عقب قمة أردوغان- بن سلمان.. تركيا والسعودية تعلنان بدء حقبة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري

إسماعيل جمال
حجم الخط
3

إسطنبول-“القدس العربي”: التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبله بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة وذلك في أول زيارة له إلى تركيا منذ توليه ولاية العهد، حيث يتوقع أن تؤسس الزيارة لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين عقب سنوات طويلة من التنافس الإقليمي الحاد والخلافات المتشعبة والأزمات التي كان أبرزها اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.

وعقب جولة إقليمية قادته إلى مصر والأردن، وصلت طائرة بن سلمان عصر الأربعاء إلى مطار إيسنبوغا بالعاصمة التركية أنقرة، وبينما لم تبث وسائل الإعلام السعودية والتركية مراسم استقبال بن سلمان في المطار، أشارت وكالة الأناضول إلى أن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ومسؤولين آخرين كانوا في استقباله وذلك قبيل أن ينتقل في موكب رسمي إلى المجمع الرئاسي حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية.

ورافقت فرقة الخيالة الرئاسية ولي العهد السعودي حتى الباب الرئيسي للمجمع الرئاسي حيث كان أردوغان في استقباله عند مدخل المجمع وجرى عزف النشيد الوطني للبلدين وإلقاء التحية على منصة الشرف، ومن ثم قدم كل من الرئيس التركي وولي العهد السعودي وفد بلده للآخر، كما أطلقت المدفعية التركية 21 طلقة على شرف الضيف السعودي.

وجرى عقد اجتماع ثنائي بين أردوغان وبن سلمان استمر لنحو ساعتين قبيل عقد لقاء آخر موسع بمشاركة وفدي البلدين، وأشارت وكالة الأناضول إلى أن أردوغان أقام مأدبة عشاء على شرف ضيفه السعودي، ودون بث أي مراسم رسمية تتعلق بالتوقيع على الاتفاقيات بين البلدين أصدر الجانبان بياناً رسمياً مشتركاً تضمن أبرز ما جرى التوصل إليه بين الجانبين.

وأوضح البيان أنه “جرى التأكيد خلال المحادثات على العزم على بدء حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية، بما في ذلك العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية”، كما أشار إلى أن البلدين قررا “تعميق التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية لتعزيز الاستقرار والسلام”.

ولفت البيان إلى الاتفاق على تسهيل وتطوير حركة التجارة بين البلدين ودعوة أنقرة الصناديق السيادية السعودية إلى الاستثمار في شركات تركية جديدة. وورد فيه: “ناقشنا تسهيل التجارة والبحث عن فرص الاستثمار وزيادة التواصل لتحويلها إلى شراكات ملموسة كما بحثنا إمكانات تطوير وتنويع التجارة المتبادلة وتسهيلها وتذليل العقبات أمامها، واستكشاف فرص الاستثمار”.

واتفق الجانبان بخصوص تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي “بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة”، في حين “جرى تبادل الآراء حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، ووصف البيان أن اللقاءات جرت في “أجواء من الأخوة والإخلاص التي تجسد عمق العلاقة بين البلدين”، وجاء في البيان: “نعتزم مواصلة التعاون وتطويره على أساس الأخوة التاريخية بما يخدم مستقبل المنطقة”.

وبينما أعلن الجانبان الاتفاق على تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي-التركي ورفع مستوى التعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، أكد الجانبان أهمية التعاون بمجال السياحة وتطوير حركتها بين البلدين، وذلك بعد أيام من إعلان المملكة رفع الحظر المفروض على السفر لتركيا. كما أعرب البلدان عن رغبتهما العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عروة:

    محمد بن سلمان يضع اكليلا من الزهور على ضريح خاشقجي

  2. يقول عمر ابو زرقا:

    لماذا لم تنظم روسيا (روسيا الراسمالية) الى حلف الناتو كما انظم غيرها من دول المعسكر الشرقي والاتحاد السوفيتي؟؟
    ..
    ما الذي يمنع انضمامها؟؟
    ..
    هل كان يخطط احفاد مؤتمر بازل 1897 الخزريين لحرب عالمية ثالثة ما بين الصين والناتو تشتعل على ارض الشرق الاوسط؟؟
    ..
    هل وقعت الواقعة بين الاحفاد؟؟ ما بين الاحفاد النفطيين والاحفاد الدولاريين؟؟
    ..
    حتى تل ابيب صارت تنافس وصارت نفطية بفضل….
    ..
    ولكن يبدوا ان الاحفاد الدولاريين غير راضين عن صعود تركيا؟؟
    ..
    هل سنشاهد انقلاب علاقات ما بين ايران كونترا وتركيا الخزر؟؟
    ..
    هل سيشتروا السلطان ام ان السلطان سيجاريهم ؟؟

  3. يقول سامى عبد القادر:

    هذا الخبر أحزننى لسببين … الأول هو أن تركيا لم تعد تنظر إلا لمصالحها الإقتصادية فقط, أما المبادئ الأخلاقية التى كانت تنادى بها, فقد دفنتها بجوار جثة جمال خاشقجى!!!
    .
    وأما السبب الثانى, فهو هوان مصر على الناس, وتقزم دورها تماماً بين أقرانها العرب, بسبب كوارث وجرائم وخطايا السفاح السيسى, التى جعلت مصر البلد الأكثر تسولاً ومهانة على وجه الأرض!! … فانتهزت تركيا الفرصة وملأت الفراغ الهائل الذى تركته مصر فى محيطها العربى والإسلامى وحتى الإفريقى!!
    .
    وبمناسبة هوان مصر, فإنى أرسل تحية حارة إلى الكاتب السعودى تركى الحمد الذى كتب تويتة منذ يومين قال فيها:
    “كان المفروض على هذا الكاتب (كاتب مصرى) أن يتساءل: ولماذا لا تستطيع بلاده (مصر) حل أزماتها المزمنة بنفسها بدل أن تصبح عالة على هذا وذاك؟ … فهو حقيقة يهين مصر حين يجعلها تبحث عن راع خليجي أو إيراني أو تركي, بدل أن تكون هي الراعية كما كانت في زمن مضى, إذ لا ينقصها شيء مما لدى تركيا وايران والخليج”

    كلام صحيح جداً جداً جداً … ولكن هل يفهم عبيد الطغاة?!! … لا أعتقد, فقد ختم الله على قلوبهم وعقولهم.

إشترك في قائمتنا البريدية