هآرتس: بين الملك وأخيه الأمير.. “قضية عائلية” أم خلاف يتعاظم في الأردن؟

حجم الخط
9

كبار السن في عمان لا يذكرون سيلاً لفظياً مهيناً واتهامياً مثل السيل الذي صبه ملك الأردن، الملك عبد الله، على أخيه الأمير حمزة. الخميس الماضي، نشر البلاط الملكي بياناً مطولاً واستثنائياً حول قرار الملك تقييد حركة الأمير حمزة، وقطعه عن وسائل الإعلام، عملياً حبسه في قصره. “هو يقول بأنه يمثل والدنا المتوفى (الملك حسين) بصورة مخالفة لتراثنا، ويعيش في الوهم الذي زرعه فيه بعض المحيطين به، الذي يقول بأنه هو وحده صاحب هذا التراث، وأثناء ذلك تجاهل سنه الصغيرة وقلة تجربته. كم أملت أن يستطيع العيش سنوات أطول مع والدنا كي يتعلم منه قيم الزعامة والمبادئ المتجذرة التي ورثنا إياها. ولكنها إرادة الله. حمزة لم يفعل شيئاً سوى التذمر وإسماع شعارات عفا عليها الزمن، ولم يقترح عليّ يوماً ما نصيحة معينة كي أواجه المشكلات التي تواجهها بلادنا العزيزة… الاقتراح الوحيد الذي اقترحه هو توحيد جميع أجهزة المخابرات العسكرية ووضعها تحت قيادته. في حين أنه تجاهل عدم المنطق في اقتراحه والتناقض الذي هو فيه فيما يتعلق بنظام عمل قواتنا المسلحة”، هذا ما ورد في البيان الرسمي.

المواجهة التي داخل العائلة غير جديدة، ففي السنة الماضية تم اعتقال الأمير حمزة هو و25 شخصاً من الشخصيات الرفيعة في الأردن. وتم وضعه في الإقامة الجبرية بعد أن استنتجت المخابرات الأردنية استناداً إلى معلومات تم الحصول عليها من مخابرات أجنبية، بأن الأمير حمزة ينوي القيام بانقلاب ضد الملك، وهو الانقلاب الذي تم إحباطه في “اللحظة الأخيرة”. اثنان من الشخصيات الرفيعة التي اعتقلت وحكم عليها، هما باسم عوض الله، الذي كان رئيس مكتب الملك وأقيل في 2010، والشريف حسن بن زيد، وهو ابن عم الملك.

لكن حتى قبل الكشف عن القضية التي هزت المملكة، كان واضحاً أن ابني الملك حسين ليسا أخوين مثاليين. ففي 2004 عزل عبد الله الأمير حمزة من منصب ولي العهد، وبعد خمس سنوات عين بدلاً منه ابنه الأمير حسين في هذا المنصب. ومنذ ذلك الحين وهو يدفعه قدماً ويظهر معه في المناسبات العلنية ويعرضه كوريث له. في آذار 2021، بعد وفاة نحو عشرة أشخاص بكورونا في مستشفى في السلط بسبب نقص الأوكسجين، قام الملك بإرسال ابنه لزيارة المستشفى، لكن الأمير حمزة سبقه بستة أيام. الملك عبد الله فسر هذه الزيارة كخطوة استهدفت سرقة الأضواء من ابنه. وليس هذا فقط، بل إنه قبل بضع ساعات على زيارة الأمير حسين للمستشفى، التقى حمزة مع أبناء عائلات ضحايا كورونا. وبعد شهر تقريباً تم اعتقال حمزة بتهمة التآمر.

قبل شهرين من ذلك، قام حمزة بزيارات ولقاءات مع رؤساء القبائل، وأسمع هناك انتقاداً على سلوك الدولة، وفي مرة قال إن والده لم يكن ليسمح بأن تتدهور الأمور إلى هذه الدرجة. حمزة (40 سنة)، سعى إلى تعلم اللهجات البدوية. وهو يقلد والده بملابسه وحديثه. وهو يحظى بالثقة والتعاطف في عدد من هذه القبائل بصورة تقلق الملك وأجهزة المخابرات. أرسل الملك في حينه رئيس الأركان يوسف الحنيطي إلى الأمير حمزة، الذي أوضح له بأن “الالتقاء مع رؤساء القبال خط أحمر”. وفي تسجيل للمحادثة التي تسربت إلى الشبكات الاجتماعية، رد الأمير حمزة على رئيس الأركان وقال: “اسمح لي، يا سيدي، أين كنت أنت قبل عشرين سنة. أنا كنت ولي عهد هذه الدولة بتعليمات من أبي المرحوم. وقد أقسمت بأن أخدم دولتي وشعبي ما دمت على قيد الحياة”.

هذه قضية كان الملك ينوي دفنها داخل العائلة. وقد جند عمه، الأمير حسن، الذي هو نفسه أمل في أن يرث الحكم بعد موت شقيقه الملك حسين، ولكن تم إبعاده على الفور بأمر من عبد الله عن أي نشاط سياسي من أجل “تهدئة” حمزة وتحذيره من استمرار نشاطه “التآمري”. صحيح أن هذه الجهود أثمرت في آذار رسالة اعتذار من حمزة عبر فيها عن ندمه، واقتراح للملك بـ “فتح صفحة جديدة والبدء بعلاقات جديدة”، ولكن بعد مرور شهر على ذلك، ظهر أن المصالحة العلنية لم تضمد الجراح العائلية. أعلن حمزة عن تنازله عن لقبه الملكي، والتفسير الذي قدمه لهذه الخطوة أغضب الملك. “لا يمكنني الملاءمة بين مبادئي واعتقاداتي، والأساليب والسياسة والمقاربة المتبعة في مؤسسات الدولة”، كتب حمزة إلى أخيه. كشف “وثائق سرية” في تشرين الأول، التي تم فيها تفصيل ممتلكات الملك عبد الله في أرجاء العالم، بما في ذلك شقق فاخرة وفيلّات في لندن وفلوريدا وواشنطن، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة البطالة في الأردن إلى 24 في المئة وقفزت أسعار الوقود والسلع الأساسية عشرات النسب المئوية، غذى هو أيضاً الاغتراب والانتقاد ضد البلاط الملكي، وسرع رد الملك ضد أخيه.

مشكوك فيه إذا كانت القيود المتشددة التي فرضها الملك على الأمير حمزة ستثير احتجاج الجمهور. في الواقع، تم في نهاية الأسبوع ظهور حسابات جديدة في تويتر تؤيد حمزة، أيضاً والدته، الملكة نور، التي هي الزوجة الرابعة للملك حسين، عبرت عن غضبها في أحد هذه الحسابات. ولكن يبدو أنه سيمر وقت إلى أن يظهر اسم حمزة مرة أخرى في وسائل الإعلام الأردنية الخاضعة لرقابة متشددة. ولكن إغلاق الدائرة على ما يريد البلاط الملكي عرضه كـ “قضية عائلية” لن يحل المشكلات الحقيقية التي يواجهها الملك.

بقلمتسفي برئيل

هآرتس 23/5/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr. Abdelsalam Muhammad:

    لا نريد للشياطين واذنابهم ان تكتب عن مشاكل بلادنا…حمى الله الاردن ووفق قيادته للخير

    1. يقول ابو العسل:

      صدقت

  2. يقول حماده الديري:

    ينبغي على الصحف الصهيونيه أن تغطي جرائم الاحتلال المجرم وان لا تتدخل بشؤون الاردن

    1. يقول وسام:

      صدقت

  3. يقول نانسي:

    هذه قضية اردنية وعلي الصهاينة الشياطين ان لا يتدخلوا ولا يقدموا نصايح لان اسلوبهم معروف تاجيج الفتنة ومحاولة الظهور بمظهر المصلح حلوا مشاكلكم اولا ايها القتله
    المجرمون القيادة الاردنية قادرة ان تحل مشاكلها بنفسها

  4. يقول محمد الزعبي:

    يارب اطول بعمر الملك عبدالله الثاني ولي العهد حسين بن الملك عبدالله الثاني وتحفظ بلدنا الاردن اللهم امين

  5. يقول سلطان:

    اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

  6. يقول Ash. Amery:

    بس أنتم اطلعوا منها و احنا بالف نعمة و خير. نسأل الله العظيم ان يجعلكم في جهنم وبئس المصير. اللهم امين

  7. يقول نجاح علي آل رواشدة:

    We are tired

إشترك في قائمتنا البريدية