إسطنبول: يصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تركيا، الأربعاء، ويلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان، في زيارة تظهر علاقات تاريخية تجمع البلدين الفاعلين في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وتتنامي في كافة المجالات.
وهذه أول زيارة رسمية يجريها ولي العهد إلى تركيا، وتأتي بعد أقل من شهرين من أول زيارة يجريها الرئيس أردوغان للسعودية منذ سنوات والتي أجريت في 28 أبريل/ نيسان الماضي.
وتجمع تركيا والسعودية علاقات تاريخية لا سيما على مستوى دعم قضايا الأمة والتعاون الثنائي في المجالات كافة وخاصة الاقتصادية، ومنذ زيارة أردوغان التاريخية للمملكة قبل شهرين، بدأت تتنامى في مختلف المجالات.
وعلى المستوى السياسي، يرتبط البلدان بعلاقات راسخة “قائمة على روابط تاريخية وثقافية راسخة”، وفق وزارة الخارجية التركية على موقعها الإلكتروني.
و”يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وتركيا إلى 1929، بعد عام من توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بينهما”، بحسب تقارير سابقة نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأرست الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين قواعد هذه العلاقة ودعمتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، وفق الوكالة.
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ أن تولي أردوغان الرئاسة في 28 أغسطس/ آب 2014، والملك سلمان حكم المملكة في 23 يناير/ كانون الثاني 2015.
وعام 2015 شهدت العلاقات ثلاث قمم، الأولى بالعاصمة الرياض في مارس/ آذار 2015، والثانية على هامش زيارة الملك سلمان لمدينة أنطاليا التركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، والأخيرة مع زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة في 29 ديسمبر/ كانون أول 2015.
وتُوجت قمم العام الأول من حكم الملك سلمان باتفاق الدولتين على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة أردوغان إلى المملكة في ديسمبر 2015.
وفي العام الثاني من حكم الملك سلمان بلغ التعاون المتنامي بين البلدين ذروة جديدة، بتوقيعهما بمدينة إسطنبول في 14 أبريل/ نيسان 2016 محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، بحضور الملك سلمان والرئيس أردوغان.
وهذا المجلس عقد اجتماعه الأول في 8 فبراير/ شباط 2017 في العاصمة التركية أنقرة برئاسة وزيري خارجية البلدين.
كما شهد عام 2017 قمتين، الأولى خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى السعودية في فبراير والثانية في يوليو/ تموز، حين التقى الرئيس التركي مع الملك سلمان وولي عهده في مدينة جدة شرقي المملكة.
ولم تتوقف علاقات تركيا والسعودية خلال الأزمة الخليجية مع قطر، بين يونيو/ حزيران 2017 ويناير/ كانون الثاني 2021، في ظل العلاقات القوية الراسخة أيضا بين أنقرة والدوحة، وكانت تركيا داعما رئيسا لعودة الوحدة الخليجية.
وشهدت الفترة الأخيرة تنشيطا مكثفا للعلاقات بين البلدين منها اتصال هاتفي بين الرئيس أردوغان والملك سلمان في 4 مايو/ أيار 2021، بحثا خلاله تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينهما.
وبعد أقل من أسبوع، زار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو المملكة وبحث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، تعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد أردوغان في 16 فبراير الماضي، أن تركيا والسعودية تواصلان الحوار الإيجابي، وأنه من المرتقب تحقيق تقدم عبر اتخاذ خطوات ملموسة في الفترة المقبلة.
وفي 22 مارس الماضي، بحث وزيرا الخارجية التركي والسعودي تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأعلن تشاووش أوغلو في 14 أبريل الماضي، أن “العلاقات مع السعودية بدأت بالتحسن، وبدأنا باتخاذ خطوات”.
زيارة تاريخية وتكثيف الاتصالات
وفي 28 أبريل الماضي، وتلبية لدعوة من الملك سلمان، زار الرئيس أردوغان السعودية، والتقى الملك سلمان وولي العهد، في أول زيارة منذ سنوات.
وقبل الزيارة آنذاك، قال الرئيس التركي إن زيارته إلى السعودية مؤشر على الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين الشقيقين.
وفي 2 مايو الماضي، أكد الرئيس أردوغان ثقته بأن العلاقات بين البلدين ستتطور جدا في مختلف المجالات.
ويوم 9 و24 مايو، بحث تشاووش أوغلو، في اتصالين هاتفين مع نظيره السعودي “العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات”.
وفي 10 من الشهر نفسه، بحث الرئيس أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية.
وفي 3 يونيو الجاري، التقى وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، نظيره السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، في مدينة شرم الشيخ بمصر، على هامش مشاركتهما في الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، وتم خلال اللقاء بحث تشجيع الاستثمارات إلى أعلى مستوى.
وفي 17 يونيو الحالي، قال الرئيس أردوغان إنه سيلتقي ولي العهد السعودي في المجمع الرئاسي بأنقرة الأربعاء، ويبحث سبل الارتقاء بعلاقات إلى مستويات أعلى بكثير خلال الفترة المقبلة.
(الأناضول)