الدوحة- “القدس العربي”: وصل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية، وتلبية لدعوة من الرئيس إبراهيم رئيسي.
وكشف الديوان الأميري القطري أن الشيخ تميم سيبحث مع الرئيس الإيراني وكبار المسؤولين، تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
سمو الأمير المفدى يتوجه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة في زيارة رسمية، وذلك تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي. https://t.co/54XoeecP4K
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) May 12, 2022
وبحسب المصادر الرسمية القطرية يرافق الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد رسمي.
وسبق أن أفادت وكالة “إرنا” الايرانية، أن زيارة أمير قطر لإيران تأتي على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى لمتابعة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي تم التوصل إليها بين البلدين خلال زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى الدوحة، التي جرت في فبراير/ شباط الماضي”.
وأوضحت المصادر الإيرانية، أنه من المقرر أن تجرى خلال هذه الزيارة مفاوضات حول سبل الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي.
وكشف حميد رضا دهقاني، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة، أن زيارة أمير قطر لإيران تهدف لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وأضاف في تصريح خاص لـ”القدس العربي”، أنه تم خلال زيارة الرئيس الإيراني لدولة قطر، التوقيع على عدد من الوثائق ومذكرات التعاون.
وشدد السفير الإيراني في تصريحه الصحافي، أن وجهات النظر السياسية للبلدين متقاربة للغاية، والتوجيهات والمواقف هي نفسها، ومثل هذه الزيارات الرسمية رفيعة المستوى تعكس عمق التعاون والتقارب في وجهات النظر.
وأشار دهقاني في تصريحات صحافية إلى أن بلاده تتبادل “وجهات النظر مع الأشقاء القطريين حول القضايا الدولية، بما في ذلك الملف النووي، ودائما نحن نرحب بجهودهم ومساعيهم”.
وبحسب المصادر الإيرانية، فإن طهران تُطلع البلدان الأخرى، بما في ذلك جيرانها، على مسار التفاوض.
تشير العديد من المصادر إلى أن تطورات وتفاعلات الملف النووي الإيراني ستكون حاضرة خلال زيارة الشيخ تميم بن حمد إلى طهران.
وتقوم قطر بمساع لدعم المفاوضات حتى التوصل لحل للملف النووي الإيراني.
وسبق أن كشف حميد رضا دهقاني سفير إيران في قطر خلال كلمة له في إحدى الفعاليات التي حضرتها “القدس العربي” أن “العودة للاتفاق النووي دون أي شروط والتي تتبلور في رفع العقوبات الجائرة، هو مطلب دولي من الولايات المتحدة الأمريكية ونحن جادون ومهتمون بإجراء المفاوضات مع دول 4+1 في فيينا، ونطمح من خلالها إلى رفع العقوبات عبر التزام كافة الأطراف بالاتفاق النووي”.
واستطرد قائلاً: “إن الاتفاق النووي هو حصيلة جهود مضنية وطويلة بذلها المفاوضون الإيرانيون ودول 5+1، قد تحول هذا الاتفاق من خلال قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي إلى وثيقة دولية، ويعد خروج الولايات المتحدة منه ليس فقط انتهاكاً لما ورد في هذا الاتفاق وإنما انتهاك للموازين والعهود الدولية المتعارف عليها”.
وسبق أن شدد مسؤول إيراني بارز أن الاتفاق النووي بين بلاده والدول الغربية بات وشيكاً، لكنه أكد بالمقابل رفض طهران توقيعه إذا لم يشطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات.
وجاء التصريح على لسان كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني خلال جلسة في منتدى الدوحة.
وقال الدكتور كمال خرازي الذي يشغل منصب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، إن الاتفاق النووي بات وشيكا لكنه يعتمد على الإرادة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق عام 2018.
لكن المسؤول اشترط رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب قبل أي توقيع على الاتفاق.
وشدد قائلاً: إن “الحرس الثوري جيش وطني ومن غير المقبول تصنيف جيش وطني كجماعة إرهابية”. في إشارة إلى تصنيف الولايات المتحدة الحرس ضمن لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية.
ترتبط قطر وإيران بعلاقات تاريخية متميزة تطورت على مر السنين في مؤشر على حرص القيادتين وشعبيهما على الارتقاء بهذه العلاقات ودفعها دوما نحو آفاق أرحب بما يخدم المصالح والأهداف والتطلعات المشتركة للجانبين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء القطرية.
وكانت إيران من أولى الدول التي اعترفت باستقلال دولة قطر، وبعد شهر من نيل الاستقلال، تم نشر الإعلان عن الاعتراف بدولة قطر وإقامة العلاقات بين البلدين وقدم أول سفير إيراني أوراق اعتماده عام 1972م لأمير دولة قطر، بينما وصل إيران أول سفير قطري عام 1973.
وتقوم العلاقات الثنائية بين قطر وإيران، على الصداقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتحرص قيادتا البلدين على إبقاء الحوار والتشاور متواصلاً ومستمراً وعلى أعلى المستويات وعبر الزيارات رفيعة المستوى، بهدف التنسيق وتبادل الرأي لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين والمنطقة بأسرها، وخدمة قضايا الأمن والسلام والاستقرار الدولي.
وحجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ بحسب جهاز التخطيط والإحصاء القطري، خلال عام 2021 نحو 780 مليون ريال (نحو 200 مليون دولار أمريكي).
ومؤخراً، اجتمع جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات القطري٫ مع رستم قاسمي وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني، في جزيرة كيش الإيرانية، حيث جرى استعراض أوجه التعاون بين البلدين في مجالات النقل والمواصلات، والملاحة البحرية والموانئ التجارية، والنقل الجوي والطيران المدني، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، كما استعرض الاجتماع أيضا فرص التعاون بين البلدين في ميناء جزيرة كيش.