مدينة الباب شمال سوريا: غضب شعبي يجبر الشرطة على الإفراج عن شاب انتقد تصريحات جاووش أوغلو عن «دعم الأسد»

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي» : تحت تأثير الضغط الشعبي، أفرج جهاز الشرطة في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، عن شاب جرى اعتقاله بسبب انتقاده تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، التي تحدث فيها عن استعداد أنقرة لتقديم الدعم السياسي للنظام السوري في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لتعيد الحادثة الحديث عن الانتهاكات التي تُسجل في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية.
وكانت شرطة مدينة الباب قد اعتقلت السبت الشاب حمود الرجب بعد انتقاده على تطبيق «واتساب» تصريحات جاووش أوغلو، قبل أن تضطر إلى إطلاق سراحه تحت وطأة الضغط الشعبي بعد احتجاجات في الباب هاجمت تصريح الوزير التركي. وقال والد الشاب إن دورية مؤلفة من 3 سيارات داهمت محله وأهانت ابنه وضربته، وقاموا بدفعي دون النظر إلى كوني رجلاً كبيراً في السن. وأضاف الرجل في حديث مصور نشر على وسائل التواصل أن ابنه لم يرتكب أي جريمة، وتهمته انتقاد تصريحات وزير الخارجية التركي بشأن دعم نظام الأسد بحجة محاربة الإرهاب.
وكان جاووش أوغلو، قد أكد أن بلاده ستقدم كل أنواع الدعم السياسي لنظام الأسد في مواجهة «قسد»، وتابع: «من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين». وأفاد شهود لـ«القدس العربي» من مدينة الباب، بأن الشرطة اتهمت الشاب بإدارة صفحات على مواقع التواصل وظيفتها نشر الشائعات، وأشاروا إلى حالة الغضب والاستياء التي عمت مدينة الباب. واستنكر معارضون في بيان اعتقال الشاب مؤكداً «إن للثورة مبادئ وخطوطاً حمراء لا يمكن لأي مؤسسة أو شخص تجاوزها أو التفكير بالتعدي عليها، فتلك المبادئ قد انتزعها الثائرون بحق الدم، وتحملوا على إثرها الجوع والقتل والتهجير والتشريد والقصف».
واعتبر البيان أن ما قام به بعض عناصر الشرطة المدنية من الاعتداء على عائلة الشاب حمود الرجب أثناء اعتقاله بطريقة تعسفية أمر يخالف المطالب التي خرجت من أجلها الثورة، ويتطلب ذلك محاسبة عناصر الدورية. وربط أحد أقارب الشاب بين حادثة الاعتقال والاحتجاجات التي شهدتها مدينة الباب الرافضة لتصريحات جاووش أوغلو. وأضاف لـ«القدس العربي»، أن الشاب كان من بين المشاركين في المظاهرة، الأمر الذي أغضب «الجيش الوطني» حليف تركيا.
والجمعة خرج عشرات المحتجين في الباب بمظاهرة طالبوا السلطات التركية بالتراجع عن التصريح. وقال عدنان نجار وهو من الباب، إن «الحرية أساس الحياة الكريمة ولا نرى أن المسؤولين الأتراك يوافقون على كم الأفواه لكن هناك من هو ملكي أكثر من الملك». أما صفوان حمزة فكتب على «فيسبوك»: «يتكلمون عن المبادئ وهم لا يعرفونها ولا يعرفون النشوة إلا إذا طبقوا إجرامهم الذي تربوا عليه من أسيادهم في فروع الأمن بعد ما فعلوا فعلتهم لا يفيد الكذب وإصدار بيانات».
وانتقد الصحافي عقيل حسين، اعتقال الشاب، قائلاً: «في مدينة الباب يطلق سراح شبيح قاتل مقابل 1500 دولار، ويعتقل مواطن بسبب انتقاده وزير خارجية تركيا، ثم يقولون عن الناشطين والاعلام الناقد ثورة مضادة وتيار هدم، لم يهدم في بنيان الثورة مثل معولكم، وتحية للناشطين في الجزء المحرر القابضين على جمر الحرية رغم لهيب النار».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية