الدار البيضاء ـ «القدس العربي»: برنامج الدورة الحادية والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في مدينة الدار البيضاء ما بين 12 و22 شباط/ فبراير حفل بالعديد من اللحظات الثقافية المميزة التي جعلت من هذه التظاهرة مناسبة للقاء المباشر بين الجمهور والنقاد والكتاب، وبينهم وبين الناشرين والكتبيين.
لقاءات لتوقيع إصدارات جديدة، ندوات فكرية ونقدية، أروقة تتوزع معروضاتها من الكتب ما بين متخصصة وعامة تشمل مجالات الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والعلوم البحتة… وجمهور قدم من مختلف المدن المغربية ليعيش متعة الألفة والحميمية مع عالم الكتاب، الذي وصف بكونه خير «جليس». ويلاحظ أن الكتب التي تشهد إقبالا مكثفا هي الكتاب التراثية والدينية بالخصوص، وقد غصت بها الأروقة المصرية الحاضرة بشكل لافت للانتباه، وكذلك عدد من الأروقة المغربية والمشرقية الأخرى.
أما دور النشر المغربية والمشرقية التي تشتغل على الكتاب الثقافي فهي حاضرة بإصداراتها الحديثة: توبقال، المركز الثقافي العربي، افريقيا الشرق، المدارس، الفينق، إيديسوف، المعارف، الآداب، الأمان، بالإضافة إلى دور نشر مشرقية أخرى انفتحت حديثا على الكتاب المغاربة، كدار الناية السورية ودار رؤية المصرية وغيرهما، وكذلك الهيئة العربية للمسرح التي كرست رواقها لأهم إصداراتها الجديدة، التي يتبوأ فيها النقاد والكتاب المسرحيون المغاربة مكانة مميزة.
ومثلما غاب الجديد في العديد من دور النشر العربية، غاب أيضا في مجموعة من مثيلاتها الغربية، فقد شعرت مجموعة ممن قدموا إلى المعرض من أجل اقتناء كتب فرانكفونية بالإحباط، نتيجة اقتصار جل الناشرين والمكتبيين الغربيين على اجترار عناوين غير جديدة، مثلما أفاد بذلك لـ»القدس العربي» عدد من عشاق الكتاب الفرانكفوني.
من اللافت للانتباه في المعرض، أيضا، حضور أفواج عديدة من الأطفال، إما برفقة ذويهم أو ضمن زيارات منظمة من طرف عدة مؤسسات تعليمية عمومية وخصوصية. قد لا يكون الإقبال على اقتناء الإصدارات الموجهة إليهم إقبالا كبيرا، ولكنها فرصة للصغار لتجديد الصلة بعوالم الكتاب والاستئناس بها، أمام منافسة شرسة تطرحها وسائل الاتصال والترفيه الحديثة.
وبهذا الخصوص، يقول يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، في تصريح لـ»القدس العربي»: «من أجمل المشاهد التي يتيحها المعرض مشهد محافل الأطفال واليافعين من تلاميذ المدارس وهم يتجولون بين الأروقة بفرح وانبهار تحت أعين معلميهم ومرافقيهم، مشهد يبعث على التفاؤل بالمستقبل، وخصوصا مستقبل القراءة والمعرفة التي يعرف الجميع ما تعانيه في المغرب، وما تسببه من تأخر عن مواكبة العصر والنهوض بالإبداع والابتكار في شتى الميادين والمجالات. ذلك أن القراءة والمواظبة عليها إن لم تترسخ خلال طفولة الإنسان يكون من الصعب عليه ذلك خلال مرحلة الرشد. لكن مشهد الأطفال الجميل الذين يتمكنون من زيارة المعرض يخفي مشهدا حزينا لمئات الآلاف من أقرانهم لا تتاح لهم الفرصة نفسها؛ وأقصد هنا بالخصوص أطفال الأحياء الهامشية والمدن الصغرى والقرى، فهؤلاء لا يجدون إمكانية التنقل وولوج المعرض، فبالأحرى اقتناء كتب بالنظر لقلة ذات يد أولياء أمورهم. وهناك أيضا أطفال الملاجئ والخيريات الذين يعيشون شبه عزلة تحرمهم من التفتح على العالم وتنمية قدراتهم». ومن ثم، يوجه يوسف بورة نداء ملحا إلى مسؤولي التعليم والداخلية والمنتخبين والمجتمع المدني من أجل التفكير في مبادرات تشاركية لتنظيم زيارات جماعية يقوم بها أولئك الأطفال إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب، قصد إعطائهم فرصة التقرب من عالم الكتاب والنشر ورؤية مثقفين وأدباء من داخل المغرب وخارجه.
فلسطين دائما وأبدا
اختار المنظمون دولة فلسطين ضيف شرف للدورة الحادية والعشرين من هذا المعرض، حيث حضرت الثقافة والفنون والرموز الإبداعية الفلسطينية، كما حرصت وزارة الثقافة المغربية على إصدار كتاب بالمناسبة يحمل عنوان «فلسطين ذاكرة مغربية»، يتضمن شهادات العديد من الكتاب المغاربة، من أجل توثيق جانب أساسي من انصهار الوجدانين المغربي والفلسطيني على امتداد مسار طويل من العلاقات والروابط الكبيرة والمتواصلة بين بلدينا الشقيقين، وثقافتينا الضاربتين بجذورهما التاريخية في الثقافة العربية الإسلامية، تكريسا وترسيخا لذلك التلاقح الخلاق الذي انخرطت فيه هجرة العديد من المغاربة إلى القدس الشريف، وإسهامهم في امتزاج الحضارتين المغربية والفلسطينية في فضاءات هذه المدينة المقدسة. وكذلك إقامة العديد من الأشقاء الفلسطينيين في وطنهم الثاني المغرب وتفاعلهم المشهود مع مكوناته الاجتماعية والثقافية»، مثلما جاء في التمهيد الذي استهل به محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي الكتاب، مع الإشارة إلى أن هذا الإصدار يتضمن صورا ملتقطة بعدسة الفنان المغربي سلمان الزموري، اختير لها عنوان «القدس بالأبيض والأسود».
معرض الكتاب في الدار البيضاء كان كذلك فرصة للجمهور والمتتبعين من أجل الاطلاع على تجربة «المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية» في شخص مديرها العام نادر جلال، الذي ألقى محاضرة سلط فيها الضوء على الجهود التي تقوم بها تلك المؤسسة في مجال توثيق الموسيقى العربية في فلسطين قبل النكبة، مساهمة في الحفاظ عليها وضمان استمرارها مع الأجيال الجديدة من جهة، ومن جهة ثانية في دحض المزاعم الصهيونية، كون فلسطين أرضا بلا شعب. ومن ثم، جاءت فرقة «نوى» التابعة للمؤسسة الفلسطينية المذكورة كأحد البراهين الساطعة على أن فلسطين قبل النكبة كانت شعبا متطورا في كافة المناحي، ومن ضمنها الغناء والموسيقى الراقيان، وهو ما يؤكد أن الفلسطينيين شعب محب للحياة.
أوضح نادر جلال أن مؤسسته دشنت مشروع «هنا القدس» منذ خمسة أعوام لاستعادة الذاكرة الفنية الفلسطينية قبل 1984، مما أسهم في إطلاق طاقات الكثير من الموسيقيين الفلسطينيين والعرب، ومنهم الموسيقار روحي الخمّاش الذي تفخر المؤسسة بإطلاق أسطوانته الأولى. وأضاف جلال أنه تم جمع العديد من الإنتاجات الكلاسيكية من الشتات الفلسطيني بمختلف أماكنه إلى رام الله من خلال مشروع هو أقرب إلى لمّ الشمل، في الطريق لإنشاء أرشيف موسيقي فلسطيني. كما تطرق إلى الدور الذي لعبه البث الإذاعي الفلسطيني الذي بدأ عام 1936 (كثاني إذاعة عربية بعد إذاعة القاهرة) في التعريف بالعديد من التجارب الموسيقية والغنائية الفلسطينية والعربية على نطاق واسع.
جوائز مغربية وعربية
تميز المعرض باحتضان حفلات لجوائز مغربية وعربية، ويتعلق الأمر بجائزة المغرب للكتاب وجائزة الأركانة العالمية للشعر والإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.
فبخصوص جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب كل سنة، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة؛ فقد كانت هذه السنة من نصيب الشاعر نونو جوديس الذي يعتبر أهم سفير للأدب البرتغالي في العالم في وقتنا الراهن، إذ تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات كالفرنسية والإسبانية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والعربية. كما نالت أعماله العديد من الجوائز المهمة في الشعر والرواية.
