جنين – “القدس العربي”: اتهم قيادي في حركة فتح من مخيم جنين دولة الاحتلال الإسرائيلي بإعدامها الجريح الفلسطيني داوود الزبيدي شقيق الأسير والقيادي الفتحاوي زكريا الزبيدي أحد الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع قبل أن يعاد اعتقالهم.
وأعلن ظهر الأحد استشهاد داوود الزبيدي بعد أن وصل جريحا إلى مستشفى رامبام في حيفا، حيث أعلن عن أنه أسير لدى قوات الاحتلال. وجاءت الوفاة تأثرا بجروحه التي أصيب بها قبل يومين برصاص جيش الاحتلال في مخيم جنين أثناء اقتحامه من قبل القوات الإسرائيلية.
وقال القيادي الفتحاوي جمال حويل من مخيم جنين إن الجريح الزبيدي خرج من مستشفى بن سينا الخصوصي في جنين في حالة جيدة، وكان يتحدث مع المرافقين، أما ما جرى في المستشفى الإسرائيلي فهو يدلل على أن الاحتلال استثمر فرصة وجوده في المستشفى من دون مرافقين ليقوم بقتله.
بن غفير يقتحم المستشفى
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت عائلة الزبيدي اليوم بأنه محتجز لديها وهو بحالة صحية خطيرة. يذكر أن جمعا من المستوطنين وعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير اقتحموا مستشفى رمبام في مدينة حيفا، حيث يوجد الجريح الفلسطيني الزبيدي. وقال بن غفير إنه وصل إلى داخل غرفة الزبيدي في المستشفى، مشيرا إلى أنه في أي بلد كان من الواجب قتل الزبيدي، لكن هنا يتم علاجه، على حد وصفه. كما تجمع أنصار بن غفير خارج المستشفى وسط حضور كثيف للشرطة الإسرائيلية ورددوا هتافات عنصرية من بينها “الموت للعرب”.
وأطلق مساء أمس نشطاء من مخيم جنين مسيرة شعبية جابت شوارع المخيم رفضا لتهجم المتطرف ايتمار بن غفير على المستشفى المتواجد به المصاب داوود الزبيدي، كما طالبوا أعضاء الكنيست العرب بالتواجد في المستشفى لحمايته من تهديدات المستوطنين المتطرفين.
وكانت جهات فلسطينية طالبت في وقت سابق المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة المعتقل الزبيدي، والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم جنين صباح الجمعة الماضية قبل أن تنسحب لاحقا من المدينة ومخيمها بعد قصفها منزلا وتدميره وإصابة 13 فلسطينيا بالرصاص.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن “الارتباط المدني الفلسطيني يبلغ باستشهاد داوود الزبيدي، متأثرا بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال”.
وتم نقل داوود من مخيم جنين، إلى مستشفى داخل أراضي الـ48 لخطورة وضعه الصحي إثر إصابته برصاصة في البطن خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين يوم الجمعة.
وأكد القيادي الفتحاوي حويل أن الزبيدي هو ابن عائلة مناضلة وأن الشهيد كان مقاوما يوم اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين حيث أصيب في بطنه إصابة استدعت نقله لمستشفى إسرائيلي مخافة تطور حالته الصحية. وأضاف أن الشهيد داوود يعتبر فخرا لكل فصائل المقاومة، وهو شخص عليه إجماع في المخيم حيث قضى سنوات كثيرة من حياته معتقلا ومطلوبا للاحتلال.
والشهيد داوود هو شقيق الأسير زكريا الزبيدي، ووالدته سميرة وشقيقه طه استشهدا خلال اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين في نيسان/ ابريل العام 2002.
وتعرض الزبيدي للاعتقال مرات عديدة وكافة أشقائه، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو 12 عاما بين أحكام واعتقال إداري، وهو متزوج وأب لثلاثة. وباستشهاد الأسير الجريح الزبيدي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 228 شهيدا.
بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أسامة الحروب إن الأمور في اغتيال الزبيدي باتت وكأنها ثأر بين الاحتلال وعائلة الزبيدي وهو أمر يشهد به تاريخ العائلة المناضلة. وتابع: “الاحتلال لديه ثأر مع كل الشعب الفلسطيني أما خزان حقده على عائلة الزبيدي فهو كبير جدا.
