التهديد بثورة السجون تردع السجان الإسرائيلي

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة -«القدس العربي»: تثبت التجارب على الأرض، أن تصعيد الحركة الأسيرة ضد الاحتلال، باستخدام أداة الثورة الوحيدة المتوفرة لدى الأسرى وهي الأمعاء الخاوية، قادرة على إجبار الاحتلال على التراجع والانصياع لمطالب المعتقلين المشروعة، وخاصة إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وذلك بعد أن تمكن الأسير رائد ريان من انتزاع قرار بإنهاء اعتقاله الإداري، بدعم من زملائه الذين خاضوا إضرابات إسنادية، فيما يواصل زميله خليل عواودة طريق المعركة، وهو يرقب النصر في أي لحظة.
ولا يزال الأسير ريان الذي انتزع قرارا بعدم تمديد اعتقاله الإداري بعد انتهاء فترة محكوميته الحالية، يعيش مرحلة الاستشفاء من آثار الإضراب الطويل الذي خاضه على مدار 113 يوما، لم يتذوق فيها الطعام، وهو موجود في “عيادة سجن الرملة” يتلقى بعض المدعمات والأدوية اللازمة لشفاء جسده الهزيل، مع قليل من الأطعمة، التي تهيئ أمعائه لاستقبال الطعام بكميات أكبر في المرحلة اللاحقة.
وكان ريان (28 عاما) علق مساء الخميس الماضي، إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، مسجلا انتصارًا جديدًا بإرادته وإصراراه على الاستمرار ومواجهة جريمة الاعتقال الإداري.
وقد عانى الأسير ريان من تراجع ملحوظ في صحته حيث يشتكي من آلام في كافة أنحاء جسده وعدم وضوح في الرؤية، وهزال وتعب شديد، وبسبب إضرابه كان لا يستطيع النوم إلا لفترات قصيرة جداً وكان يشعر أنه يرغب بالتقيؤ، ويشتكي أيضا من تشنجات بالأيدي والأرجل ويتنقل على كرسي متحرك.
وجاء انتصار ريان هذا، بعد موجة احتجاجات كبيرة شهدتها السجون الأسبوع الماضي، تمثلت بوضع الأسرى لبرنامج إسنادي لهم، اشتمل على خطوات احتجاجية، كانت مقدمة لـ “ثورة سجون” جديدة.
وبعزيمة ترقب النصر القريب، يواصل زميله خليل عواودة، معركة الأمعاء الخاوية، متحديا إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وأفعالها ضده، والتي تهدف إلى إجباره على وقف الإضراب، حيث يقترب هذا الأسير من دخول شهره الثاني في إضرابه الجديد، الذي يخوضه بعد أن جمد إضرابه الأول الذي استمر 111 يوما، لعدة أيام فقط، ما يعني أنه يخوض حاليا إضرابا دخل الشهر الخامس، على فترتين متقاربتين جدا.
وقد عاد هذا الأسير لإضرابه وهو في مرحلة الاستشفاء من الإضراب الأول، رغم مرضه الشديد بعد أن نكثت سلطات الاحتلال بوعدها بالإفراج عنه حسب الاتفاق.
آخر الأخبار التي نقلها فواز الشلودي محامي هيئة شؤون الأسرى عن حالة الأسير عواودة، أشارت إلى أنه يعاني من هزال واضح وصعوبة في الكلام، كما يشتكي من آلام حادة في مختلف أنحاء جسده وفقد الكثير من وزنه ويتنقل على كرسي متحرك.
ويقول الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه إن سلطات الاحتلال ثبتت أمر تجديد الاعتقال الإداري للمعتقل عواودة (40 عاما) لأربعة أشهر، قابلة للتجديد لعدة مرات.
وكانت قيادة الحركة الأسيرة، تدخلت بسبب تهميش سلطات الاحتلال ملف الأسرى المضربين، بعد أن التقت بالأسيرين وهما على سرير العلاج، وحذرت من وقتها سلطات الاحتلال بالمواجهة، من خلال برنامج إسناد نضالي، يهدف للضغط على إسرائيل حتى إنهاء اعتقالهم.

تهديد بثورة السجون

وتلا ذلك أن دخل عشرات الأسرى خوض إضرابات إسنادية، للمضربين عن الطعام، رغم المضايقات التي يتعرضون لها من قبل سلطات الاحتلال، لثنيهم عن مساندة زملائهم، ونصرتهم في معركتهم، وقد حملت هذه الإضرابات رسائل تحذير بأن القادم سيكون أوسع من حيث المشاركة والفعاليات، التي قد تصل لحد التمرد والثورة على كل قرارات السجان، تحت شعار انتزاع الحرية وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري القاسية، التي لا تعتمد على أي تهم، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.
وقد اتهمت الجبهة الشعبية سلطات الاحتلال بالإمعان في سياسة التنكيل والتعذيب ضد الأسرى، وأكدت أنه انطلاقاً من هذا التصعيد الخطير، ولمواجهة هذا الصلف “كان لابد من شحذ سيف معركة الجوع، كخيار أخير في مواجهة التعنت والصلف الصهيوني”.
ويؤكد نادي الأسير أن خطوات الأسرى تأتي كمحاولة جديدة في إطار محاولات سابقة لحل قضية المعتقلين المضربين، خاصّة في ظل حالة التعنت المستمرة من قبل أجهزة الاحتلال على مدار الشهور الماضية، بما رافقها من عمليات مماطلة وتسويف وضغوط واجهها المعتقلان، معتبرا أنّ جملة المخاطر التي باتت واضحة على مصير المعتقلين، تتطلب مستوى إسناديا يليق بتضحياتهم المتواصلة.
ومع تفاقم وضعهم الصحي حذرت الفصائل الفلسطينية، من استمرار السياسة الإسرائيلية الانتقامية ضد الأسرى، وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش “إن استشهاد أي أسير يستدعي ردا من المقاومة بكتائب سرايا القدس في الضفة، وجيشها بغزة، بجوار اخواننا في فصائل المقاومة”.
ويأتي ذلك في وقت يواصل من يريد من المعتقلين الإداريين مُقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، وذلك في إطار مواجهتهم سياسة الاعتقال الإداري، حيث من المقرر أن يشرعوا في خطوات الإضراب عن الطعام في شهر ايلول/سبتمبر المقبل، حال لم تستجب سلطات الاحتلال لمطالبهم.
والاعتقال الإداري يتم بدون تهمة، ويتذرع الاحتلال وإدارات المعتقلات، بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التُهمة الموجهة إليه، وغالبًا ما يتعرض لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أو ستة أشهر أو ثمانية، وتصل أحيانًا إلى سنة كاملة.

معاناة المرضى

إلى ذلك لا تزال سلطات سجون الاحتلال تمعن في انتهاك الأسرى المرضى طبيا، وتستهدفهم بشكل واضح وصريح عبر تجاهل أوضاعهم الصحية والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أمراضهم، بشكل يتنافى مع كافة القوانين الدولية.
ومن أبرز الحالات التي أشارت إليها مؤسسات الأسرى هي حالة الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد، الذي يعاني من وضع خطير جدا، والأسير الجريح باسم النعسان (27 عاما) من بلدة المغير شرق مدينة رام الله، الذي يواجه ظروفا صحية صعبة في السجون، بسبب إصابته البالغة قبل اعتقاله على يد جيش الاحتلال.
ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4500 أسير فلسطيني، منهم 600 مريض، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية