رغم أنها انطوت على عدد من المفاجآت المدوية المتمثلة في فشل بعض أقطاب المجلس النيابي وقدماء تحالف «حزب الله» لم تسفر الانتخابات التشريعية اللبنانية عن تغيير جوهري في توازنات المجلس، لاح خلال بعض الوقت أنه قد يكون إجابة المجتمع على مسؤولية الساسة والأحزاب التقليدية عن الأوضاع الكارثية المعيشية والاقتصادية والصحية والتعلمية والخدمية التي يعاني منها لبنان منذ سنتين ونصف، خاصة بعد الانتفاضة الشعبية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
ثمة مع ذلك نقاط مضيئة حول الفاعلية المستقبلية لتيارات التغيير المختلفة، التي انبثقت عن الانتفاضة أولاً كما تبلورت بوضوح أكثر بعد انفجار مرفأ بيروت مطلع آب/ أغسطس 2020. أبرز هذه النقاط قد يكون ما تشير إليه عمليات فرز الأصوات حتى الساعة من نجاح 10 مرشحين في الوصول إلى المجلس على لوائح مسجلة باسم مجموعات التغيير المختلفة، الأمر الذي قد يتيح لهم تشكيل كتلة نيابية مخوّلة بالتدخل في مشاريع القرارات أو الطعن فيها أمام المجلس الدستوري.
والنقطة المضيئة الثانية ذات الصلة هي الفشل الذريع الذي مُني به عدد من مرشحي تحالف «حزب الله» البارزين، أمثال وئام وهاب وأسعد حردان وطلال أرسلان، وكذلك تراجع التيار الوطني الحر في مناطق نفوذ تاريخية وهبوطه إلى المرتبة الثانية في تمثيل المسيحيين، لصالح «القوات اللبنانية» التي باتت تحتل الموقع الأول. والأكثر دلالة في هذه النتائج هو أنها تعكس فقدان «حزب الله» و«أمل» قسطاً واضحاً من التأثير والسيطرة، بالنظر إلى أن الثنائي الشيعي كان الراعي المباشر للخاسرين.
وإذا كانت نسبة الإقبال على الاقتراع لم تتجاوز الـ41٪ وبالتالي عبرت عن حالة معممة من الإحباط الشعبي وضعف الثقة في الساسة والنواب والمجلس على حد سواء، فإنها في الحالة اللبنانية على وجه التحديد قد تكون مؤشراً على نجاح قوى التغيير في حشد جماهيرها مقابل عجز الأحزاب التقليدية عن استنفار قواها المعتادة وتحريك «الماكينات» الانتخابية المعتادة بالرغم من توظيف الأموال وشراء الأصوات وممارسة الترغيب والترهيب. وإن صحت هذه الحال فإنها تعني أيضاً انفضاض بعض الشرائح الشعبية عن أحزابها التقليدية وزعمائها المزمنين، مما يوحي أيضاً بتسلل مشاعر الإحباط والسخط إلى قلب الجموع التي يتفاخر «حزب الله» مثلاً بأنها خلفه كالبنيان المرصوص.
ومن الواضح أن هذه الجولة التشريعية لن تراجع نظام المحاصصة الطائفي السائد في البلد، ولن تمسّ هيمنة «حزب الله» عبر أغلبيته البرلمانية وسلاحه وتبعيته الإيرانية، ولن تنهي ثقافة تعطيل الاستحقاقات الدستورية ونهج حكومات التوافق العقيمة، وقد تسير بالبلد مجدداً في النفق المظلم ذاته. وإلى جانب مآزق البلد الفاشل أو البلد المفلس أو البلد الجائع أو البلد المريض، ثمة اشتراطات صندوق النقد الدولي وعواقب فراغ الدولة وكوابيس المغامرات الإقليمية وأشباح حرب أهلية محدودة أو شاملة. وهكذا فإنّ بصيص الأمل الذي صنعته أو تصنعه ظواهر التحول في هذه الانتخابات، يوازيه انسداد مستحكم في التوازنات والمؤسسات والقوى والرهانات، وتلك معضلة شاقة لا يحلها انتصار رمزي هنا أو خسارة عابرة هناك.
لا تغيير ملموس بالنتائج !
ماذا عن الثلث المعطل؟
و لا حول و لا قوة الا بالله
عجبا من هؤلاء الساسة اللبنانيين وكأنهم قضاء وقدر على الشعب اللبناني المسكين. نفس الساسة ونفس الوجوه ونفس السياسة. يتم إرهاب ألشعب اللبناني بفكرة أن من ينتفض ضد النخب القائمة فهو ينتخب لصالح الهيمنة الاسرائيلية والسياسة الامريكية. فنتساءل اين الفرق إذا ؟؟؟ التهديد بالاحتلال الخارجي أو التهديد والترهيب بإبادة ما تبقى من الاخضر واليابس في بلد لم ينعم بحياة كريمة بسبب سادية الساسة القائمين على هرم السلطة وليس اسرائيل أو إمريكا او اي وجهة أخرى يتم استغلالها لتبرير الوضع الكارثي الحالي.
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
نجح اللبنانيون وتقدموا بضع خطوات في رحلة الالف ميل …..مقارنة مع الانظمة العربية في المنطقة عاد لبنان الى مقولة انه سويسرا الشرق ..ففشل اعادة انتخاب بعض اقطاب الرزمة الحاكمة وصعود حفنة من المجتمع المدني في ظل فائض القوة انجاز لا مثيل له في منطقتنا ….الجيش والقوى الامنية اثبتت حيادها الى درجة كبيرة وهذا الامر له دلالاته ….كل هذا جرى في جو سليم وحضاري وآمن….وبالرغم من ان الجميع في لبنان يملك اسلحة متنوعة لم يسقط قتيل واحد او جريح واحد وهذا انجاز هام …وكما قال انطونيو غرمشي ( تشاؤم العقل تفاؤل الإرادة)
أخي سنتيك، كلام جميل من هو انطونيو غرمشي من فضلك؟
*للأسف مهما حصل.
انتهى (لبنان) كدولة مستقلة مستقرة.
كان الله في عون الشعب اللبناني المنكوب.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.
خرافة الإنتخابات بادت ولم تعد ناجعة أمام خداع الساسة الذين نصبوا أنفسهم رموزا للنهب واستغلال النفوذ …. وما إلى ذلك من التلاعب بأموال المجموعة الوطنية.
كحل يرضي الجميع لا بد لكل مترشح أن يكون له حد أدنى من المعرفة في اختصاصات شتى على غرار علم الإجتماع والقانون العام والمالية العمومية والدبلوماسية وكل ما له علاقة بالشأن العام الداخلي والخارجي وأن يكون له نصيب من الدهاء السياسي. وأن يمر المترشح عبر لجان تلك الإختصاصات لتزكيته وفق التحصيل الذي امتلكه.
لا أن يعتلي مقاعد التشريع كل من هب ودب فيضيع العباد والبلاد.
أضف إلى ذلك يجب على كل مترشح أن يتواصل قبل كل شيء مع جميع المواطنين صغيرا وكبيرا موضحا برنامجه عبر والوسائط المتاحة.
اليمين وحده لا يكفي بل عند اول خلل سياسي تقع إزاحة المترشح وفق قانون يعد لذلك.