسرية تامة.