أنقرة: تجد دول الاتحاد الأوروبي في النرويج مصدرا آمنا وأكثر موثوقية لإمدادات الطاقة وخاصة النفط الخام والغاز الطبيعي، بالتزامن مع أزمة شح المعروض العالمي جراء العقوبات الغربية ضد مصادر الطاقة الروسية.
وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت، قالت في حوار مع الأناضول، إن بلادها ستواصل تصدير النفط والغاز بشكل آمن ومستقر إلى السوق الأوروبية.
وأضافت الوزيرة خلال زيارتها الرسمية إلى أنقرة في 15 يونيو/ حزيران الجاري، إن بلادها أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا الغربية، وتؤمن بأهداف الاتحاد بتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
وشددت على أن “النرويج ستواصل تصدير النفط والغاز بشكل آمن ومستقر إلى السوق الأوروبي”.
وتبحث دول الاتحاد الأوروبي عن بدائل للغاز الروسي الذي يمثل 41 بالمئة من مجمل حاجة التكتل سنويا، بينما تصدر موسكو قرابة 30 بالمئة من حاجتهم من النفط الخام.
وأوضحت هويتفيلدت أن الحرب الروسية الأوكرانية ستسرّع من الانتقال إلى الطاقة الخضراء في أوروبا، مبينة امتلاك النرويج خبرات كبيرة بهذا المجال واستعدادها للإسهام بذلك.
وعلى صعيد العلاقات التركية النرويجية، قالت إن وباء كورونا أثّر سلباً على التجارة الثنائية بين البلدين، مشيرة أن استئنافها سيكون بأرقام أعلى مما كانت عليه قبل الوباء.
وأردفت: “عند النظر من منظور بعيد، نرى ازدياد التبادل التجاري بين تركيا والنرويج، وصندوق الثروة الحكومي النرويجي يواصل استثماراته في شتى القطاعات داخل تركيا”.
ويبلغ حجم الاستثمارات النرويجية من خلال صندوقها السيادي، نحو 7.4 مليارات ليرة (464 مليون دولار) بحلول نهاية عام 2021، وفق الوزيرة.
وشددت على امتلاك تركيا والنرويج قدرات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري، لا سيما في إطار الانتقال إلى الطاقة الخضراء، مستشهدة على ذلك بنشاط أكبر باخرة كهربائية حول العالم في النرويج، وهي مصنّعة في تركيا.
كما أشادت الوزيرة النرويجية بمصادقة البرلمان التركي على اتفاقية باريس للمناخ في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وتابعة: “أنتظر بفارغ الصبر مواصلة الحوار مع تركيا للتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري”.
في سياق آخر، أكدت الوزيرة على أن مساعدات الأمم المتحدة العابرة للحدود في سوريا ما زالت تحافظ على أهميتها وحساسيتها، واصفة إياها بأنها “منقذة لحياة الكثير من النازحين هناك”.
وأضافت أن أكثر من 4 ملايين سوري يستفيدون من المساعدات الأممية المقدمة لهم، والتي يتم إرسالها عبر الأراضي التركية من خلال معبر “جيلوة غوزو” (باب الهوى) الحدودي.
وأوضحت أن ملايين السوريين شمالي البلاد، يحتاجون إلى مساعدات المياه، والغذاء، والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وتابعت: “في 10 يوليو/ تموز المقبل ينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لمجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمالي سوريا عبر باب الهوى على الحدود التركية”.
وأكدت أن النرويج وبالتعاون مع إيرلندا العضو المؤقت الآخر في مجلس الأمن الدولي، ستعملان من أجل تأمين تمديد التفويض الاستثنائي المذكور.
وفيما يخص زيارتها الأخيرة إلى تركيا وولاية هطاي الحدودية مع سوريا، قالت الوزيرة النرويجية إنها زارت تركيا لكي تشاهد عن قرب فعاليات توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت أن الزيارة وفرت لها فرصة مشاهدة “الجهود العظيمة التي تبذلها المؤسسات التركية والأممية والمنظمات الإغاثية” في هذا الخصوص.
(الأناضول)