من هو الرئيس التركي المقبل؟ استطلاعات مكثفة ومتضاربة بحاجة إلى إعلان مرشح المعارضة رسميا 

إسماعيل جمال 
حجم الخط
5

إسطنبول- “القدس العربي”: لا يمر يوم دون أن ينشر مركز بحثي استطلاعاً جديداً للرأي يقيس توجهات الناخبين الأتراك حول الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، خاصة نسبة الأصوات التي سيحصل عليها كل حزب ومرشح للانتخابات الرئاسية في محاولة لمعرفة الطرف الأوفر حظاً في الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف العام المقبل، ويمكن أن تُجرى بشكل مبكر نهاية العام الجاري.

وتتمحور أسئلة هذه الاستطلاعات حول نسبة تأييد كل حزب سياسي بشكل منفصل، ونسبة تأييد التحالفات الانتخابية القائمة والمتوقعة، إلى جانب قياس نسبة تأييد الرئيس رجب طيب أردوغان والمرشحين المتوقعين لمنافسته في الانتخابات الرئاسية، وسط نتائج متضاربة ومتفاوتة بدرجة كبيرة جداً.

وعلى الرغم من كثافة هذه الاستطلاعات، إلا أنها لا تبدو قادرة على تقديم تصور واضح لنتائج الانتخابات المصيرية التي تنتظرها البلاد لأسباب مختلفة، أبرزها الاتهامات المتكررة لهذه المراكز بأنها موجهة سياسياً وبعيدة عن الحيادية، وبسبب عدم اتضاح الخريطة النهائية للتحالفات في الانتخابات المقبلة، إلى جانب عدم الإعلان رسمياً بعد عن مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية.

وتقليدياً في تركيا، لا يُنظر إلى معظم مراكز استطلاعات الرأي على أنها “حيادية ومهنية”، وعلى العكس من ذلك تُتهم باستمرار بأنها مجرد مراكز موجهة بشكل مباشر وغير مباشر من قبل الأحزاب السياسية المختلفة لتوجيه الرأي العام بدلاً من قياسه، والمساهمة في تشكل عوامل نفسية تضغط على الناخبين قبيل التصويت، حيث فشلت معظم هذه المراكز في تقديم تصور قريب عن النتائج في معظم الانتخابات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.

إلى جانب ذلك، لم تتشكل الخريطة النهائية للتحالفات السياسية التي ستخوض بها الأحزاب الانتخابات المقبلة، وهو ما يجعل من مساعي قياس الرأي العام وتوجهات الناخبين مهمة معقدة للغاية في ظل سيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات قد تنسف كافة الأسس التي بنيت عليها هذه الاستطلاعات.

وحتى الآن، يوجد في تركيا تحالفان سياسيان رئيسيان، هما: “تحالف الجمهور” الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، والحركة القومية وعددا من الأحزاب الصغيرة، مقابل “تحالف الأمة” الذي يضم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، وحزب الجيد والمدعوم بشكل غير رسمي من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، فيما لا يزال مصير عدد من الأحزاب الناشئة غير معروف حتى الآن في خريطة التحالفات السياسية.

وبدرجة أساسية، تعتبر الخريطة النهائية للتحالفات هي العامل الأهم الذي قد يساعد في قياس توجهات الناخبين إلى جانب اسم مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، حيث لا زال السؤال الأهم: هل سيدعم الشعوب الديمقراطي الكردي تحالف المعارضة بشكل كامل؟ وهو سؤال تعتبر إجابته حاسمة في ظل الثقل الهام الذي يمثله الحزب الذي بات يعتبر بمثابة “الورقة الحاسمة” في الانتخابات بالسنوات الأخيرة، ويتوقع أنه يحظى بدعم أكثر من 10 بالمئة من الناخبين.

كما لا يزال هناك سؤال هام حول مصير الأحزاب الجديدة ومنها “حزب المستقبل” الذي يقوده أحمد داود أوغلو، و”حزب الديمقراطية والتقدم” الذي يقوده علي باباجان، وحزب النصر وحزب الدولة وغيرها، حيث لا يعرف ما إن كانت سوف تتحالف بشكل رسمي أو غير رسمي مع تحالف المعارضة الرئيسي، أم أنها سوف تتجه لتشكيل تحالف ثالث قد يقوده “حزب الجيد” الذي يعتبر أحد أبرز أعمدة تحالف المعارضة، وبالتالي قد يشكل هذا المتغير تحولا جذريا في خريطة التحالفات وبالتالي النتائج المتوقعة للانتخابات.

