طرابلس ـ «القدس العربي»: مع تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا، فضلا عن تصاعد الصراع حول السلطة والانقسام الذي استشرى عقب تعيين حكومتين بدلا عن واحدة ، لا يزال المجتمع الدولي عاجزا وبشكل واضح عن اتخاد قرارات مصيرية في ما يتعلق بالمبعوث الأممي الجديد لليبيا، بل اكتفى فقط بتجديد ولاية البعثة لمرات متتالية دون البت في إي قرار جديد يخصها، حيث قرر مجلس الأمن الدولي الجمعة تمديد ولاية البعثة الأممية لمدة ثلاثة أشهر، أي حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وأهاب القرار بالأمين العام أنطونيو غوتيريش، أن يعيِّن على وجه السرعة ممثلًا خاصًا له. كما طلب إلى الأمين العام أن يقدم إلى مجلس الأمن كل 30 يومًا تقريرًا عن تنفيذ هذا القرار.
وقالت الأمم المتحدة الجمعة، إنها تحاول تسمية شخص موقت في أسرع وقت ممكن للقيام بنوع المهمّات التي تقوم بها المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بالشأن الليبي، ستيفاني وليامز التي تغادر منصبها نهاية تموز/ يوليو.
وأردف نائب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق قائلا ليس لدينا أحد لتسميته الآن، إلا أن الناطق الأممي قال للصحافيين خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا موجودة، والشخص الذي يتولى المسؤولية هو ريزدون زينينغا، وسيظل هو المسؤول إلى حين تسمية شخص آخر .
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مغادرة ستيفاني وليامز منصبها، قائلا “لقد قامت بعمل مذهل، وفي الحقيقة، نحن في الأمم المتحدة كنا نأمل في إمكانية تمديد مدة (عملها) أكثر من نهاية شهر يوليو، ولكن كما تبيّن فإن لديها التزامات أخرى”.
وتحدث فرحان عن وجود نقطة نهاية لعملها مع الأمم المتحدة، موضحا سنواصل البحث عمّن يخلفها مع البناء على إنجازاتها، وأنتم تعلمون علم اليقين القدر الهائل من العمل الذي قامت به لضمان أن تكون لليبيا مؤسسات موحدة، وأن تعمل هيئاتها معًا .
وتابع أنه ستظل هناك تقلبات في تلك الجهود، لكن وليامز فعلت كل ما يمكن لأي شخص أن يفعله في محاولة لإيجاد الحلول، على حدّ تعبيره.
وعُيِّنت وليامز مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 2021، وكانت قد عملت ممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الفترة بين 2020 و2021، ونائبة الممثل الخاص للبعثة في الفترة بين 2018 و2020.
وعقب ذلك قالت المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بالشأن الليبي، ستيفاني وليامز في تصريح جديد لها إن الطبقة السياسية في ليبيا انتهازية، موضحة أن عملها على الملف الليبي منذ 4 سنوات ونصف العام، مكنها من وصف الطبقة السياسية في ليبيا بأنها انتهازية وتتبع مصالحها الخاصة .
وتابعت وليامز أنها حذرت الجميع بعد إلغاء الانتخابات من أن الطبقة السياسية ستلعب لعبة الكراسي الموسيقية بدلا من إعادة توجيه البلاد إلى مسار الانتخابات، وأنها ستأخذ تلك الكعكة وتوزعها بين أفرادها.
وأكدت وليامز على أن التظاهرات التي اندلعت في ليبيا قبل أسابيع، كانت ردة فعل تجاه عدم قدرة الطبقة السياسية على الاتفاق على الإطار الدستوري وإعادة البلاد إلى مسار الانتخابات، قائلة هذا ما دفع الشعب الليبي للخروج للشوارع ومطالبته الطبقة السياسية بشكل سلمي بأن تصغي إليه .
والخميس حث مجلس الأمن المؤسسات السياسية الليبية ومن وصفهم بـأصحاب المصلحة الرئيسيين، على الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن في جميع أنحاء البلاد من خلال الحوار والتسوية والمشاركة البناءة، بطريقة شفافة وشاملة.
وضمن المجلس في قراره رقم 2647 الصادر الخميس التدابير المنصوص عليها في القرار 1970 لسنة 2011، بصيغتها المعدلة بالقرارات اللاحقة، والتي تنطبق على الأفراد والكيانات الذين تحدد لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة أنهم يشاركون أو يقدمون الدعم لأعمال تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا أو تعرقل أو تقوض استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة أو تقويض الانتخابات .
وأشار القرار رقم 2647 الى الوضع السياسي والأمني الحالي في ليبيا، وركز على ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء والشباب وممثلي منظمات المجتمع المدني في الأنشطة واتخاذ القرارات المتعلقة بالتحول الديمقراطي.
وتعليقا على بداية عام هجري جديد عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن تمنياتها بأن يتمكن الليبيون من ممارسة حقوقهم السياسية في انتخاب من يمثلهم خلال العام الهجري الجديد.
وتحدثت البعثة عبر حسابها على تويتر قائلة” بحلول العام الهجري الجديد، تبعث بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أطيب الأمنيات لكافة أبناء الشعب الليبي العزيز، راجيةً أن يحمل هذا العام معه بشائر الخير وأن يتمكن فيه الليبيون من ممارسة حقوقهم السياسية في انتخاب من يمثلهم بما يحقق الرخاء والاستقرار والازدهار في عموم ليبيا”.
كما هنأت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، الليبيين لمناسبة العام الهجري الجديد، وقالت عبر حسابها على تويتر أتمنى أن يحمل العام الهجري الجديد كل معاني وقيم الخير والسلام والاستقرار في ليبيا. كل عام والشعب الليبي الكريم بألف خير وسلام .