إسرائيل تبدأ مناورة عسكرية كبيرة وسط توتر ميداني… والمقاومة ترفع درجة التأهب تحسبا للمواجهة

أشرف الهور
حجم الخط
2

غزة – “القدس العربي”: على وقع التوترات الأمنية التي تشهدها مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تنذر بانفجار فلسطيني في وجه إسرائيل، شرع جيش الاحتلال في إجراء مناورة عسكرية كبيرة، قابلتها المقاومة في قطاع غزة، برفع درجة التأهب، خشية “غدر” إسرائيلي.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين “مناورة أركانية” واسعة النطاق، من المقرر أن تتوسع خلال الأيام المقبلة. وستكون المرحلة الأولى من المناورة مخصصة لهيئة الأركان، على أن تتطور وتمتد لتشمل جميع القيادات والأذرع والأقسام التابعة لجيش الاحتلال.
وحسب تقارير عبرية فإن الجيش سيبدأ بإجراء أكبر مناورة في تاريخه، والتي تحمل اسم “عربات النار” وتحاكي حربا متعددة الجبهات. ولم يعط جيش الاحتلال المزيد من التفاصيل حول هذه المناورة الحربية الكبيرة، والتي ستشارك فيها جميع الوحدات العسكرية، وستمتد لعدة أيام، لكنه قال من ضمن المناورة، سيجري تفعيل صفارات الإنذار في منطقة “رمات هشارون” القريبة من تل أبيب، للتعامل مع سيناريو سقوط قذائف وصواريخ.

أحداث متشابهة

وكان مخطط لهذه المناورة العسكرية أن تنفذ العام الماضي لكنه وبعد يوم واحد من الشروع فيها، جرى وقفها، بسبب اندلاع الحرب ضد غزة، التي أطلقت عليها المقاومة اسم “سيف القدس”، فيما سمتها إسرائيل “حارس الأسوار”. وقتها أوقف جيش الاحتلال تنفيذ المناورة، وشرع في تنفيذ عمليات حربية ضد القطاع، تمثلت بقصف جوي وبري وبحري، على مدار 11 يوما، أسفرت عن استشهاد أكثر من 260 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء ورجال كبار في السن، وإصابة المئات بجراح، وهدم آلاف الوحدات السكنية بشكل كلي وجزئي.
وتأتي المناورة العسكرية الحالية لجيش الاحتلال في ظل أحداث تشابه ما كان عليه الوضع قبل عام، حيث تشدد دولة الاحتلال من قبضتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتشن هجمات أخرى ضد باقي مناطق الضفة، فيما ترتفع وتيرة الغضب الفلسطيني، من خلال قيام شبان بتنفيذ عمليات مسلحة وأخرى بالسكاكين داخل مدن إسرائيلية. وتسود حالة توتر شديدة أيضا في قطاع غزة، إذ هددت المقاومة مرات عدة بالتدخل لصالح نصرة مدينة القدس، ووقف هجمات الاحتلال ضد المسجد الأقصى.
وبسبب حالة التوتر القائمة بين فصائل المقاومة والاحتلال، بعد “عملية إلعاد” التي نفذت الخميس الماضي، وأدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين، حرّض أعضاء “كنيست” ووسائل إعلام إسرائيلية على اغتيال قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار، وهو ما قوبل بتهديد قوي من الجناح المسلح لحركة حماس وفصائل المقاومة، بأن تقابل أي عملية من هذا النوع بـ “رد مزلزل”، لا تقدر إسرائيل على تحمله.
وتحسبا لأي “غدر” إسرائيلي، خلال تنفيذ المنارة، والتي سيكون فيها جيش الاحتلال على أهبة الاستعداد، قامت المقاومة في قطاع غزة، هي الأخرى برفع درجة الجاهزية والاستنفار في صفوفها. ونقلت تقارير محلية عن مصادر في المقاومة في القطاع، إنه تقرر رفع الجهازية، تزامنا مع المناورة العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال، “والاستعداد لاحتمال الغدر”.
وتنطلق المناورة العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي تواصل فيه أركان دولة الاحتلال، بحث الوسائل العسكرية التي ستتخذها ضد المناطق الفلسطينية، ضمن المحاولات الرامية لإنهاء حالة الغضب الشعبي، الرافضة لسياسات الاحتلال والهجمات ضد القدس والمسجد الأقصى.
وحسب “القناة 12” العبرية، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، وكبار قادة الجيش والأمن ناقشوا ليل الأحد امكانية شن عملية عسكرية ضد مدينة جنين، كون أن غالبية منفذي العمليات الأخيرة انطلقوا منها. كما ناقشوا سبل الرد على قطاع غزة، من خلال فرض معادلة جديدة للرد أمام غزة بسبب التحريض على العمليات في الضفة والداخل.
وحسب ما كشف فإنه لم يصدر بعد قرار نهائي حول الخطط العسكرية الجديدة، وأنه من المتوقع أن يجتمع “الكابينت” مرة أخرى، من أجل اتخاذ القرار.
إلى ذلك رفعت سلطات الاحتلال الإغلاق الذي كان مفروضا على الضفة الغربية باستثناء منطقة رمانة غرب جنين، وهي قرية منفذي “عملية إلعاد”، اللذين أعلن اعتقلهم جيش الاحتلال بعد ثلاثة أيام من المطاردة، وأعلن جيش الاحتلال أن القرار جاء “بعد تقييم أمني”. لكن سلطات الاحتلال أبقت على إغلاق معبر بيت حانون “إيرز” شمال قطاع غزة، والمخصص لخروج العمال والتجار والمرضى وأصحاب الحالات الإنسانية، حتى إشعار آخر.
وأوضحت سلطات الاحتلال، أنه خلال فترة الإغلاق، لن يكون المرور ممكنا إلا في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية، كما أشار بيان لجيش الاحتلال إلى أنه في وقت لاحق، سيكون هناك تقييم آخر للوضع حول الموضوع.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السلطات الإسرائيلية تعتزم الاستمرار في إغلاق المعبر أمام دخول العمال من غزة لبضعة أيام أخرى على الأقل، ونقلت عن مسؤول أمني القول “هذه إشارة ليحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة) بأنه إذا استمر في نشاطه التحريضي فإن غزة ستدفع الثمن أيضا”.