وقال يحيى الزبيدي شقيق الشهيد داود أن أخاه استشهد في يوم النكبة وفي ذكراها الـ74، وتحديدا وفي أراضي فلسطين التاريخية حيث حقق حلم العودة إليها حتى لو كان شهيدا. وأكد أن تهديدات المتطرف بن غفير بقتل داوود نفذت صبيحة اليوم حيث تم تنفيذ القرار داخل المستشفى.
واستمر احتجاز قوات الاحتلال جثمان الشهيد الزبيدي وهو ما أكد عليه أخوه بالقول: لا يعنينا تسليم الجثمان، إنه في أرض فلسطين التاريخية، وهو فعليا أول من حقق حق العودة.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” شهيدها الأسير المحرر داوود الزبيدي الذي ارتقى شهيدا بعد اختطافه وهو في حالة حرجة. وتقدم أمين سر حركة فتح إقليم محافظة جنين عطا أبو رميلة، بأحر التعازي والمواساة من عموم عائلة الزبيدي، وذويه وكافة أهلنا في محافظة جنين وأرجاء الوطن بفقدانه الأليم.
وأشار إلى أن الشهيد الزبيدي أحد أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سليل عائلة فتحاوية وطنية قدمت وتقدم كل ما أوتيت من قوة وعطاء لأجل تحرير فلسطين، فهو شقيق الأسير منتزع الحرية من معتقل جلبوع، عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” القائد زكريا الزبيدي، ونجل شهيدة ارتقت إبان اجتياح مخيم جنين في العام 2002، وشقيق الشهيد طه الزبيدي أحد أبطال الانتفاضة الأولى، وشقيق أسير محرر أمضى في غياهب المعتقلات سبعة عشر عاما.
وأكد أبو رميلة أن الشعب الفلسطيني يواجه الاحتلال الذي ينغص حياتنا يوما بعد يوم ويستهدف كل ما هو فلسطيني، مشددا على أن هذا المحتل الذي لا تفرق رصاصاته بين رجل وامرأة وطفل أيا كان وصفه وصفته مستمر بجرائمه في ظل صمت دولي واتباع سياسة الكيل بمكيالين دون خجل ودون النظر للحد الأدنى من الإنسانية والموضوعية.
وزفت كتيبة جنين – حزام النار، (أحد الأجنحة المسلحة في جنين) الشهيد البطل الذي شهدت له ساحات المواجهة والقتال والاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وأكدت على استمرار المعركة ضد الاحتلال والانتقام لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى حتى النصر والتحرير.
وأكدت الكتيبة في بيان لها أن الاحتلال وأجهزته الإرهابية، يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصفية الزبيدي، بعد إصابته بالرصاص وخطفه، وأكدت أنه لن تمر هذه الجريمة دون عقاب من أبنائنا ومجاهدينا.
صمت الجنائية الدولية
وأدانت وزارة الخارجية جريمة قتل الشهيد داوود الزبيدي التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، اثناء اقتحامها العدواني لمخيم جنين الصامد. وقالت الوزارة الأحد إن “عمليات القتل والإعدام الميداني التي تمارسها قوات الاحتلال ترجمة ميدانية مباشرة لعمليات المستوى السياسي لدولة الاحتلال والمسؤولين الاسرائيليين الذين يتفاخرون أن جنودهم يتصرفون من دون ضوابط أو قيود كما صرح بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت وغيره، تلك التعليمات التي حولت جنود الاحتلال المنتشرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى آلات للقتل خارج أي قانون ويتعاملون مع الفلسطيني كهدف للرماية والتدريب”.
وطالبت الوزارة المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها المريب وتحمل مسؤولياتها والبدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد شعبنا.
بدوره أدان المجلس الثوري لحركة “فتح” هذه الجريمة مشيرا إلى أنها تضاف الى سلسلة الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا، ما يدل على فاشية هذا الاحتلال واعتماده سياسة الإعدام كمنهجية للتعامل مع شعبنا الأعزل.
نادي الأسير: الشهيد 228
ونعى نادي الأسير الفلسطيني داود الزبيدي (43 عاما) وحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاده معتبرا أن عملية إطلاق النار عليها كانت بهدف قتله وتصفيته.
الله يرحمك ويحسن إليك. انت بمكان احسن ان شاء الله