الناصرة ـ «القدس العربي»: كرر رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين انتقاداته للتوجه المتزايد في أوساط اليمين لاعتبار الديمقراطية تسري على اليهود فقط. جاء تصريحه هذا خلال زيارة للنقب لتقديم العزاء بضحايا حادثة سير قتلت فيها ثماني نساء من قرية اللقية قبل أسبوعين، علاوة على زيارة مماثلة لبيت الشاب سامي جعار الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية عمدا دون تبرير في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وخلال اللقاء مع العائلة قال ريفلين إنه ينبغي المحافظة على علاقات شراكة بين الشعبين حتى بعد أحداث مؤسفة كهذه، داعيا إلى انتظار انتهاء تحقيق وزارة القضاء مع أفراد الشرطة المتورطين بإطلاق النار.
وكان قد أدلى بأقوال مشابهة خلال مشاركته في مؤتمر إسرائيل للديمقراطية برعاية صحيفة «هآرتس» أمس، الذي شارك فيه عدد من السياسيين والباحثين والصحافيين.
مخاطر الديموغرافية
وقال ريفلين إن السلام سيتحقق فقط عندما نتمكن من العيش معا دون ان نهدد الفلسطينيين او يهددونا، داعيا لبناء الثقة. وانتقد امتناع اسرائيل عن ربط مدينة الروابي الفلسطينية بشبكة المياه، وقال «إنه يعتبر الروابي مصلحة واضحة لإسرائيل كدولة صهيونية». وبذلك عقب ريفلين على تقارير إعلامية عن قطع المياه عن مدينة الروابي رغم عمل قائد الجيش السابق غابي اشكنازي مستشارا لإحدى الشركات المساهمة في بناء المدينة الفلسطينية الجديدة.
وفي نفس المؤتمر دعا المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط دينيس روس إسرائيل إلى إظهار استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بغية التوصل لتسوية مع الفلسطينيين، قبل فقدان الغالبية اليهودية. وتابع مخاطبا الإسرائيليين « يجب أن تتذكروا المسألة الديموغرافية. يجب ان تكونوا دولة يهودية ديمقراطية. لا يمكن أن تكونوا دولة ثنائية القومية. هل توجد في الشرق الاوسط دولة واحدة تعيش فيها قوميتان بسلام مع بعضها البعض؟. هذا ليس حلا».
وحسب روس فإن العلاقات الإمريكية مع إسرائيل تقوم على اعتبار إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في هذه المنطقة. وحذر من مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة وقال إن الديموغرافية الامريكية تتغير، وبعد عشرين سنة ستصبح الغالبية هناك من الأفريقيين الأمريكيين واللاتينيين، وهؤلاء لا تربطهم علاقات تاريخية بإسرائيل».
لكن بعض المحاضرين العرب واليهود المشاركين في المؤتمر نفوا وجود إمكانية للتوفيق بين «ديمقراطية» و «يهودية» في تعريف إسرائيل.
إسرائيل.. ديمقراطية لليهود ويهودية للعرب
وقال النائب أحمد الطيبي إن تعريف إسرائيل باليهودية يعني تفضيل موشيه على أحمد رغم كونهما مواطنين في دولة واحدة. وأكد أن الصفتين المذكورتين متناقضتين، موضحا أنه ليس ضيفا في البلاد بل ابنا لعائلة ولدت وترعرعت فيها قبل نشوء إسرائيل بقرون.
وتوقف عند تفشي العنصرية، وقال إنه عمل طبيبا في مستشفيات إسرائيلية وطالما كانوا يفضلون تقني «الرينتجين» عليه لدواع عنصرية. وقال إن بعض الوزراء يتشدقون بمستوى المعيشة العالي ويدعون فلسطينيي الداخل للقول «شكرا» لإسرائيل على مخصصات التأمين الوطني والضمانات الاجتماعية والصحية وشق الشوارع في القرى العربية. وتابع «لن نقول شكرا لا سيما أن المؤسسة الحاكمة تعادي المواطنين العرب وتميز ضدهم وفي البلدات العربية كل شيء «مزفت» عدا الشوارع المهشمة».
وأضاف الطيبي في المؤتمر الواسع الذي قاطعه مندوبو الحكومة لكونه يساريا جدا، أن الوقت قد حان لكي تعتذر إسرائيل على النكبة والتهجير وتدمير القرى وعلى التمييز العنصري.
