لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا أعده ريتشارد أسيشتون من لاغوس في نيجيريا قال فيه إن الولايات المتحدة عادت إلى القارة الإفريقية، مستخدمة قوتها الناعمة لمواجهة كل من التأثير الروسي والصيني. وأشار إلى جولة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في عدد من دول القارة ورغبته في إظهار التغير بالموقف الأمريكي. وفي مؤتمر صحافي ببريتوريا قال إن “الولايات المتحدة لا ترغب بإملاء خيارات إفريقية” و”يجب أن لا يقوم أحد آخر بهذا”. وبهذه العبارة حاول بلينكن تقديم جواب حكومته على سؤال واجهها خلال الأشهر الماضية: كيف ترد على التحدي من منافسيها الدوليين بدون الظهور بمظهر المبشر؟
وبلينكن واضح في جولته التي ستشمل ثلاث دول: جنوب أفريقيا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، فهو يريد تقديم سياسة الولايات المتحدة الناعمة لأفريقيا. وتظهر تصريحاته في بريتوريا والوثيقة الصادرة عن البيت الأبيض أن الخطة هي المشي برفق على الحبل الدبلوماسي، ودعم الديمقراطية، التي يؤكد بلينكن أنها الطريق الوحيد للتنمية ولكن القبول بواقع أن الدول الأفريقية لا يمكن دفعها على اختيار أطراف عالميين. وقال بلينكن “تم التعامل مع الدول الأفريقية كأدوات في تقدم الدول الأخرى، بدلا من كونها الصانعة لتقدمها” و”مرة بعد الأخرى، طلب منهم الوقوف مع جانب ضد آخر في صراع القوى العظمى والتي لا علاقة لها بكفاح الناس اليومي”.
ويرى المحللون أن الإستراتيجية تشير إلى تخفيف في الدبلوماسية الأمريكية في أفريقيا وبشروط قليلة مرتبطة بها. ووصل بلينكن، 60 عاما، إلى القارة الأفريقية في أعقاب جولة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث حاول الوزير الروسي الحصول على دعم للغزو الروسي في أوكرانيا. وكذا في أعقاب محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعادة ضبط العلاقات الفرنسية مع غرب أفريقيا وزيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في شباط/فبراير. وإلى جانب حديثه عن الطاقة النظيفة ومرحلة ما بعد وباء فيروس كورونا، فقد أكد بلينكن على عمادين للإستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفريقيا: “الانفتاح والذي يعني قدرة الأفراد والمجتمعات والدول لاختيار طريقها وتشكيل العالم الذي يعيشون فيه”. أما الثاني “فهو العمل مع الشركاء الأفارقة لتحقيق وعد الديمقراطية”. وانتقد شركة فاغنر للتعهدات الأمنية المرتبطة بالكرملين والمتهمة بارتكاب جرائم في الدول الأفريقية.
واستهدفت وثيقة البيت الأبيض الصين حيث قالت إنها “تتعامل مع المنطقة كميدان مهم لتحدي النظام العالمي القائم على القانون والسعي لتمرير مصالحها التجارية والجيوسياسية الضيقة وتقويض الشفافية والانفتاح وإضعاف العلاقات الأمريكية مع الشعوب الأفريقية وحكوماتهم”. ويرى بوب ويكيسا، نائب مدير المركز الأفريقي لدراسة الولايات المتحدة بجامعة ويتووترساند بجوهانسبرغ أن الولايات المتحدة اعترفت بتغير المعيار الذي وضعته كأساس لعلاقاتها مع أفريقيا وأكدت فيه على حقوق الإنسان والديمقراطية وانتقدت فيه الحكومات الديكتاتورية وركزت على مكافحة الإرهاب والعلاقات العسكرية.
وقال إن حديث بلينكن عن الانفتاح “نابع من اعترافه بالعالم المتعدد الأقطاب الذي تعيش فيه دول أفريقيا اليوم وأن لديها عدة فرص للاختيار من بينها”، فبالإضافة للصين وروسيا هناك تركيا والإمارات العربية المتحدة اللتان أقامتا علاقات مع أفريقيا في السنوات الماضية. ولاحظ أن الولايات المتحدة تعكس في استراتيجيتها ما قامت به القوى الأخرى التي تتجنب انتقاد قادة أفريقيا الذين تعمل معهم.
ويقول مايكل شيركن، المحلل السابق لغرب أفريقيا في سي آي إيه والمبرمج الدولي في شركة استشارات 14 نورث استراتيجيز بالعاصمة السنغالية دكار، إن المسؤولين الأمريكيين اكتشفوا أن “من غير المجدي لنا الحوار مع الدول بشأن علاقاتها مع روسيا والصين. وأفضل طريقة للتنافس هي السكوت، وهذا لا يعني التوقف عن القلق من روسيا، ونحن لا نزال مهووسين بهم، والإستراتيجية لا تتحدث عنهم”. و”ربما سخر بوتين من هذا لمعرفته أن هذا صعب وأن لديه الكثير من المزايا علينا. فهو يلعب دور المفسد، ولا يقوم بأي عمل بناء في أفريقيا، بل وأشياء مدمرة”.
ويقول نيك ويستكوت، مدير الجمعية الملكية لأفريقيا والسفير البريطاني السابق في أفريقيا “من المعترف به أن روسيا والصين وسعتا من تأثيرهما، وهذه محاولة ذكية لمواجهة التأثير بدلا من القول: إما معنا أو ضدنا”. وأضاف أن الأفارقة “لا يرغبون بأن ينظر إليهم كتابعين لأحد”.
واهم من ظن في يوم من الأيام لأن الإدارة الأمريكية تهتم بحقوق الإنسان أو الديمقراطية في علاقاتها مع الدول…فلا يجب أن ننسي بأن واشنطن سيدة البراغماتية الضيقة
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا أعده ريتشارد أسيشتون من لاغوس في نيجيريا قال فيه إن الولايات المتحدة عادت إلى القارة الإفريقية، آهاه حلال على الروسي و الصيني بس حرام على أمريكا أنا برأيي يجب على الدول الافريقيه ان يحرروا انفسهم من كل هاته الدول العظمى
مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا
روسيا الصين فرنسا امريكا كلها تبحث عن مصالحها وفقط
اللبيب من لا يلدغ من الجحر مرتين ،فالدول العظمى ليس من السهل التخلي عن كبريائها ،فما هي إلا أساليب وألوان جديدة للحفاظ على مصالحها ونفوذها،