دولة تمتلك مئات الرؤوس النووية، وترسانة كبيرة من الأسلحة الجرثومية والكيميائية، وجيشاً جراراً، وتكنولوجيا متقدمة امتدت إلى كل صنوف السلاح، وقوات خاصة، وقوة استخباراتية كبيرة، ووحدات متخصصة بالاغتيالات والجوسسة وأمن المعلومات والحرب السيبرانية. دولة الجيش والأمن والمخابرات هذه يقض مضجعها 3 محاور رئيسة هي بمثابة الكوابيس التي لا علاج لها:
1 ـ عملية الإزاحة المستفحلة والممنهجة للسكان الأصليين عبر مصادرة أراضيهم وتهجيرهم وإبعادهم وبناء محميات كبيرة تربطها شبكة طرق طويلة قائمة على أراض مصادرة بمساحات شاسعة، ومدعومة بسلسلة قوانين وآلاف القطاعات العسكرية، ومزودة بسبل التقانة الحديثة وتخصص لنزلاء مسْتَوردين مغتصبين، لم تنجح مع كل هذا في خفض الزيادة العددية للسكان الأصليين، لتشكل لها هذه الحقيقة وبعد عقود من الزمن كابوساً مرعباً، فاق عدد سكانها المستقدمين الذين قدمت لهم سلسلة تسهيلات أمنية ومالية وضريبية وتجارية ضخمة ومغرية، مقابل سكنهم في المحميات الاصطناعية الجديدة من دون جدوى!
2 ـ كابوسها الثاني يكمن في عدم قدرتها على زرع أي من رعاياها المستوردين في أي من المواقع التي احتلتها، أو في عاصمتها المزعومة إلا واحتاجت أن توفر غطاءً عسكرياً واستخباراتياً ضخماً يفوق ما يعلن عنه من قوات.
3 ـ كابوسها الثالث يكمن في خشيتها من التفكك ليخرج رئيس حكومتها قبل أيام مذكراً شعبه بأنه قد دخل العقد الثامن من حياة دولتهم، وهو ما ينذر بضرورة مواجهة هذا الاحتمال وتعزيز قبضتها الحديدية وزيادة حجم يقظتها واستعدادها، خاصة أن هذه الدولة سبق أن تفككت مرتين في عقدها الثامن.
دولة وصلت حد اليأس تطارد علم السكان الأصليين ونعوش أبنائهم الذين قتلتهم هي، وتصارع منظومة الحياة بكامل تفاصيلها، وتفرض الرعب على رعاياها
دولة في أوج قوتها تتحدث عن التفكك؟! وهي التي تنعم بـ :
1 ـ دعم أمريكي مطلق مرفود بمساعدات مالية وعسكرية واقتصادية كبيرة.
2 ـ تواطؤ عربي يصل حد الانبطاح الشامل، يرفده تطبيع مخجل يصل حد الابتذال والتزلف .
3 ـ حصانة قانونية دولية وحماية قضائية ودعم عالمي مالي وأمني وعسكري، ومشاريع تحقق نزوات الدولة وطموحاتها واستعمارها واحتلالها اللامحدود للبشر والشجر والحجر، مقابل إدانة أركان الحماية الدولية لنتاجات حروب متعددة في أماكن مختلفة من العالم، في ازدواجية فاقعة ومحزنة ومؤلمة ومخجلة.
دولة وصلت حد اليأس فباتت تطارد علم السكان الأصليين ونعوش أبنائهم الذين قتلتهم هي، وأضحت تصارع منظومة الحياة بكامل تفاصيلها، فباتت تفرض الرعب على رعاياها، ضمن قناعة تقوم على مبدأ الترابط بفعل الخوف والتماسك بفعل الخطر، وصولاً إلى لعب دور الضحية! دولة كهذه هل يستمر احتلالها؟ دولة كهذه هل يصمد ظلمها؟ التاريخ سيطلعنا على عجائب الخالق لا محالة!
كاتب فلسطيني
ليس على الله ببعيد..انها بشريات قادمة وحتمية ..لكن ليس فى زمن منظور وقربب لكنه قادم حسب الحتمية الدينية وبشائرها ..كا تقدم جميل فيه بشرى وامل لسكان الديار من الانتصار لا محالة . تحايا د. ابا جواد