لعلها أغرب حقائق عالمنا المعاصر: لبنان أصبح رغماً عنه خامس أقوى دول الإقليم.
اسبابُ الغرابة خمسة:
أولها، أن لبنان ليس في الواقع دولة.. دولته انهارت منذ ثلاث سنوات أو أكثر.. ما هو باقٍ منها الآن مجرد رقعة جغرافية يتهاوى فيها هيكل متهالك لدولة مجازية.
ثانيها، أن نواطير الآثار الباقية مختلفون في ما بينهم، مشتبكون دائماً، يتهادنون كأعداء أحياناً، قلّما يتفقون على مصلحة مشتركة أو يتحالفون ضد عدو ماثل.
ثالثها أن نواطير الآثار الباقية هم في الواقع زعماء مزعومون، أو مقبولون لطوائف متمايزة أضحت كيانات سياسية متباينة تفتقر غالباً إلى إرادة مشتركة إزاء تحديات نواجهها جميعاً.
رابعها أن أحد هذه الكيانات المتصارعة تزايدت قدراته بالمقارنة مع الآخرين بفعل ظروف داخلية ودعم خارجي فأصبح الأقوى، مادياً ومعنوياً وعسكرياً، والأقدر تالياً على تظهير إرادته وحمل الآخرين محلياً، وحتى إقليمياً على احترامه وأخذه في الحسبان.
خامسها أن جماعةً جهادية منظّمة داخل أحد الكيانات، سالفة الذكر، أنتخبت قائداً لها مقتدراً هو السيد حسن نصرالله، تمكّن بمواهب قيادية مميزة ومساندة سياسية ومادية سخية من أنصار ومحازبين محليين وحلفاء إقليميين مقتدرين، من تعبئة جمهور الكيان الذي ينتمي إليه، فكان أن مدّ شعبيته ونفوذه إلى خارج كيانه، بالتساوق مع مكاسب سياسية حققها في وجه منافسين محليين واتصالات ميدانية على أعداء خارجيين، أبرزهم صهاينة متجذرون في شريط حدودي كبير. انتصاراته ساعدته في بناء مقاومةٍ نظامية وشعبية عابرة للكيانات الأخرى وقادرة على حمل متزعميها، كما قيادات كيانات إقليمية مجاورة على الاحتراز وأخذها في الحسبان.
المواجهة تتجاوز مسألة تعزيز مركز لبنان التفاوضي في النقاش حول ترسيم حدوده البحرية، إلى مسألة حقوق لبنان وحاجته القصوى للإفادة من ثروته النفطية والغازية
حدث في الأسبوع الماضي أن السيد حسن نصرالله فاجأ أنصاره، كما فاجأ منافسيه وأعداءه بمواقف بالغة الأهمية والخطورة، فقد أعلن، في إطار ملف النفط والغاز والصراع مع العدو الصهيوني، أن القضية تتجاوز مسار التفاوض مع «إسرائيل» بوساطة أمريكية إلى ما هو أبعد من ذلك، اي بما يعتبره متصلاً بأمن موارد الطاقة في الإقليم برمته. في حديثه الخطير ركّز نصرالله على قضايا خمس:
أولاً، أن ثمة دولاً وقوى تريد للبنان أن يموت جوعاً واقتتالاً على لقمة العيش، وأن المقاومة مستعدة لمواجهة هذا التحدي بما هو أقسى وأشد ليس على العدو الإسرائيلي فحسب، بل على الدول المستفيدة من برامج استمداد الطاقة من مكامنها في البحر الأبيض المتوسط.
ثانياً، أن المواجهة التي تضطلع بها المقاومة ترتبط بخيارات استراتيجية، وأن المقاومة باتت في حالة جهوزية عملانية لخوض حرب واسعة، وليس مجرد عمليات عسكرية موضعية أو محدودة، من أجل ضمان حقوق لبنان في ثروته النفطية والغازية.
ثالثاً، أن المقاومة قامت بمسح الأهداف الاستراتيجية ذات الصلة مقابل سواحل فلسطين المحتلة، مشدداً على أن ذلك يتجاوز حقل كاريش المتنازع عليه «إلى ما بعد بعد كاريش» ما يعني في تفكيره إسقاط مظلة الأمن من كل مشروعات وأعمال التنقيب عن النفط والغاز، واستخراج الطاقة من مجمل الحوض الشرقي للبحر المتوسط وتحويله إلى مسرح عملياتٍ واسعة النطاق قد تتجاوزه إلى أبعد مما يظنّ الأعداء.
رابعاً، أن المواجهة تتجاوز مسألة تعزيز مركز لبنان التفاوضي في النقاش حول ترسيم حدوده البحرية، إلى مسألة حقوق لبنان وحاجته القصوى للإفادة من ثروته النفطية والغازية لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها، وأن مَن يحاول تخيير لبنان بين الموت جوعاً أو الحرب، عليه أن يعرف أن خيار الحرب هو الأسهل والأجدى.
خامساً، أن المقاومة لا تُغلق الباب في وجه محاولات قد يقوم بها عقلاء لحمل «إسرائيل» على الإقرار بحقوق لبنان خلال مدة لا تتجاوز أول شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وأن هذه المدة كافية للعقلاء كي يتدخلوا مع الأمريكيين والإسرائيليين لتسهيل الإقرار للبنان بحقوقه بغية توظيف عائداتها في عملية الإنقاذ والإنماء والنهوض.
مواقف نصرالله أمام شعبه من جهة، وفي وجه «إسرائيل» من جهة أخرى، اكتسبت أهمية مضاعفة لسببين بارزين ولافتين: توقيتها بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ»إسرائيل» وللسعودية، ولصدقيةٍ يتمتع بها نصرالله نتيجة سنيّ ممارسته الميدانية والسياسية قوامها، أنه أنه إذا وعد وفى، وأنه إذا هدّد نفّذ.
إلى ذلك كله، ثمة دلالة لافتة ووازنة أفرزتها المشهدية السياسية والصراعية في الآونة الأخيرة هي أنه، وبصرف النظر عما ستكون عليه ردة فعل «إسرائيل»، ومن ورائها الولايات المتحدة، على مواقف السيد حسن نصرالله، فإن لبنان الرسمي وسط انهياره المالي والاقتصادي والاجتماعي، وعجز أهل السلطة فيه عن التوافق والمبادرة والفعل بات، شاء أم أبى، مرغماً على أن يصبح، بعد تركيا وإيران ومصر و»إسرائيل»، خامس أقوى دول الإقليم لمجرد أنه مرتكز ومنطلق مقاومة، أضحت تمتلك، بإقرارٍ العدو نفسه، من القوى العسكرية المتطورة والوازنة في البر والجو والبحر ما مكّنها من إرساء قاعدة توازنٍ ردعي فاعل، منع العدو مذّ انتهت حربه الفاشلة على لبنان سنة 2006 من اجتياحه مجدداً، وأتاحت للمقاومة اليوم – بإقرار من العدو أيضا ـ القدرة على إلحاق أشد الأضرار به اذا ما ركب رأسه وحاول الاعتداء مجدداً. هل تندلع الحرب؟ أستبعد ذلك بدليل أن الرئيس بايدن ضمّ إلى وفده عاموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي الناشط بين لبنان وإسرائيل، لتسوية مسألة ترسيم الحدود البحرية بينهما، وطلبَ إليه التوجّه إلى الطرفين المتصارعين لإحياء المفاوضات غير المباشرة بينهما بغية التوصل إلى تسوية مقبولة. هوكشتاين كان قد صرح بأنه تمكّن من تقليص فجوة الخلاف بين الطرفين، ولا أستبعد أن ينجح أيضاً في تقليص المزيد من فجوات التعنّت الإسرائيلي في ترسيم الحدود البحرية. كل ذلك لأن لبنان أضحى بعد مواقف نصرالله وتعاظم قدرات المقاومة خامس أقوى دول الإقليم!
كاتب لبناني
تحياتي لك أستاذ عصام
وعندي إضافة حماس سادس أقوى جيش في المنطقة مع فرق كبير بين إمكانية حزب الله وحماس المحاصرة من العرب والكيان الإرهابي
يا ليته لم يتدخل في سوريه لمساندت نظام بشار الاسد في ذبح الشعب السوري المسكين لكانت سمعته في العالم العربي في العلالي كقائد عربي لا مثيل له ولكن للاسف تدخله في سوريه افقده المصداقيه امام الشعوب العربيه
من حق (د عصام نعمان) اختيار أي زاوية رؤية لتسويق ما ورد تحترم عنوان (شاء أم أبى: لبنان خامس أقوى دول الإقليم!) من خلال جريدة القدس العربي، البريطانية، بالذات،
الإشكالية بالنسبة لي، هي أسس أي تصوّر أو تقيّيم ومن ثم نقد أو دعم تسويق أي موضوع، فإن كانت أحلام وليس لها علاقة بالواقع،
فالناتج لن يكون صحيح أو سيعمل على تحسين كفاءة وجودة ورفله وسعادة أي إنسان أو أسرة أو شركة منتجة للمنتجات الإنسانية في أي دولة بالمحصلة.
فلذلك أحب إضافة الذي أثار انتباهي من أحداث خلال تقليد زيارة الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) في عام 2017،
ولكن بنكهة الرئيس الحالي ممثل سياسة الثنائي (أوباما-بايدن) التي بدأت في عام 2008، أي سياسة أمريكا بعد إعلان إنهيار مفهوم نظام الجباية الربوية بلا مقابل،
هو لماذا حصلت المكالمة الرباعية، لتسويق مشروع غذائي (كيبوتسات دولة الكيان الصهيوني) ولكن في (الهند) هذه المرة، بأموال من دول مجلس التعاون في الخليج، بالذات؟!
أي تدوير فكرة إقتصاد (كيبوتسات الصهيونية)، التي ثبت فشلها إقتصاديا، خلال تجربة الكيان الصهيوني في أكثر من 77 عام حيث لم تصل إلى الإكتفاء الذاتي أصلاً، على الأقل،
خصوصاً وأن (الهند) تحت قيادة حزب (ناريندا مودي) بالذات، فشلت فشلاً، مع تجربة كورونا (2020-2022)، التي تم تحويل كل مقاولات إنتاج اللقاحات والأوكسجين لها، من أوروبا وبريطانيا، بالذات،
ومع ذلك فشلت في توفير حتى حاجة السوق المحلي، فلذلك منعت التصدير، وأدت إلى موت الملايين حول العالم، بسبب عدم توريد اللقاحات/الأوكسجين؟!
ولذلك لماذا (الهند)، تحصل على هذا (التمييز)، حتى في التعامل مع منتجات الطاقة من (روسيا)، بأسعار تفضيلية للتعامل من خلالها مع حتى دول G20، كما صرحت بذلك إندونيسيا في المؤتمر عام 2022، رغم كل المقاطعة التي أعلنت بعد أحداث يوم 24/2/2022 ضد (أوكرانيا)؟!
ومن وجهة نظري (السبب) يكمن في كلمة (أرباب) التي يستخدمها أهل شبه القارة الهندية مع أي كفيل (من دول مجلس التعاون في الخليج العربي)،
خصوصاً لو انتبهت أن غالبية ثقافة أهل شبه القارة الهندية، ثقافة أهل (ترجمة) كتاب كليلة ودمنة، لا تؤمن بوجود (خالق)، أو هناك (يوم آخر)، لتحقيق (العدالة)، من أي (ظلم) في هذه الدنيا، فلذلك (السؤال بالنسبة لي) دوماً من يضحك على من، أو من أخبث مِن مَن، من أي تهريج أو مسخرة بحجة (النقد) أو (خفة الدم)، كمهنة/تمثيل/تعبير بحجة (الإصلاح/التطوير بدون إغضاب (الأرباب)) بالذات، على أرض الواقع؟!
ولذلك أحسنت على ما أرسلت يا د زياد، للتعريف بأهل الأديان الجديدة،
قرأت أكثر من كتاب من الكتب، التي نشرها (عبدالله الهرري) مثلاً، ورددت عليها وفنّدتُها، ونشرت ذلك في الرد على نشاط (أهل دينه) في (تايوان)،
ولاحظت أن خلاصة الأسلوب (الخبيث)، الذي يستخدمه، يأتي إلى شيء (أبيض)، ويقول عنه (أسود)، ويصدر فتواه على (اللون الأسود)،
فيكفي أن تنتبه، إلى ذلك، لتكتشف كل (خزعبلات) الدين الجديد لجماعة (الهرري)، التي تتعامل مع (الله) الخالق، كما يتعامل مع أي مسؤول، لأخذ إجازة براتب، مع أن هو لا يستحق ذلك، (قانونياً)؟!
كتطبيق عملي لمفهوم الشفاعة/المحسوبية (الرشوة)، عند أي (لوتي) في سوق (مريدي)، التي تلغي أي عقوبة عند تجاوز أي قانون (فكر المعصوم) بمعنى آخر، على أرض الواقع.??
??????
وجود حزب الله في لبنان وبقاءه على قيد الحياة في لبنان مرهون ببقاء الاسد ونظامه في السلطة في سوريا هكذا هي المعادلة
وجود حزب الله مرهون بوجود بشار الاسد؟؟؟؟؟؟ يا له من استنتاج حصيف ورصين ودقيق!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا حول ولا قوة الا بالله
شكرًا أخي عصام نعمان. هذه الجعجة أصبحت مكشوفة ولاتستحق إلا السخرية. حسن نصر الله مجرد جندي خادم للولي الفقيه!