طرابلس-“القدس العربي”: تحدث وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني عن الوجود المستمر للمرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا ، وذلك خلال جلسة استماع أمام لجنتي الخارجية والدفاع المشتركتين بمجلسي النواب والشيوخ حول المهمات الدولية .
وقال غوريني إن وجود المرتزقة ما يزال يثير القلق على صعيد السياسة الدفاعية، حاله كحال الجمود السياسي المؤسساتي الجديد، الذي يمكن أن يكون نذير صراعات واشتباكات جديدة بين الفصائل المختلفة المتواجدة على الساحة.
وأضاف الوزير غويريني، أنه بالرغم من تميز هذا البلد بحالة عدم الاستقرار، فإن التزامنا العسكري مستمر على عدة جبهات مع مهمة الدعم ، والمهام البحرية على الصعيد الوطني، و”إيريني” في سياق الاتحاد الأوروبي.
ووصف غويريني ليبيا بأنها محطة حقيقية لظاهرة عدم الاستقرار والاتجار غير المشروع بالبشر الذي ينطلق من منطقة الساحل.
وأشار الوزير القيادي في الحزب الديمقراطي بإيطاليا،إلى أن القضية الليبية تتصدر قلب العمل الاستباقي لوزارته، مبينا أنه خلال الاجتماع الحكومي في أنقرة مؤخرا، مثلت ليبيا محور الاهتمام في المحادثات مع نظيره، الوزير أكار، موضحا أنهما اتفقا على سبر مجالات التعاون الممكنة لدعم القوات المسلحة الليبية، في أقرب وقت تسمح به الظروف.
وفي ذات السياق أوضح وزير خارجية إيطاليا، لويغي دي مايو أن استقرار ليبيا يعني استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط، معتبرًا أن تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا سيكون أمرًا بالغ الأهمية ومعبرًا عن قلقه من الوجود الروسي في البلاد.
وخلال إحاطة برلمانية شدد دي مايو على أن ليبيا ستمثل دائمًا إحدى الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية الإيطالية، كمحاور طبيعي في البحر الأبيض المتوسط، وفق وكالة الأنباء الإيطالية نوفا .
وحول تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، أوضح دي مايو إن هذا التعيين سيكون أمرًا بالغ الأهمية، ومن المهم كذلك إدارة الفترة الانتقالية بعد انتهاء مهام مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز إلى غاية تعيين مبعوث جديد.
وتابع أن وزير الخارجية الجزائري الأسبق، صبري بوقادوم أحد الأسماء المرشحة لخلافة وليامز، وقال بالنسبة لإيطاليا من الضروري أن يكون المبعوث الخاص على دراية كاملة وقادر على التوسط بين الأطراف.
وأضاف وزير الخارجية الإيطالي أن الانقسام الجديد بوجودحكومتين متوازيتين في البلاد يعرض المشاريع الإيطالية للخطر ولا يبسط العلاقات مع ليبيا، وأردف أن المساعدة المقدمة إلى السلطات الليبية بهدف تعزيز مراقبة الحدود، ومكافحة الاتجار بالبشر تظل محورية.
وشدد على أن المجتمع الدولي ملتزم بقيادة الأمم المتحدة بتجنب مخاطر المزيد من التشرذم الاجتماعي والمؤسسي والحفاظ على التقدم فيما يتعلق بالاستقرار والتعاون مع ليبيا.
وخلص دي مايو إلى أنه يتعين على إيطاليا أن تلعب دورًا رائدًا أيضًا فيما يتعلق بإجراء الانتخابات.
وأعرب رئيس الدبلوماسية الإيطالية عن القلق من الوجود الروسي خاصة من خلال مجموعة فاغنر، وقال أود أن أضيف أن وجود المرتزقة الروس في ليبيا من مجموعة فاغنر، الذي يستفيد من الدعم اللوجستي للطيران الروسي، لا يزال يمثل عاملاً من عوامل عدم الاستقرار للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي ولمنطقة البحر الأبيض المتوسط بأسرها، وكذلك في ضوء تغلغل موسكو المتزايد في منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى .