بعد اقتطاع 25% من أراضي أوكرانيا.. هل يعني بوتين بـ”العمل الجدي” تقسيم البلد إلى شرقي وغربي؟

حسين مجدوبي
حجم الخط
21

لندن- “القدس العربي”: وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، تحذيرا غريبا إلى الغرب بقوله إن روسيا لم تبدأ بعد أيا من مهامها الجدية في أوكرانيا، وحذّر من مغبة من يريد تجريب روسيا في الحرب. وتترك هذا التصريحات الغرب في حيرة من أمره بأن الأسوأ قد يكون قادما في أوكرانيا والمناطق المحيطة بها. ويحدث هذا في وقت فقدت فيه أوكرانيا أكثر من 25% من أراضيها وخمس ساكنتها.

وفي اجتماع مع زعماء الفصائل في مجلس الدوما، الخميس، قال بوتين متحدثا عن غزو أوكرانيا “روسيا لم تبدأ بعد أي شيء جدي في أوكرانيا، يجب أن يعلم الجميع أننا، بشكل عام، لم نبدأ أي شيء جدي بالفعل”. وفي جملة أخرى تعد تحديا يقول الرئيس الروسي إذا أراد الغرب إلحاق هزيمة بروسيا فليجرب “في ساحة المعركة”.

ولا يدلي فلاديمير بوتين بتصريحات كثيرة مثل نظيره الأمريكي جو بايدن أو الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الحرب، ومقابل أكثر من 20 تصريح للرئيس الأوكراني فلاديميرو زيلنسكي يكون هناك تصريح واحد للرئيس الروسي.

وفي مثل هذه الحالات، تخضع تصريحات بوتين للتحليل الفائق من طرف أطر الدبلوماسية والاستخبارات الغربية، فهو ينفذ ما يتعهد به في هذه الحرب منذ بدء الغزو. ويتابع الغرب تصريحات بوتين باهتمام كبير، فهي تدل على مخطط قد يتم تنفيذه، ويشبه الرصاصة التي غالبا لا يمكن إيقافها إذا انطلقت نحو الهدف. والراجح أن بوتين أراد توجيه خطاب واضح الى أوكرانيا أنها قد تفقد مزيدا من الأراضي بدل إقليم دونباس إذا استمرت “كألعوبة في يد الغرب”، وفق تصريحه، الذي يمنعها من التقدم في مفاوضات السلام، وفق منظور الكرملين لكي يفرض حرب استنزاف على روسيا.

وتخلف الحرب الروسية ضد أوكرانيا حتى الآن ما يلي: كانت مساحة أوكرانيا قبل الحرب 603 آلاف كلم مربع، والآن أصبحت المساحة التابعة لكييف قرابة 420 ألف كلم مربع بحكم سيطرة روسيا على شرق البلاد ومناطق أخرى. وكان عدد سكانها 42 مليون نسمة، والآن أصبح قرابة 30 مليونا بسبب انفصال سكان الشرق وهجرة الملايين نحو أوروبا. لقد فقدت أوكرانيا نسبة مهمة من بنياتها الصناعية، وتعرضت بعض أجزاء من المدن للخراب، ويقدر الغرب عملية إعمار هذا البلد بـ 750 مليار دولار.

والراجح أن تهديد بوتين بالانتقال الى مرحلة جديدة هو تقسيم أوكرانيا الى قسمين، شرقي “أوكرانيا الشرقية” من حدود روسيا إلى نهر دنيبر وسط البلاد مرتبطة بموسكو وهي المنطقة الغنية صناعيا وزراعيا، وأخرى “أوكرانيا الغربية” من النهر الى الحدود البولندية ومرتبطة بالغرب. وعمليا، هذا السيناريو يبدو جليا حاليا لأن موسكو سيطرت على شرق البلاد وتفرض هيمنتها بطريقة أو أخرى حتى نهر دنيبر بعدما دمرت البنيات العسكرية في مجموع الشطر الشرقي. ومنذ بدء الحرب، يجري الحديث عن رغبة روسيا السيطرة على مساحة هامة من أوكرانيا وهي المساحة التي تسمى تاريخيا “روسيا الصغرى”.