وساطات متواصلة

يشار إلى أن سلطات الاحتلال فرضت طوقا أمنيا شاملا على كافة المناطق الفلسطينية الأسبوع الماضي، وقامت بتمديده حتى صباح أمس الاثنين، بعد تقييم أمني، على خلفية العملية الأخيرة في مستوطنة “إلعاد”.
وتشمل إجراءات الإغلاق فرض طوق أمني على الضفة الغربية المحتلة، وإغلاقا شاملا للحواجز والمعابر بالإضافة إلى إغلاق الحواجز مع قطاع غزة، ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم، وكذلك وقف إدخال السلع والمواد الغذائية للمناطق الفلسطينية.
يشار إلى أن الوسطاء يواصلون في هذه الأوقات، الجهود الرامية لإعادة الهدوء إلى المناطق الفلسطينية، وذلك من خلال قنوات الاتصال المفتوحة مع غزة وتل أبيب. وقد تخلل الاتصالات نقل رسائل من الطرفين هددت فيها المقاومة بردود قوية حال أقدمت إسرائيل على أي عمل عدائي ضد غزة، أو في حال أقدمت على تنفيذ عملية اغتيال ضد أحد المسؤولين الكبار، خاصة بعد حملة التحريض على قائد حماس في القطاع يحيي السنوار. في الجهة الأخرى طالبت إسرائيل بأن تعمل الفصائل الفلسطينية على وقف ما سمتّه بـ “التحريض”، وعدم شن أي هجمات في الضفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو العسل:

    انشاء الله تكون آخر مناورة لهم .وبعدها يبادوا من الوجود .

  2. يقول ميساء:

    هههههههه مناورة الفأر الميت على البحر الميت عاجلا غير آجل، اللهم عجل بتحرير فلسطين كل فلسطين و اكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا

إشترك في قائمتنا البريدية