عواصم – «القدس العربي» ووكالات: قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اجتماع برلماني في أنقرة أمس الأربعاء، إن « تركيا سوف تبدأ مرحلة جديدة لتأمين عمق 30 كيلومترا لحدودها مع سوريا».
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن اردوغان القول « تركيا سوف تطهر تل رفعت ومنبج من الإرهابيين». وتسيطر ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية (واي بي جي) على المنطقتين.
وتعتبر أنقرة وحدات (بي واي جي) منظمة إرهابية وتشتبه في أن لها صلات بالمتمردين المحليين. وتتهمها بمهاجمة قوات الأمن التركية في سوريا. غير أن وحدات (بي واي جي)، المدعومة من الولايات المتحدة، تقول إنها تركز على قتال داعش المتطرف. وتحاول تركيا دفع وحــدات حــماية الشعب إلى داخل سوريا، إضافة إلى دفع المنتشرة منها على طول الحدود إلى داخل العراق.
وقال اردوغان إن العمليات العسكرية التركية سوف تستمر بشكل تدريجي في أجزاء أخرى من شمال سوريا دون تقديم تفاصيل. وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد قال الثلاثاء إن بلاده لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها الجنوبية، مع شمال سوريا، وشدد على أنها مستعدة لأي مهمة بهذا الخصوص.
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تتفقد عملية نقل المساعدات للسوريين
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه القول: «لا نقبل بأي شكل من الأشكال تواجد الإرهابيين شمالي سوريا وجنوبي بلادنا، وسنواصل كفاحنا ضد الإرهاب بغض النظر عن الجهات التي تقف خلف الإرهابيين».
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة
تزور جنوب تركيا
وأكد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو أن العملية ضرورية لبلاده، رغم معارضة بعض الدول بما في ذلك الولايات المتحدة. وقال إن بلاده لا يمكنها أن تجلس وتشاهد تهديدات الإرهابيين في شمال سوريا، وأضاف أن إعلانات وقف إطلاق النار السابقة فشلت في وقف الهجمات ضد تركيا.
وزارت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة جنوب تركيا الأربعاء لتقييم عملية توصيل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في حين تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمواجهة محتملة مع روسيا في مجلس الأمن بشأن تجديد العملية. ويحل في العاشر من يوليو تموز أجل تفويض المجلـــس لــعمليات الإغــاثة الإنســـانية المســــتمرة منذ فترة طويلة والتي قلصتها روسيا والصين بالفعل لتقتصر على نقطة حدودية تركية واحدة تصل إلى مناطق تسيطر عليها المعــارضة في ســـوريا.
وعندما صرح مجلس الأمن بتوصيل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في عام 2014 كان مسموحا بمرور إمدادات الإغاثة عبر أربع نقاط حدودية من تركيا والعراق والأردن. وقالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد إن الهدف الرئيسي لزيارتها هو «الاطلاع على تطورات الوضع على الأرض لنكون في موقف أفضل للتفاوض على التمديد». وأضافت أنها تريد أن يعرف الشعب السوري أنه ليس في طي النسيان بعد مرور عشر سنوات على الحرب.
والتقت السفيرة أمس مع أعضاء في هيئة الدفاع المدني السورية التي تديرها المعارضة والمعروفة باسم الخوذ البيضاء، ومن المقرر أن تلتقي مع لاجئين سوريين ومسؤولين أتراك وعاملين في مجال الإغاثة. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجلس تجديد تفويض عمليات الإغاثة قائلا إن ذلك «حتمية إنسانية وأخلاقية».
توتر محتدم
وتقول الأمم المتحدة إن شحنات المعونات تساعد أكثر من أربعة ملايين نسمة. وتوصلت روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة عام 2021 على تجديد العمليات بالمعبر التركي الوحيد المتبقي بعدما أثار الرئيس بايدن الأمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان التوتر محتدما بين واشنطن وموسكو في ذلك الوقت لكن الموقف ازداد سوءا منذ أن غزت روسيا أوكرانيا يوم 24 شباط/فبراير. وأبدت روسيا اعتراضها على تجديد عملية الإغاثة دافعة بأنها تنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها وبأن ينبغي تسليم المزيد من المساعدات الإنسانية من داخل سوريا.
وبعد الاجتماع مع توماس جرينفيلد قال عمار السلمو عضو هيئة الدفاع المدني السورية إن الاعتماد على تسليم المساعدات الإنسانية من داخل سوريا سيكون كارثيا. وصدور قرار من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يستلزم تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو). والدول الخمس هي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وأرسلت الأمم المتحدة، 3250 شاحنة مساعدة إنسانية إلى العائلات المحتاجة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، خلال أول 5 أشهر من العام الجاري. وتصل شاحنات المساعدات الإنسانية الأممية إلى المدنيين في سوريا عبر بوابة «جيلوة غوزو» الحدودية في قضاء ريحانلي التابع لولاية هطاي جنوبي تركيا.
المانيا تسمح للكثير من المظاهرات والتقارير الإعلامية وحتى الملصقات اليومية في الشوارع ضد تركيا!