ولن يقف الغرب في وجه بوتين إذا أراد تطبيق هذه الاستراتيجية بحكم امتلاكه أسلحة متقدمة خاصة الصواريخ فرط صوتية التي تجعل كل مغامرة عسكرية غربية ضد روسيا مستحيلة في الوقت الراهن، بل وتجعل كل المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بدون تأثير حقيقي طالما تفقد كييف يوميا مئات الجنود ومساحات أرضية ولم يعد لديها مخزون من العتاد العسكري الاستمرار في المواجهة بمستوى عال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور/مبروك.غ:

    لقد كان شعوري منذ بداية العملية العسكرية في اوكرانيا أن بوتين سوف يلعب على التقسيم لأنه أقل تكلفة وأكثر قبولا عند الغرب وفي نفس الوقت هي عملية اعادة لتقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.فالتقسيم يعني اعادة تدوير الجغرافيا والتاريخ والثقافة تدويرا يتماشى مع الطبيعة الأروبية.فعبر التاريخ أروبا تتعرض لكذا تقسيمات ثم تعاود الاندماج ، أي أننا أمام عمليتي التفكك والاندماج كما حدث في تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وألمانيا وبريطانيا العظمى.بالتقسيم سيحقق بوتين نسبة كبيرة من أمنه القومي وفي نفس الوقت سيضع أمريكا وحلفائها أمام الأمر الواقع.والسؤال المطروح هو: هل سيقبل الغرب بذلك وما هو المقابل لقبوله؟وهل التقسيم سيحقق للغرب فوائد أمنية واقتصادية وجيو-سياسية؟وهل ستولد دولة اسمها أوكرانيا الغربية أم أنها ستضم الى بولندا أو يتم تقاسمها؟ هذه الأسئلة وغيرها يملك جوابها صناع القرار وعلى رأسهم أمريكا التي دفعت لحد الآن ملايير الدولارات في مدة 5شهور فقط وقد تتعرض للافلاس ان استمرت الحرب لشهور أخرى.

    1. يقول عربي:

      هل تعلم ان الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الوحيدة التي سمح لها طبع ( اوراق) الدولار بدون رصي اي انهم سيزيدون فقط الالات الطابعة للدولار ويغرقون السوق بالعملة وقد قالها اقتصادي صيني بانه سياتي اليوم الذي تطبع فيه امريكا ورقة الترليون دولار وتقدم لنا منه اثنين لتسديد ديون الصين من السندات الامريكية وان لا اعتقد ان الصين ستتخلى عن ( الصداقة) الامريكية التي بلغ حجم التبادل التجاري معها قبل ترامب ٨٧٥ مليار دولار

    2. يقول ميساء:

      أمريكا لم تعد صانعة صانعة القرار بل سيدة الفرار الفرار صناعة القرار بيد روسيا والصين لا غير، أما التقسيم فهو لن يحصل لأن روسيا سوف لن تكتفي باوكرانيا الشرقية بل ستسعى لضم كل أوكرانيا واذا لزم الأمر ستتعداه إلى ما بعد أوكرانيا، ليتوانيا مثلا، ????

  2. يقول كريم إلياس /الجمهورية الفرنسية:

    لص مجرم يتزعم عصابة…مهمتها الاولى الإغارة على الاخرين و الاستيلاء على أراضيهم..تحت حجج واهية!هذا المجرم منفصم الشخصية لا يهمه من كل ما يحدث سوى تنفيذ مخططاته الشيطانية و اولها السيطرة على مناطق بعينها و تهجير سكانها و بعدها جعلها تابعة لحكمه المافياوي اللقيط…و الحجة حماية الناطقين بالروسية …اي منطق هذا و اي عقل سليم يتقبل ما يقوم به هذا المجرم المفلس المدعو بوتين و عصابته و السلام

    1. يقول عثماني رشيد:

      كل الدول الامبريالية مجرمة في حق الشعوب المستضعفة تستنزف خيراتها وثرواثها منذ عهود خلت كلهم مجرمون

    2. يقول ميساء:

      إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، و ضباع الاتحاد الأوروبي المنافق العنصري البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين يطرد المهاجرين العرب والمسلمين وتستقبل ملايين الاوكرانيين صار كالفأر الهارب ?

    3. يقول ميساء:

      هههههههه الجمهورية الفرنسية، أضحكتني والله، جمهورية العنصرية البغيضة المقيتة ???

    4. يقول ميساء:

      وماذا عن اللصة إسرائيل التي سرقت أرض فلسطين و ماذا عن اللصة أمريكا التي سرقت جزءا من أرض العراق مرحبا ووووووو???

  3. يقول علي الجزائري:

    هذا هو الكلام الذي يفهمه الغرب المنحل أخلاقيا .. نحن نلتقي مع ”بوتين” في المبدأ الذي يقول : لا للانحلال الخلقي و نشر الفساد الغربي في أوطاننا عبر الضغط الاقتصادي و السياسي و افتعال الأزمات الداخلية للشعوب التي لا تسير في ركب أمريكا و ربيباتها..

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية