القاهرة ـ «القدس العربي»: بدأ التوربين الثاني لسد النهضة الإثيوبي، توليد الطاقة، في وقت مبكر أمس الخميس، بحضور رئيس الوزراء، أبي أحمد، والرئيسة سهل وورك زودي، ومسؤولين حكوميين كبار.
وهنأ أحمد جميع الإثيوبيين على مساهماتهم المستمرة في مشروع سد النهضة الكبير، مشيراً إلى أن النجاحات التي تم تسجيلها حتى الآن تثبت أن إزدهار إثيوبيا سيتحقق حتماً.
وشكر جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على الإنجاز الناجح للمشروع وفقًا للخطة.
وقال مدير مشروع إنشاء سد النهضة، المهندس كيفلي هورو، إنه تم الانتهاء من أعمال بناء السد بنسبة 95%، لافتاً إلى إنهاء 61% من أعمال التركيبات الكهروميكانيكية.
وأضاف في كلمة له بمناسبة بدأ توليد الطاقة، أن التوربين الثاني في سد النهضة بدأ بالفعل في توليد الكهرباء، مشيراً إلى التخطيط لتوليد الطاقة المستهدفة من سد النهضة، بعد استكماله في العامين المقبلين.
وذكر أن إثيوبيا واجهت العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، على مدار العامين الماضيين.
وزاد: على الرغم من العراقيل التي استهدفت وقف استكمال السد، إلا أن بلاده نجحت في إتمام البناء بالنسبة الحالية، بسبب التعاون القوي بين الشعب والحكومة.
ونشرت وكالة الأنباء الإثيوبية صوراً تعكس جانباً من مراسم تشغيل التوربين الثاني في سد النهضة الإثيوبي.
وكشفت صورة فضائية حديثة التقطت لسد النهضة أن إثيوبيا تمكنت من تخزين كميات مياه بلغت 7مليارات متر مكعب خلال عملية الملء الثالث، التي مازالت متواصلة حتى الآن رغم اعتراض مصر والسودان.
يذكر بأن التوربين الثاني تبلغ طاقته الحالية 375 ميغاوات.
الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، قال إن التخزين الثالث لملء سد النهضة الإثيوبي في طريقه إلى منسوب 600 متر.
وبين، في منشور عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”:”يبلغ تخزين المياه حالياً حوالى 8 مليار متر مكعب، بإجمالي 16 مليار متر مكعب عند مستوى يقترب من 599 متر فوق سطح البحر، ومن المتوقع فيضان المياه أعلى الممر الأوسط في أي وقت”.
وأضاف: “إذا استمر التخزين الثالث يوما أو يومين فسوف يصل إلى منسوب 600 متر فوق سطح البحر ليصبح 9 مليارات متر مكعب، بإجمالي تخزين على مدار الثلاث سنوات الماضية 17 مليار متر مكعب”.
وكانت مصر حذرت في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، من خطورة القرار الانفرادي لإثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة.
ونصت الرسالة التي بعثها وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي، إلى مجلس الأمن الدولي، على أن وزير الري تلقى رسالة حول اعتزام إثيوبيا بقرار انفرادي استئناف ملء سد النهضة الكبير في موسم الأمطار الحالي، والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي للسد.
وحذرت مصر في الرسالة من وجود شقوق تمتد في الواجهة الخرسانية للسد الفرعي المرتبط بسد النهضة الإثيوبي، مؤكدة أن هذا الأمر مثير للجزع بشكل خاص بسبب فشل إثيوبيا في الامتثال لواجب إجراء دراسات الأثر البيئي والاجتماعي الاقتصادي المطلوبة. وتتمسك دولتا مصب نهر النيل، مصر والسودان، بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل سد النهضة لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل وسلامة منشآتهما المائية.
غير أن إثيوبيا ترفض ذلك، وتقول إن السد، الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد، ضروري من أجل التنمية ولا يستهدف الإضرار بأي دولة أخرى.
وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو/ تموز 2021، بعد عام من الملء الأول، بالرغم من رفض مصري سوداني باعتبار ذلك “إجراءات أحادية”.