إسطنبول- “القدس العربي”: عقب القمة الرباعية التي جمعت الرئيس التركي مع زعماء السويد وفنلندا والناتو على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، الثلاثاء، يتوقع أن يلتقي أردوغان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، قبل أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء غربيين آخرين، في حراك دبلوماسي كبير يسعى لإقناع أنقرة بالموافقة على طلبي فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف الناتو.
وبينما ما زال كبار المسؤولين الأتراك يؤكدون رفض بلادهم كافة الضغوط الهادفة إلى دفعها لتغيير موقفها وسحب الفيتو المفروض على انضمام فنلندا والسويد، يسعى الرئيس التركي لتحقيق مطالب بلاده المتمثلة في تحجيم الدعم الغربي للوحدات الكردية في سوريا وما تقول أنقرة إنه “دعم غربي لتنظيم بي كا كا الإرهابي”.
لكن التطور الأبرز يتعلق بمساعي تركيا لجعل العملية العسكرية التركية المتوقعة في شمالي سوريا الاختبار العملي لفنلندا والسويد وباقي دول الحلف بإجبارها على دعم العملية أو بالحد الأدنى عدم إدانتها واتخاذ خطوات أو “عقوبات” ضدها، وذلك للتأكيد على أن دول الحلف تقف إلى جانب تركيا “في مساعيها لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تستهدف أراضيها”.
ومنذ أسابيع، تهدد تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا ضد الوحدات الكردية التي تقول إنها تتلقى دعما سياسيا وعسكريا من دول غربية مختلفة. والإثنين، جدد الرئيس التركي التهديد بإطلاق العملية قريبا، مؤكداً أنها سوف تنطلق فور اكتمال التحضيرات، على حد تعبيره.
وخلال العمليات العسكرية التي نفذها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية شمالي سوريا في السنوات الماضية، تعرضت أنقرة لانتقادات لاذعة من دول غربية وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وفرنسا وفنلندا والسويد، فيما فرضت دول مختلفة عقوبات على تركيا شملت حظر تصدير الأسلحة إلى الجيش التركي.
وفي المباحثات الحالية مع فنلندا والسويد، تطالب تركيا بشكل قطعي برفع كافة أشكال الحظر الذي تفرضه فنلندا والسويد ودول أخرى في الناتو على تصدير الأسلحة للجيش التركي والعقوبات المرتبطة بالصناعات الدفاعية التركية، بالإضافة إلى وقف أي أنشطة على أراضي هذه الدول للتنظيمات والمجموعات التي تقول أنقرة إنها مرتبطة بتنظيم بي كا كا ووقف أي دعم للوحدات الكردية في سوريا باعتبار أنها “امتداد” للتنظيم.
وقبيل مغادرته إلى مدريد، كشف أردوغان عن أنه أجرى مباحثات هاتفية، صباح الثلاثاء، مع نظيره الأمريكي جو بايدن، ورجح إجراء لقاء آخر في العاصمة الإسبانية مدريد، مساء الثلاثاء أو الأربعاء، كما أكد ضرورة مراعاة فنلندا والسويد لمخاوف تركيا العضو في الحلف منذ 70 عاما، مشدداً “لا نريد تصريحات بل نتائج”.
وقال أردوغان: “نتوقع من الحلفاء عدم التمييز في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وأن يروا أن تهديد حليف يعني تهديدا للناتو كله”، مشيراً إلى “ضرورة تحرك الحلف ضد تنظيم بي كا كا، وأذرعه بي واي دي وواي بي جي التي تهدد المصالح الحيوية لتركيا”.
ومساء الثلاثاء، اجتمع أردوغان مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، وأمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، وجرى الاجتماع الذي استضافه ستولتنبرغ بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، واستغرق ساعتين. وشارك أيضا في الاجتماع من الجانب التركي، وزيرا الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال فخر الدين ألطون.
وكان أردوغان قال قبيل القمة: “سنلتقي اليوم رئيسة وزراء السويد والرئيس الفنلندي والأمين العام للناتو. سنرى إلى أي مدى يمكنهما أن يذهبا.. نريد نتائج وليس كلامًا فارغًا”، مضيفاً: “ما ننتظره بشكل أساسي من هذه القمة هو التضامن غير المشروط الذي يمكن (للناتو) أن يثبته. نحن أعضاء في حلف الأطلسي منذ 70 عامًا، تركيا ليست عضوًا في الناتو بالصدفة.. إن كانت السويد وفنلندا ستصبحان عضوين في الناتو، فينبغي عليهما أن تأخذا في الاعتبار مخاوف تركيا، لا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك”.
من جهتها، أكدت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن أردوغان سيجري عددا من اللقاءات الثنائية في العاصمة الإسبانية مدريد، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي حيث سيلتقي نظيريه الأمريكي والفرنسي، ورئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والإسباني بيدرو سانشيز، كما يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، والمستشار النمساوي كارل نهامر، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
من جهته، أعلن الإليزيه أن ماكرون سيلتقي أردوغان في مدريد صباح الأربعاء، حيث أكد ماكرون على أهمية “التحدث بصراحة” بين الحلفاء “عندما تكون لدينا خلافات”، وأوضح ماكرون أنه سيطلب من إردوغان “توضيح موقفه” داخل حلف شمال الأطلسي، وفقًا للرئاسة الفرنسية.
لا ينبغي ان تكون تركيا عضوا في الناتو من الدرجة الثانية او ان تكون فنلندا والسويد اهم منها والا فانها نهاية هذا الحلف ولا شيء يدوم على راي بوتن