نونو جوديس، كما وصفه بلاغ لـ»بيت الشعر في المغرب»، شاعر متعدد الأساليب والثيمات من دون أن يتنازل عن الاشتغال على مستوى أشكال وتقنيات الكتابة الشعرية، بأنساقها الإيقاعية الممتدة من الأغنية أو السوناتة، في تعايش مع السيلفات والكتل الشعرية أو قصيدة النثر التي تصل معها شعرية نونو جوديس إلى مستويات من القلق الإبداعي بالغة العمق والشفافية والإدهاش. إن التبصر والعمق في تأمل الأشياء لدى الشاعر جعلاه يستقصي الجذور الخفية للقول الشعري في مسارات بحث لا ينقطع عن الجوهر اللغوي للإبداع الشعري. كما نلمس لديه اقتداراً قوياً على الحكي وتوظيف السرد الذي يساهم في رسم استراتيجيات وظيفية جديدة للنص الشعري، مستحضراً الأبعاد الأوتوبيوغرافية التي تقرب الشعري من المكاشفة المفتوحة على الذات والأحاسيس والتجارب، بما فيها الحميمي والمنفلت المستعصي على الوصف. كما تنفسح شعريته لاستكشاف الأعماق الأكثر عتمة في الوجود، اعتماداً على الرؤى والأحلام.
غير أن حضور «بيت الشعر في المغرب» في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء، لم يقتصر على ذلك الحدث ـ على أهميته القصوى ـ وإنما تعداه إلى تخصيص رواق ضم منشوراته الجديدة، وهي العدد الجديد من مجلة «البيت» الذي يحمل عنوانا رئيسا «الناقد والباحث محمد مفتاح: من الانفصال إلى الاتصال»، بجانب عرض كتاب «ناده بما يشتهي ناده كما يشتهي» لمحمد بودويك، ودواوين «السابحات في العطش» لعائشة البصري، «أقترب ولا أدنو» رشيد المومني، «طيور من حجر» لعبد القادر وساط، «لا لزوم لك» لسكينة حبيب الله، «سماء في بدايتها» لمحمد أبركان، «أمواج في اليابسة» لمصطفى ملح، «تماما كما يفعل الملاك» لكمال أخلاقي، «أسرى على القماش» لعزيز أزغاي، «الحدائق ليست دائما على صواب» لعبد الهادي السعيد، «يتجددون كأفعى» لأحمد العمراوي.
أما بخصوص جائزة المغرب للكتاب، فقد أشرف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي، على حفل تسليم الجوائز للفائزين بها برسم دورة 2015، حيث فاز بها في صنف السرد والحكايات الأديب محمد برادة عن روايته «بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات»، أما في صنف العلوم الاجتماعية فقد منحت الجائزة مناصفة لكل من الكاتب حسن طارق عن كتابه «الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر». والكاتب محمد حركات عن كتابه (باللغة الفرنسية) «مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية». وفي صنف العلوم الإنسانية كانت الجائزة من نصيب الباحث عبد الإله بلقزيز عن كتابه «نقد التراث»، وفي الدراسات الأدبية واللغوية والفنية حصل رشيد يحياوي على الجائزة عن كتاب «التبالغ والتبالغية، نحو نظرية تواصلية في التراث»، أما جائزة الترجمة فكانت من نصيب عبد النور الخراقي عن كتابه «روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة» للمؤلف لاري دايموند، في ما قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الشعر لهذه الدورة.
ودائما، في إطار فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أعلن عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية برسم العام 2015، وتضم ست روايات هي: «حياة معلقة» للفلسطيني عاطف أبوسيف، و»طابق 99» للبنانية جنى فواز الحسن، و»الماس والنساء» للسورية لينا هويان الحسن، و»شوق الدرويش» للسوداني حمور زيادة، و»الطلياني» للتونسي شكري المبخوت، و»ممر الصفصاف» للمغربي أحمد المديني.
واختيرت تلك القائمة من ضمن 16 رواية شكلت القائمة الطويلة التي تنتمي إلى 15 بلدا. وتقتصر المسابقة التي تنافست فيها هذا العام 180 رواية على الأعمال المنشورة خلال الاثني عشر شهرا السابقة للمسابقة. وسيُعلن عن العمل الفائز بالجائزة خلال أيار/ مايو المقبل خلال معرض أبوظبي للكتاب.
وتضم لجنة التحكيم الجائزة التي يرأسها الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي كلا من بروين حبيب (شاعرة وناقدة وخبيرة إعلامية بحرينية) وأيمن أحمد الدسوقي (أكاديمي مصري) ونجم عبد الله كاظم (ناقد وأكاديمي عراقي) وكاورو ياماموتو (أكاديمية ومترجمة وباحثة اليابانية).وسألت «القدس العربي» رئيس لجنة التحكيم عن المعايير المعتمدة في اختيار الأعمال الروائية، أجاب قائلا: في كل لجنة تحكيم توجد معايير خاصة بها ومتوافق عليها، وقد اجتهدنا نحن أيضا لنضع معايير واسعة حتى لا تكون حزاما ضاغطا، موضحا أن هذه الجائزة ليست جائزة تشجيعية، وإنما هي جائزة اعتراف بقيمة ومكانة الأعمال الروائية الجديرة بالإعجاب. وتابع قوله: لقد تعاملنا مع الرواية كفن للكتابة، فلم نكن منشغلين بالقضايا والهموم المثارة في مضامين النصوص، بقدر ما نركز أساسا على كيفية تحويل تلك القضايا والهموم إلى عمل روائي يبرز ذاته وطريقة بنائه. ومن ثم، ركزت اللجنة على المنجز الفني أساسا، من دون أن تستبعد الذائقة الشخصية.
وتحدث ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة عن أهمية هذه الجائزة، مشيرا إلى أنها تواصل مسيرتها بقائمة جديدة، لروايات تتنوع اهتماماتها وأساليبها وجمالياتها، بأقلام كتّاب وكاتبات من بلدان لغة الضاد، تلتقي وتتقاطع هواجسهم، لتصبح مادة روائية خصبة، وتشمل القائمة الطويلة أسماء جديدة وأخرى وصلت إلى القوائم الطويلة سابقا، وتحتفي الجائزة بهذه الأسماء جميعها لدورها في إثراء الأدب العربي.
من جهته، أثنى وزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي على الجائزة العالمية للرواية العربية، وبدورها في تحفيز الإبداع الروائي العربي، قائلا إنها تشكل لحظة ثقافية قوية بإنصاتها للجديد والمتميز في التراكم الروائي العربي. كما توقف عند أهمية المغرب للإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة هذا العام، معتبرا ذلك تأكيدا على وحدة الخريطة العربية، مؤكدا أيضا أن اقتران هذه المناسبة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يشكل قيمة مضافة لهذه التظاهرة الثقافية الدولية.
والجدير بالذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية، هي جائزة سنوية تدار بالشراكة مع جائزة «بوكر» البريطانية وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، ويحصل المرشحون الستة المؤهلون في اللائحة القصيرة على 10.000 دولار لكل واحد منهم، أما الفائز بالمرتبة الأولى فيفوز بخمسين ألف دولار إضافية، ويحصد الكتاب أيضا زيادة في مبيعات كتبهم وإمكانية الوصول إلى جمهور أوسع من القراء في العالمين العربي والعالمي، فضلا عن تأمين ترجمة الكتاب الفائز والعديد من أعمال الكتاب المرشحين في القائمة النهائية.
من جهة أخرى، احتضن أحد فضاءات معرض الكتاب بالدار البيضاء مؤتمرا صحافيا خصص للإعلان عن نتائج دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح للدورة الأولى برسم سنة 2015. وتضم تلك المشاريع المجالات التالية: إنتاج وترويج الأعمال المسرحية، توطين الفرق بالفضاءات المسرحية، تنظيم أو المشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية، الإقامات الفنية وورشات الكتابة والتقنيات، ومسرح وفنون الشارع.
وبلغ مجموع المشاريع التي نالت الدعم 71 مشروعا، بتت فيها لجنة مكونة من: نعيمة المشرقي (رئيسة)، عبد المجيد فنيش، عزيز الفاضلي، رشيد منتصر، بوسرحان الزيتوني، فؤاد أزروال، بشرى أهريش، سعيد الناجي، محمد بنحساين، حفيظة خويي، حكيمة حاتم أعضاء.
الطاهر الطويل
فقد شعرت مجموعة ممن قدموا إلى المعرض من أجل اقتناء كتب فرانكفونية بالإحباط،
ولما هذا الشعور بالاحباط وهم متواجدون بمعرض للكتاب بالدار البيضاء وليس بباريس اذيال ماما فرنسا هم كذلك يريدون حتى الاوكسيجين ان يكون فرنسيا بالمغرب