يضاف إلى العوامل السابقة جميعها أن مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية ما زال غير معلن على عكس مرشح الموالاة، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، فإلى جانب أهمية خريطة التحالفات، يعتبر اسم المرشح عاملا مهما جداً في قياس فرصه بالفوز مقابل أردوغان، كما أن الصعوبات التي تواجه المعارضة في التوصل من حيث المبدأ لمرشح توافقي تبقي الباب مفتوحاً أمام العديد من السيناريوهات، وتصعّب من مهمة المراكز البحثية التي تسعى لقياس توجهات الرأي العام مبكراً.

ومقابل أردوغان، تُطرح حتى الآن ثلاثة أسماء رئيسية في معسكر المعارضة، وهم كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، وأكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول عن الحزب نفسه، ومنصور يافاش، رئيس بلدية أنقرة، أيضا من شعب الجمهوري، وهي شخصيات تتمتع بمعايير مختلفة وتوجهات سياسية وأيديولوجية متفاوتة وكاريزما وقبول متفاوت، ولا يمكن تكهن حظوظ أي منها بشكل منطقي إلا بعد الإعلان عن اسم أحدهم رسمياً ومعرفة خريطة تحالف الأحزاب الذي سيقبل بدعمه بشكل مباشر أو غير مباشر في الانتخابات.

فبينما تظهر العديد من المؤشرات غير المسبوقة على نية كليتشدار أوغلو الترشح للانتخابات الرئاسية، لا يزال الحليف الأساسي له -ميرال أقشينار زعيمة حزب الجيد- ترغب بقوة في ترشيح أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاش لميولهم القومية، والخشية من تضائل حظوظ كليتشدار أوغلو أمام أردوغان، وهو خلاف جوهري يمكن أن يقود لتغيير كبير في خريطة التحالفات، لا سيما وأن حزب الجيد يعتبر أكثر حزب تركي صاعد في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يدفعه ويغريه ذلك لقيادة تحالف ثالث مع الأحزاب الصغيرة يمهد له الطريق لقيادة المعارضة في المرحلة المقبلة، وهو ما يعني عملياً تغييرا جذريا بخريطة التحالفات يُعيد جهود مراكز الاستطلاعات لنقطة الصفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله الأول حفيد الأتراك: صقر الأناضول، وارث الخاتم النبوي العظيم Abdullah I, TorunTürk: Anadolu Şahini,Büyük peygamberlik mührünün varisi:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يعجبني في الاتراك انهم على حس وطني كبير ولذلك لا توجد بتاتا اي مشكلة سواء فاز الرئيس الحالي او المرشح المنافس العلوي الديانة كمال كليتشدار أوغلو

    1. يقول مكمن الخطر:

      الوطن والوطنية! ولهم في سوريا عبرة!

  2. يقول يقظان الأغبر:

    أردوغان 100%.

    1. يقول صلاح اسماعيل الشيخ احمد:

      رجب طيب أردوغان أسد ويفعل ما يقول.
      كلنا رجب طيب أردوغان.
      اشكرك اخي الكريم

  3. يقول صلاح اسماعيل الشيخ احمد:

    أنا مقيم في تركيا منذ سبع سنوات وأرى ان رجب طيب أردوغان سيعود في عام ٢٠٢٣ للفوز في الانتخابات .
    والسبب هو النجاح الكبير الءي حققه خلال العشرين سنه الماضيه.
    السبب الثاني هو ان المعارضه التركية الخائنه والفاشله ليس لها اي برنامج اضح لقيادة تركيا وهم فقد مهتمين في نشر الاكاذيب والتضليل.
    السبب الثالث هو عدم احترام المعارضه التركيه لدين الاسلامي وكثير من الأتراك يعلمون ان المعارضه التركية تشمل خطر على وحدة المجتمع التركي.
    السبب الرابع هو علاقة احزاب المعارضه في تركيا مع المخابرات الغربيه بذات انجلترا والمانيا وفرنسا وامريكا وهي المخابرات التي كان لها يد في دعم الانقلاب في ١٥ تموز.
    هنا الشعب التركي بشكل عام يحب شخصية طيب أردوغان لأنه اعاد الاحترام الى الدولة العثمانية و جعل من تركيا دوله اقليميه لها وزن كبير في أخذ القرارات.
    اليوم تركيا هي قوة اسلاميه لها هيبه.
    أنا أعتقد بشكل عام ٦٠٪ من الأتراك يفضلون رجب طيب أردوغان وأنا منهم ومعهم .
    ان شاء الله رب العالمين.

إشترك في قائمتنا البريدية