يهنئ لابيد ويشكر بينيت.. بايدن قبيل زيارته للمنطقة: العلاقات الأمريكية والإسرائيلية غير قابلة للزعزعة

حجم الخط
1

الناصرة ـ “القدس العربي”: فور دخول يائير لابيد منزل رئاسة حكومة الاحتلال بدلا من نفتالي بينيت، الذي سيصبح رئيس حكومة بديلا، بادر رئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى تهنئة الأول وتوجيه التحية والشكر للثاني، مكررا تأكيده على العلاقات الوطيدة بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي.
وعند منتصف ليلة الخميس حسب التوقيت المحلي اتصل بايدن بيائير لابيد هاتفيا وتمنى له النجاح في منصبه الجديد، وشكر سابقه في المنصب نفتالي بينيت على “الصداقة التي أظهرها خلال العام الأخير”.
وقال جو بايدن قبل ذلك في تغريدة في تويتر إنه يترقب زيارته للبلاد في منتصف الشهر الحالي واللقاء بهما والاحتفاء معهما بالشراكة “غير القابلة للانكسار” بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل.
بايدن الذي تتميز العلاقات الشخصية بينه وبين رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو بنوع من التوتر والفتور نتيجة رواسب قديمة، على خلفية تدخل نتنياهو في شؤون الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الحزب الجمهوري، تابع في تغريدته” أنتظر اللقاء بلابيد وبينيت عند زيارة البلاد بعد نحو أسبوعين للاحتفال بالشراكة التي لا يمكن زعزعتها بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل” .
وعقب لابيد على تغريدة بايدن بتغريدة له قال فيها “شكرا لك سيدي الرئيس. العلاقات بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة لا يمكن زعزعتها فهي قائمة على أسس عميقة من القيم المشتركة والرؤية المستقبلية المشتركة. أنتظر وأترقب استقبالك في إسرائيل وتعزيز التحالف المميز بيننا”.
يشار إلى أن بايدن سيزور البلاد في الثالث عشر من يوليو/ تموز الحالي في زيارته الأولى للمنطقة كرئيس، وسيلتقي خلالها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم. وبعد يومين سيغادر من تل أبيب مباشرة إلى السعودية. وبالتزامن تتصاعد التحضيرات لإخراج هذه الزيارة لحيز التنفيذ حيث من المفترض أن تصل بعثة من البيت الأبيض للبلاد بعد غد الإثنين لاستكمال تحضيرات الزيارة.

بعثة البيت الأبيض

بالنسبة ليائير لابيد رئيس الحكومة الجديد، فإن مثل هذه الزيارة للرئيس الأمريكي من شأنها أن تعزز مكانته كرئيس حكومة مؤقتة، وربما تكسبه نقاطا انتخابية في الانتخابات البرلمانية الخامسة التي ستجري في الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد حل الكنيست لنفسه عقب انهيار الائتلاف الإسرائيلي الحاكم نتيجة خلافات داخلية في هذا الائتلاف الذي تميز بالهشاشة منذ انطلاقه، خاصة أنه توليفة أحزاب معظمها من اليمين الصهيوني، القاسم المشترك بينها هو معارضة نتنياهو شخصيا. ولذا ينتظر لابيد وفق تسريبات إسرائيلية، أن تثمر زيارة بايدن عن بعض المكاسب التي من شأنها شد أزره سياسيا وفي حلبة المنازلة بينه وبين رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو الذي يصارع من أجل العودة لسدة الحكم، وتبدو الانتخابات الخامسة طلقة أخيرة في بندقيته السياسية.
وحسب هذه التسريبات يأمل لابيد بأن يقدّم بايدن ضمانات أمريكية لنجاح تحالف دفاعي إسرائيلي عربي ضد إيران علاوة على خطوات معينة في إطار التطبيع مع السعودية تحديدا.
ونقل موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم عن مصادر إسرائيلية قولها إنه من غير المنتظر أن تقوم السعودية بخطوات تطبيعية كبيرة معلنة مع إسرائيل إنما خطوات صغيرة، وربما لا تحدث خلال أيام الزيارة بل لاحقا. كما تتوقع إسرائيل أن يدلي بايدن بتصريحات داعمة لتحالف عربي إسرائيلي لمواجهة إيران.
وحسب المصادر المذكورة فإن هناك تحديات تنتظر لابيد، منها مدى قدرته على إقناع الرئيس الأمريكي بعدم العودة للاتفاق النووي مع إيران على خلفية اتصالات سرية جارية بين واشنطن وطهران، وأن يقنعه بعدم رفع العقوبات عنها وتقديم الضمانة لصيانة التنسيق الكبير مع الولايات المتحدة والحفاظ على تفاهمات حول السؤال ماذا يحدث في حال تم توقيع الاتفاق النووي، وماذا يحدث في حال قامت إيران بانتهاكه.

تهنئة وزير الخارجية بلينكن

في الليلة ذاتها كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد بارك للابيد على منصبه الجديد. وقال في بيان صادر عنه إنه يتوقع استمرار التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل تعزيز كافة الأبعاد المشتركة بين الجانبين ومواجهة تهديدات مشتركة.
بلينكن الذي هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتباحث معه حول الأفق السياسي المفقود، شكر أيضا رئيس الحكومة الاسرائيلي المستقيل نفتالي بينيت الذي قاد إسرائيل في السنة الأخيرة، منوها إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل لم تكن قوية كما كانت في هذه الفترة “فأنا والرئيس بايدن ننتظر تحسين الشراكة بيننا خلال هذه الزيارة وبعدها”.

