تركيا: المعارضة السورية التي سندربها ستقاتل «تنظيم الدولة» و«النظام»

حجم الخط
2

إسطنبول ـ «القدس العربي» بعد يوم واحد من إعلان الإدارة الأمريكية توصلها لاتفاق نهائي مع تركيا على تدريب مقاتلين من المعارضة السورية «المعتدلة» بهدف قتال تنظيم الدولة «الدولة الإسلامية» فقط، أكدت تركيا أن المقاتلين السوريين سيقومون بقتال النظام السوري وتنظيم «الدولة» على حد سواء.
وترفض تركيا منذ أشهر الدخول الفعلي في عمليات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة»، حيث اشترط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توسيع العمليات لتشمل نظام الأسد، كمقدمة لمشاركة بلاده.
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال: «إن قوات المعارضة السورية التي سيتم تدريبها وتجهيزها؛ ستقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، كما ينتظر منها في نفس الوقت أن تقاتل النظام، نحن والأمريكيون متوافقون في هذه المسألة».
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الكوسوفي هاشم تاتشي، في مقر وزارة الخارجية في العاصمة أنقرة، الخميس: «المباحثات مع واشنطن بخصوص تدريب وتجهيز المعارضة السورية؛ قاربت على الانتهاء، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة التوقيع بعد.. المشاورات لا زالت جارية في تفاصيل الموضوع»، متوقعا أن يتم التوقيع على الاتفاق خلال فترة قصيرة.
وأوضح جاويش أوغلو أنه «من الطبيعي أن تحارب قوات المعارضة التي سيتم تدريبها وتجهيزها؛ الجهات التي تهدد وحدة الأراضي السورية على الأرض»، مشيرا إلى أن «بعض المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد؛ تعتبر تهديدا لأمن واستقرار سوريا.. فكلهم يواصلون قتل الناس الأبرياء بكل وحشية».
ولفت إلى أن «الدولة الإسلامية يعرض الأشخاص الذين يقتلهم على العالم بكل وضوح، وأن تلك العمليات الإجرامية والوحشية تجري أمام أنظار العالم، وفي الجانب الآخر يواصل نظام الأسد قتل مئات السوريين يوميا».
والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن اتفقت مع تركيا على تدريب وتسليح من سمتهم معارضين سوريين معتدلين في تركيا على أن يتم قريبا توقيع الاتفاق بين البلدين، ويأتي الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات بين البلدين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لتدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية، مضيفة أن واشنطن تنوي توقيع الاتفاق مع تركيا قريبا، من دون أن تضيف تفاصيل حول عملية التدريب التي من المفترض أن تبدأ في شهر مارس/ آذار المقبل. وذكرت ساكي أن تركيا وافقت على أن تكون «إحدى المناطق المضيفة لبرنامج تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية المعتدلة».
ووضع هذا الاتفاق حدا لأشهر من المباحثات الصعبة بين الدولتين حول تدريب «المعارضين السوريين المعتدلين». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي أنها تعتزم إرسال نحو أربعمئة جندي – بينهم قوات خاصة – لتدريب من سمتها المعارضة السورية المعتدلة التي ستقاتل لاحقا المجموعات الإسلامية التي تصفها بالمتطرفة.
وتعليقا على خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا «ستافان دي ميستورا» بوقف إطلاق النار؛ أكد أوغلو أن بلاده تدعم وقف إطلاق النار؛ حتى وإن كان لمدة ستة أسابيع، مشككا احترام والتزام نظام الأسد بالخطة؛ «في الوقت يواصل النظام؛ قتل مئات المدنيين في حلب عبر الغارات الجوية».
وقال: «لقد جاءنا دي مستورا بخطط ومقترحات مشابهة في وقت سابق، ودعمــــناها مبدئيا رغم بعض تحفظاتنا عليها، خصوصا في مسألة تنفــــيذها؛ لأن وقف إطلاق النار ليوم واحد يعني تجنيب المئات من الموت».
وشدد الوزير التركي على إيجاد حل جذري للأزمة السورية، مبينا أن الاستقرار والأمن والسلام في سوريا، يتحقق عبر زوال نظام الأسد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا «ستافان دي مستورا»؛ قد كشف في وقت متأخر من مساء الثلاثاء؛ أن «حكومة النظام السوري أبلغته برغبتها في تنفيذ اقتراح تجميد الصراع في مدينة حلب (شمال) لمدة 6 أسابيع، بحيث يبدأ موعد سريانها من التاريخ الذي ستقوم دمشق بإعلانه لاحقا».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    من سيدرب المعارضة السورية الأتراك أم الأمريكان فقط
    لو كان التدريب لصالح الشعب السوري فنعم أما اذا كان لصالح أمريكا فلا

    الشعب السوري تعرض لمؤامرة من القريب والبعيد
    ولذلك عليهم أن لا يثقوا الا بأنفسهم من بعد الله

    الأمريكان يعاملوا المعارضة كمرتزقة لهم – يجب أن تفهم المعارضة ذلك

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مغرد - لبنان:

    الان تذكروا بعد ان باد النظام مئات الوف من اخواننا السويين بالبراميل المتفجرة

    يا حيف على هيك دول عربية
    ولا تثقوا بالاميركان فهم غدارين لا تهمهم الا مصالحهم فقط

إشترك في قائمتنا البريدية