وتبنى الكاتب الصحافي الإسرائيلي غدعون ليفي موقف الطيبي وقال إن إسرائيل ديمقراطية لليهود ويهودية للعرب، واصفا الديمقراطية فيها بالبطة العرجاء. وأشار لعدم وجود ضمانات كافية لحماية حرية التعبير في إسرائيل. واستعرض الملاحقات والمضايقات الكثيرة التي ما زال يتعرض لها منذ ناهض بقوة الحرب على غزة في الصيف الماضي. وتابع «في البداية خلت أن الديمقراطية هي لليهود فقط واليوم يتبين أنها لمن يسير في تلم التيار الصهيوني المركزي فقط وكل من يعارضه يعتبر عميلا ومتعاونا مع العرب».
صحافية عربية مؤيدة للشطب
وحمل ليفي على لجنة الانتخابات المركزية التي شطبت حنين زعبي وقال إنه من حقها التماثل مع شعبها الذي يتعرض لانتهاك حقوقه يوميا، مشددا على أن الشطب يعكس ضعف النظام الديمقراطي في إسرائيل. واتفقت معه صحافية عربية «لوسي هريش» وهي ابنة لعائلة أصلها من مدينة الناصرة وتقيم في تل أبيب اليوم فتحدثت عن تفشي العنصرية ضد العرب بتشجيع المؤسسة الحاكمة.
لكن زعبي التي حظيت بدعم ليفي تعرضت لفتح النار من قبل ابنة مدينتها لوسي هريش التي قالت إنها تؤيد شطب الناشط اليميني المتطرف باروخ مارزل وشطب زعبي أيضا لأنها تسيء لفلسطينيي الداخل بمواقفها المتطرفة.
واتهمت هريش زعبي بتغذية التعميم والأفكار المسبقة لدى الإسرائيليين حيال العرب بمهاجمة العاملين العرب في الإعلام العبري وتدافع عن قاتلي المستوطنين الثلاثة في الصيف الأخير. وحملت على جهات إسرائيلية لا تميز بين شرائح ومواقف مختلفة لدى المجتمع العربي في إسرائيل، وقالت إنها لا تعتذر عن كونها عربية ومسلمة ومواطنة فيها.
وقاطعها الصحافي ليفي بالقول إنه من حق زعبي أن تعبر عن رؤيتها، لكن هذه واصلت توجيه الانتقادات لزعبي وقالت إنه ينبغي على السياسيين التحلي بالمسؤولية وتعلم الإدلاء بأحاديث لأنه من شأن الكلمات أن تتسبب في مشاكل خطيرة. ورد ليفي ساخرا « فلتعلمي أنت الزعبي، حرية التعبير وكيفية التحدث إذن».
هريش العاملة في القناة الإسرائيلية الثانية التي تعرضت لانتقادات واسعة بالمنتديات الاجتماعية لتأييدها شطب زعبي، أوضحت أن لديها انتقادات حادة للحكومة لكنها تملك نقدا لمجتمعها زاعمة، أن مسؤولية زعبي تجاه مجتمعها ينبغي أن تلزمها بالحذر عند الحديث مع الصحافة التي تميل للتعميم والتهويل أصلا. لكن زعبي تمثل جمهورا واسعا قالت عريفة الندوة حول الديمقراطية، فردت هريش أن زعبي لم تحظ سوى بـ 10٪ من دعم أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات لرئاسة بلدية الناصرة قبل عام ونيف.
من جهته اكتفى الصحافي زهير بهلول من عكا المرشح للكنيست على قائمة المعسكر الصهيوني «العمل ـ الحركة»، بالقول معقبا على سؤال كيف يتعايش مع انتمائه لـ «المعسكر الصهيوني» إنه «ليس صهيونيا».
يشار إلى أن «المعسكر الصهيوني» أيد شطب زعبي وعن ذلك قال بهلول في المؤتمر، إنه كان يفضل لو تبنى حزبه موقف المستشار القضائي للحكومة الذي عارض شطب زعبي. ووجه بهلول انتقادات للمؤسسة الحاكمة التي تعتمد معايير مزدوجة وتشجع العنصرية بل تقوننها.
في المقابل دافع متحدثون يمينيون عن ديمقراطية إسرائيل وقالوا إنه بفضلها يمكن للطيبي وليفي وزعبي الإدلاء بما يدلون به.
من جهته رفض رئيس القائمة المشتركة المحامي أيمن عودة كون إسرائيل دولة ديمقراطية طالما أنها تدوس حقوق الفلسطينيين وتحتل أراضيهم، مشددا على أن قائمته هي المعسكر الديمقراطي الوحيد.
وديع عواودة
نعم نحن نعلم هذه ولاكن أليس كل الأموال والصواريخ هيه بيد اليهود سوف تبقى أم لا؟؟