غزة- “القدس العربي”: لا يُعرف إن كان كشف إسرائيل عن استخدامها طائرات مسيرة في الهجمات الدامية ضد الفلسطينيين، جاء بالمصادفة مع قيامها بالتوقيع على اتفاق لتزويد المغرب بهذه الطائرات، أم أن الأمر مقصود، خاصة وأن دولة الاحتلال كشفت المكشوف في هذه المعلومة، التي سمحت بتداولها من قبل وسائل الإعلام، لمعرفة الجميع سابقا أن هذه المسيرات والطيران الحربي المقاتل استُخدما في كل الهجمات التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
ورغم تيقن الفلسطينيين، بأن إسرائيل تستخدم أنواعا كثيرة من المسيرات في الهجمات ضد قطاع غزة، رفعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية الحظر الذي كان مفروضا على الإعلان عن استخدام جيش الاحتلال لهذه الطائرات لتنفيذ مهام عملياتية.
وقد اعترف جيش الاحتلال للمرة الأولى بأنه يملك طائرات مُسيّرة هجومية، وأنه يستخدمها بالفعل، على الرغم من أن جيش الاحتلال يملك هذه المسيرات منذ 15 عاما على الأقل.
وهذه الطائرات بأنواعها تجوب باستمرار سماء قطاع غزة، وبالعين المجردة يمكن مشاهدة أنواع مختلفة منها وهي تحلق في السماء، ومنها ما هو مخصص للمراقبة والتصوير، وأخرى محملة بالصواريخ، تستخدم كما الطيران الحربي في شن الغارات.
وأعلنت الرقابة العسكرية الإسرائيلية في بيان، بأنه لن يكون هناك مانع من نشر أخبار، حول امتلاك واستخدام الجيش المسيّرات الحربية، وقالت إنها “لا تتوقع أن يضر ذلك بالقدرات العسكرية للجيش أو أساليب عمله”.
ويتردد أن إسرائيل استخدمت هذه المسيرات في تنفيذ هجمات طالت دولا أخرى، من بينها استهداف منشآت في إيران تحتوي على طائرات مسيرة، كما استخدمتها إسرائيل في الحرب ضد حزب الله اللبناني، وكذلك ضد مواقع في سوريا.
ووفقا لتقارير عسكرية، فإن جيش الاحتلال يستخدم بشكل أساسي ثلاث أنواع من الطائرات المُسيّرة لأغراض هجومية، وهي “هيرمز 450” ،المعروفة إسرائيليا باسم “زيك” والتي تُصَنّعها شركة “إلبيت” الإسرائيلية.
كما يستخدم الجيش الإسرائيلي طائرة “هيرمز 900”، والتي تعتبر الطراز الأكبر والأكثر تطورا من “زيك”، بالإضافة إلى الطائرة المُسيّرة من طراز “إيتان” التي تصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI).
وبحسب “القناة 12” الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي وضع مُسيّرة “زيك” في الخدمة منذ سنوات عديدة، وعلى مدى العقد ونصف العقد الماضي، استخدمها الجيش في معظم عمليات الاغتيال التي نفذها في غزة وسوريا.
وهذا النوع من المسيرات، قادر على حمل صواريخ صغيرة ودقيقة، كما أنها قادرة على تعقب مركبات متحركة واستهدافها بدقة.
ووفقا للتقارير، كان آخر استخدام لمُسيّرة “زيك”، عصر الثلاثاء الماضي، في هجوم على موقع لحركة حماس شمال قطاع غزة.
وفي الحروب الأربعة التي شنتها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة، قُتل مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وأدت الهجمات بتلك الطائرات إلى تمزيق جثث الضحايا.
وتعد إسرائيل من أكبر مصدري هذا النوع من الطائرات، بكلا النوعين اللذين يستخدمان في تنفيذ الهجمات، وتلك التي تُستخدم لأغراض الاستطلاع.
ووفق المعلومات، فإن إسرائيل زودت “أنظمة استبدادية”، حول العالم بهذه الطائرات الهجومية، غير أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حرصت على نفي هذه التقارير.
وجاء هذا الكشف الإسرائيلي الأخير، مع الإعلان عن عقد دولة الاحتلال اتفاقا لتوريد طائرات مسيرة إلى المغرب.
وهذه الطائرات من نوع”هاروب”، والمعروفة أيضا باسم الطائرات بدون طيار “كاميكازي” يبلغ مداها إلى 1000 كلم، وتحمل حوالي 20 كلغم من المتفجرات، ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى سبع ساعات، وهي قادرة على تحديد الهدف والغوص والانفجار عليه.
وذكرت تقارير عبرية أن زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي إلى المغرب، تهدف إلى دفع المبادرات العسكرية بين البلدين لعام 2023، فضلا عن تعزيز التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات، وتطوير الأسلحة ونقل المعرفة والأسلحة.
وكانت التقارير العبرية ذكرت أن الصناعات الجوية الإسرائيلية، تلقت 22 مليون دولار من المغرب في إطار صفقة تضمنت بيع طائرات “هاروب” الانتحارية.