في سياق متصل مع التطبيع قال مسؤولون إسرائيليون إن الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر قريبون جدا من التوصل إلى مجموعة اتفاقيات وتفاهمات وضمانات بشأن اتفاق نهائي لصفقة نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية قبيل زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، وفق ما نقل عنهم موقع “أكسيوس” الأمريكي.

احتمالات نتنياهو

وفي الحديث عن نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي ربما تتأثر بزيارة بايدن، تبدو احتمالات نتنياهو بالعودة للحكم في تحسّن بعد حل الكنيست واعتزال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الحياة السياسية وتولي وزيرة الداخلية ايلييت شاكيد رئاسة حزب “يمينا”.
والسبب في ذلك يرتبط بأن شاكيد وبخلاف بينيت من شبه المؤكد أن تنضم مجددا لمعسكر نتنياهو في حال نجح حزبها “يمينا” في تجاوز نسبة الحسم، مما يمكن “الليكود” من تشكيل حكومة طبقا لنتائج استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة.

انتقادات المستشارة المقربة لبينيت

بالتزامن قالت شيمريت مئير، المستشارة السياسية السابقة لـ نفتالي بينيت إنها سبق واستقالت من وظيفتها عقب خلافات معه حول قرار سري اتخذه بينيت بالتعاون مع عضوي الكنيست أحمد الطيبي وأسامة سعدي، من القائمة المشتركة، من أجل عدم سقوط الحكومة بعدما أصبحت تستند إلى أقلية في الكنيست.
وقالت مئير في مقابلة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة إنها “أدركت خلال عيد الفصح اليهودي أن خطة حكومة بينيت -لابيد للنجاة من السقوط بعد انسحاب بعض نواب حزبه “يمينا” من الائتلاف هي الاعتماد على تعاون مع القائمة المشتركة، أسامة سعدي وأحمد الطيبي.
وأكدت أن “بينيت قال لها ذلك. وتابعت”كانت إجاباتي أنه سيرتكب بذلك خطأ شنيعا. وقلت له إن هذه فكرة سيئة جدا. واعتقدت أنه، بينيت والائتلاف كله، يقضم شرعية الحكومة، انطلاقا من دوامة التمسك بالحكم، لأنهم يستسلمون لابتزاز سياسي من جهة القائمة العربية الموحدة وغيرها بتمسكهم بالكرسي. ومن شدة هذا التمسك، انكسر الكرسي”.
كما قالت مئير إن هذا تسبب بالتباعد بينها وبين نفتالي بينيت.
وأضافت”أدركت أنه لا يسمع. ولا يريد أن يسمع. وأدركت أيضا أن لا منطق في هذا الجنون، أي التمسك بالحكم بأي ثمن. يستندون إلى المشتركة ويرشون القائمة الموحدة، وبعد ذلك النائب عن حزب “ميرتس” غيداء ريناوي- زعبي أيضا”، متجاهلة أن نواب “يمينا” هم أول من انسحبوا من هذا الائتلاف وتسببوا بانهيار جداره حجرا حجرا.
منذ شهور قالت” علمت في قرارة نفسي أن الحكومة ستتفكك بسبب العرب. لقد كانت هذه الخطة غبية. صفقات من أجل تمرير قوانين. وقد أهملوا حقيقة أنه يوجد جمهور، وأن حيز شرعية هذه الحكومة، التي كانت تعتمد على أطراف متناقضة، من القومي اليهودي حتى القومي العربي، تآكل في كلا طرفيه وتفتت” .

محاولة المصالحة بين بوتين وزلينسكي بينما النار تشتعل داخل بيت بينيت

وضمن مزاعمها أشارت مئير إلى إعلان القائمة العربية الموحدة تعليق عضويتها في الكنيست أثناء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، في أيار/ مايو الماضي.
وتابعت بالقول إن “الجميع انتظروا قرار مجلس الشورى في تلك الليلة. وأوفد يائير لابيد بشكل هستيري مديرة مكتبه نعاما شولتس إلى كفر قاسم حاملة شيكا مفتوحا قدمته للقائمة العربية الموحدة. وقلت لبينيت إنك ملزم بالتوقف عن هذا الأمر، وهذه الحكومة ستُصبغ بألوان استسلام للعرب. ابتزاز واستسلام ونحن لا نزال في موجة إرهابية”.
كما وجهت مئير انتقادات لبينيت لعدم حرصه على صيانة اللحمة الداخلية بين قيادات حزبه، وانشغل بمحاولة المصالحة بين روسيا وأوكرانيا ناسيا بيته المتشظي” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هوزان هكاري:

    زيارة بايدن للمنطقة سوف تتمخض عنها ما يلي:
    – زيادة الدعم الاقتصادي والعسكري لاسرائيل
    -التحضير لعمليات عسكرية تنفذها اسرائيل ضد
    المنشآت النوويه الايرانية ،بايدن سوف يوافق
    على قيام الطائرات الامريكية الموجودة في
    المنطقة بعمليات الارضاع الجوي للطائرات
    الاسراائيلية التي سوف تهاجم ايران.
    – الاعتراف ب محمد بن سلمان ملكًا على السعودية
    مقابل تطبيع الاخيرة لعلاقاتها مع اسرائيل.
    -تشكيل جبهة عربية مساندة للعملية العسكرية
    المرتقبة ضد ايران
    – وضع خطة انزال مفاجئة في مضيق هرمز وتامين
    الملاحة فيها.
    – تشجيع السعودية ودول الخليج على زيادة
    انتاج وتصدير النفط لمواجهة اسعار النفط
    التي ترتفع يوميًا.
    -اجتماع هامشي مع الرئيس الفلسطيني وبحث
    احياء مبدا حل الدولتين مقابل السلام.

إشترك في قائمتنا البريدية