لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته ديان تيلور، قالت فيه إن المسؤولين في وزارة الداخلية البريطانية يعرضون على طالبي اللجوء خيار ترحيلهم إلى مناطق الحرب التي جاءوا منها أو إرسالهم إلى رواندا لحين النظر في طلباتهم.
وقالت الكاتبة إن أول دفعة أعلنت عنها وزيرة الداخلية بريتي باتيل سترسل إلى رواند منتصف هذا الشهر، مكونة في المعظم من طالبي لجوء من السودان وأن عددا قليلا منهم اجتازوا القنال الإنكليزي بطريقة غير شرعية.
واطّلعت الصحيفة على وثائق أُرسلت للمجموعة الأولى المكونة من 100 طالب لجوء يواجهون خطر إرسالهم إلى شرق أفريقيا، “لديكم خيار العودة الطوعية ولو تم ترحيلكم فسيكون إلى راوندا”.
وأضافت أن كل الذين سيرسلون إلى راوندا رفضت وزارة الداخلية طلبات لجوئهم لأنهم وصلوا إلى بريطانيا بطرق غير قانونية، وعادة من خلال قوارب في القنال الإنكليزي. وجاء في الرسالة: “لا يحق لكم الاستئناف على قرار معاملة طلبات اللجوء بأنها مرفوضة”. وتشمل الدفعة الأولى التي تم احتجازها انتظارا للترحيل، سوريين وسودانيين وعراقيين وإريتريين وأفغان، وهي بلدان تعاني من نزاعات مستمرة.
وقالت كارين دويل من “الحركة من أجل العدالة” ” يبدو وكأن وزارة الداخلية تقول لطالبي اللجوء هؤلاء: هذه جهنم التي خلقناها لكم في رواندا ولكن لديكم خيار العودة إلى جهنم التي هربتم منها. وهذا ليس خيارا، فهؤلاء لاجئون لا يستطيعون العودة، وبشكل عملي يعني هذا تخليا من بريطانيا عن التزاماتها تجاه اللاجئين”.
وقالت إن عددا كبيرا من الذين تم استهدافهم بالترحيل إلى شرق أفريقيا هم من السودان. مضيفة أن السودانيين ليسوا أكبر مجموعة تصل بريطانيا عبر القوارب في الربع الأول من هذا العام، حيث يعتبرون في المرتبة السابعة بين 137 قادما في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير هذا العام. ويمثلون نسبة 92% من الطلبات التي تمنحها بريطانيا الجوء. ولكن أكبر مجموعة وصلت عبر القوارب إلى بريطانيا هم أفغان، وعددهم 1004 أشخاص. ويأتي بعدهم الإيرانيون بعدد 772 شخصا. وتم تحدي قرار نقل المهاجرين من عدة جهات منها اتحاد عمال وزارة الداخلية وعدد من الجمعيات الخيرية وحقوق الإنسان المدافعة عن طالبي اللجوء.
وبدأ عدد من الذين أُبلغوا بقرار نقلهم إلى راوندا إضرابا عن الطعام. ويوم الجمعة، قام عدد من المحتجزين في مركز احتجاز بروك هاوس، قرب مطار غاتويك احتجاجا في ساحة التمارين. وقال محمد (25 عاما) المحتجز الآن ويواجه خطر الترحيل إنه قضى 3 أعوام وقطع رحلة طولها 5.000 ميل للوصول إلى بريطانيا بعدما فر من مذبحة في بلدته. وقال إنه يشعر بالانهيار من تهديده بالترحيل.
وقالت كلير موزلي، المديرة التنفيذية لمنظمة “كير فور كاليه”: “من المثير للقلق العظيم أن صورة الذين سيرحّلون إلى راوندا لا تتطابق مع الأعداد الكبيرة التي تقطع القنال. وعادة ما لا يملك اللاجئون السودانيون المال لدفعه إلى المهربين ومع ذلك فهم يمثلون ثلث من سيرسلون إلى رواندا”. وأضافت: “قيل لنا إن نسبة 25% من الذين اجتازوا القنال في الأشهر الأولى من هذا العام هم أفغان، ولكنهم لا يظهرون على قوائم المرحّلين بأعداد كبيرة. وخطة راوندا هي سياسية، فهل عملية الاختيار هي كذلك؟”.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: “شراكتنا العالمية الرائدة مع راوندا هي جزء رئيسي من استراتيجيتنا لإصلاح نظام اللجوء المحطّم وكسر شرور نموذج مهربي البشر”. وأضاف: “أصدرنا الآن توجيهات لأول مجموعة من الناس سيتم إعادة نقلهم إلى راوندا هذا الشهر حيث سيمنحون فرصة لإعادة بناء حياتهم. وهي خطوة مهمة لتفعيل السياسة ولا نزال ملتزمين بالعمل مع راوندا وتوفير الأمن لمن يريدون اللجوء وحماية أرواحهم في النهاية”.
لماذ التركيز على دولة رواندا بالذات؟؟ عجيب أمر الإستدمار الغربي!!
بريطانيا عرضت مبلغ زهيد الى راوندا مقابل قبول اللاجئين اما ملفات اللاجئين في بريطانيا ستغلق ولن يعاد النظر او استئناف طلباتهم.