عون خرق الصمت الانتخابي داعياً للثورة على مَن يحرّض ويبتغي حرباً أهلية- (صور)

حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: فُتحت عند الساعة السابعة من صباح الأحد صناديق الاقتراع أمام الناخبين اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية لانتخاب 128 نائباً بعد حملات سياسية وإعلامية حادة طالت مختلف الدوائر.

وفي جولة صباحية لـ”القدس العربي” على بعض الدوائر، لاحظت نسبة إقبال جيدة على أقلام الاقتراع، وشوهدت مواكب سيارة لمناصري حزب الله يتوجّهون من الضاحية الجنوبية إلى البقاع للإدلاء بأصواتهم ويرفعون الأعلام من داخل الفانات والسيارات، كما شوهدت مواكب للحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في منطقة الجبل في مقابل حركة خجولة لمناصري التيار الوطني الحر تؤشر إلى حالة القلق التي تسود هذا التيار في ظل الاتهامات التي توجّه إلى عهد الرئيس ميشال عون بأنه المسؤول عن الانهيار في البلد.

وقد توافد المسؤولون اللبنانيون والمرشحون منذ ساعات الصباح للاقتراع، وتوجّه الرئيس عون وزوجته إلى حارة حريك للإدلاء بصوتيهما، واكتفى بالقول: “إن الاقتراع واجب، والمواطن لا يمكنه أن يكون محايداً في قضية مهمة في اختيار نظام الحكم”.

غير أن حضور رئيس الجمهورية لم يمر مرور الكرام، إذ توجّه إليه أحد الشبان ويدعى شربل تحومي بكلمات نابية، ما دفع بعناصر لواء الحرس الجمهوري إلى توقيفه بطريقة عنيفة وسحله على الأرض.

أحد الشبان توجّه إلى الرئيس عون بكلمات نابية ولواء الحرس الجمهوري يسحله على الأرض

وكان الرئيس عون استبق الانتخابات بتوجيه رسالة إلى اللبنانيين رأى فيها خصومه وحتى الجمعية اللبنانية لمراقبة ديموقراطية الانتخابات، بأنها “خرق فاضح وغير مسبوق للصمت الانتخابي وحمل مضموناً هجومياً وتشويهياً”. وقد دعا عون إلى “الثورة وراء العازل، على المال الانتخابي”، معتبراً أن “ثورة صندوق الاقتراع هي أنظف ثورة وأصدقها”.

وحاول عون تمييز نفسه عن المنظومة الحاكمة قائلاً: “إن مسؤوليتكم كبيرة اليوم، كي لا يتوقف مسار تفكيك منظومة الفساد المركبة، التي تحكمت بمفاصل البلد على مدى عقود، وتحاسبوا الفاسدين والسارقين”، مشيراً إلى “أن لبنان منهوب وليس مكسوراً، ولا هو بمفلس”، داعياً “القضاء لكي يقوم بعمله، ويسمي الفاسدين ويلاحقهم”.

ودعا إلى “وقف خطاب الكراهية، وشعارات التحريض، وأحلام العزل ووقف فبركة الإشاعات، وتخويف المواطنين من بعضهم البعض”، وأعطى جرعة دعم للتيار الوطني الحر بقوله: “ليس ميشال عون الذي أمضى حياته يقاتل من أجل وحدة لبنان، وسيادته على كل شبر من أرضه وبحره، وأول من تقدم باستراتيجية دفاعية وطنية، سيسمح اليوم أو في أي يوم، أن تمس هذه السيادة، أو تباع في السوق السوداء، أو تغدو موضع مساومة أو مقايضة”، مجدداً القول “إن حق الشعب اللبناني هو أولوية، ووطننا لم يعد قادراً على تحمل أعباء اللجوء والنزوح، ونرفض كل شكل من أشكال الدمج والتوطين”، مؤكداً انه “لا يمكن لأحد أن يأخذ توقيعي إلا على عودة آمنة للاجئين والنازحين إلى بلادهم”.

من ناحيته، أدلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصوته في ثانوية حسن الحجة في طرابلس، ترافقه عقيلته مي ونجله مالك، وقال: “الدولة بكل أجهزتها مستنفرة لإنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي وبإذن الله تسير الأمور على ما يرام”، واعتبر “أن نسبة الاقتراع الصباحية جيدة”، مؤكداً “أهمية توفير الكهرباء في أقلام الاقتراع خلال الليل”. ودعا “اللبنانيين إلى اختيار الأفضل ومن يرونه مناسباً”، مشيراً إلى “أن الدولة استعدت لهذا الاستحقاق وجنّدت مئة ألف عنصر”، مثنياً “على كل الجهود التي بذلت وستبذل من القضاة والموظفين والأمنيين”، راجياً “أن تحمل الأيام المقبلة الخير للبنان”.

ميقاتي ومولوي أدليا بصوتهما في طرابلس ومفتي الجمهورية يقترع في بيروت

كما أدلى رئيس الحكومة السابق حسان دياب بصوته في ثانوية عمر فروخ الرسمية للبنات- الكولا. وأدلى الرئيس فؤاد السنيورة بصوته في ثانوية البزري في صيدا، وأمل “أن يكون هذا اليوم بحسب توقعات اللبنانيين وأن تجري الانتخابات في ضوء التغيير في المزاج اللبناني والإسلامي”.

كذلك، أدلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بصوته في دائرة بيروت الثانية وتوجه إلى مندوبي وسائل الإعلام: “أنتم جنود من أجل تغطية هذا اليوم الانتخابي الذي اعتبره تاريخياً ومفصلياً في الحياة السياسية اللبنانية”، وقال: “أنا مواطن أدلي بصوتي بصندوق الاقتراع”.

بدوره، اقترع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بصوته في مدرسة التدريب في أبي سمرا في طرابلس، قبل أن ينطلق في جولة على المناطق، وأكد “أن الطريقة الوحيدة لبناء لبنان الغد هي عبر الاقتراع الكثيف”، مؤكداً “أن المقاطعة لا تُفيد بشيء وأعد المواطنين بنتائج شفافة والازدحام هو مؤشّر جيد ولن يتم منع أي أحد من الاقتراع”.

وأضاف مولوي: “نُعالج موضوع انقطاع الكهرباء في منطقة التلّ كما نُعالج موضوع النقص في الأوراق في بعض الدوائر ككسروان”. وشدّد على “أن عناصر الأمن يقومون بواجباتهم، ونُعالج كل ما يحصل والإشكالات الإدارية التي سُجّلت بسيطة والوضع الأمني جيد ولن يُطيّر أي أحد الانتخابات وكما وعدتُ بحصول الانتخابات وفيت”. ومن طرابلس انتقل مولوي إلى جونية مجدداً الدعوة “لضرورة الانتخاب من أجل لبنان”.

ولم تغب سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو عن الاستحقاق الانتخابي حيث غرّدت على “تويتر”: “أصدقائي اللبنانيين، في هذا اليوم الذي يشهد انتخابات هامّة بالنسبة إلى مستقبل بلدكم، لديكم الفرصة لتصوّتوا للواتي والذين سوف يمثلونكم في مجلس النّواب وستقع على عاتقهم مهمّة الدفاع عن حقوقكم وتطلعاتكم لبناء لبنان الذي تريدونه. مشاركتكم لها تأثيرها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية