إسقاط الاتّهام الموجّه لوزيرة الخارجية الإسبانية السابقة في قضية دخول زعيم بوليساريو أراضي المملكة

حجم الخط
1

مدريد: أسقطت محكمة إسبانية الاتهام الموجّه إلى وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، في قضية دخول زعيم جبهة بوليساريو العام الماضي أراضي المملكة لتلقي العلاج، وفق مذكّرة قضائية صادرة الجمعة.

وكان زعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) إبراهيم غالي قد أُدخل في نيسان/أبريل من العام الماضي إلى مستشفى لوغرونو في مدينة سرقسطة في شمال إسبانيا لتلقي العلاج، بعد تدهور صحّته من جراء إصابته بكوفيد-19.

ويقترح المغرب منح المنطقة الصحراوية الشاسعة، التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها، حكماً ذاتياً تحت سيادته كحلّ وحيد للنزاع. بينما تطالب جبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر المجاورة، بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.

وقد أدت الواقعة إلى أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، استمرّت حتى آذار/مارس، حين عدّلت مدريد موقفها وقرّرت دعم الاقتراح المغربي بشأن منح المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادتها.

وكانت مدريد قد أعلنت أنها باتت تعتبر “المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب سنة 2007، هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع” حول الصحراء الغربية، علما بأنها كانت سابقا على الحياد في هذا النزاع.

وفي أيلول/سبتمبر 2021 فتحت محكمة في سرقسطة تحقيقا لكشف ملابسات دخول غالي الأراضي الإسبانية، بعد ورود تقارير أفادت بأنه لم يتم التدقيق في جواز سفره.

وكانت المحكمة قد أعلنت أنها تحقق في احتمال ارتكاب الوزيرة مخالفة أو جرماً، علماً بأن غونزاليس لايا، التي كانت تتولى المنصب حينها، شملها تعديل حكومي في تموز/يوليو، وخلفها في المنصب وزير جديد.

والجمعة قرّرت المحكمة ختم التحقيق معتبرة أن “مما لا جدال فيه” أن غالي دخل إسبانيا “من دون الخضوع لتدقيق أجهزة مراقبة الحدود”، وأن “غونزاليس لايا “شاركت بشكل فاعل في التحضيرات” لوصوله.

لكنّ المحكمة اعتبرت، على الرغم من ذلك، أن السماح لغالي بـ”الدخول سراً (إلى إسبانيا)، بما لا يؤثر على علاقاتنا ببلدان أخرى يندرج ضمن إطار عمل العلاقات الخارجية”.

وأعربت غونزاليس لايا، خلال تصريحات أدلت بها لشبكة “كادينا سير” الإذاعية الإخبارية، عن “ارتياحها” للقرار القضائي، وأكدت مجددا أن دخول غالي كان “لدواع إنسانية، وضمن إطار القانون”.

وأثار دخول غالي الأراضي الإسبانية سخط الرباط، التي أكدت أنه دخل إسبانيا آتياً من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية منتحلة”، وطالبت “بتحقيق شفاف”.

وتفاقمت الأزمة حينها، مع تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، وبينهم الكثير من القاصرين، على جيب سبتة الاسباني شمال المغرب، مستغلين تراخياً في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

ودانت مدريد حينذاك “ابتزازاً” و”اعتداء” من طرف الرباط، التي استدعت من جهتها سفيرتها في مدريد قبل أن تعود في 20 آذار/مارس.

 (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Mustapha:

    وتأكد للقضاء الإسباني أن دخول غالي بتلك الطريق جاء بناء على طلب مباشر من الجزائر، وبأنه كان بالفعل ينطوي على خطر الإساءة إلى دولة ثالثة، أي المغرب، غير أنه استند إلى كون المسألة تتعلق بـ”تقدير دبلوماسي” ينضاف إلى “الطابع الإنساني” للقرار، وخلص إلى أن هذا النوع من التقييمات الصادرة عن السلطة التنفيذية لا يمكن الاعتراض عليها جنائيا لأن الحكومة مسؤولة سياسيا واجتماعيا فقط عن صوابها وخطئها في هذه الحالة

إشترك في قائمتنا البريدية