سيناء كقاعدة للمقاومة

رأي القدس ان ينطلق صاروخ من شبه جزيرة سيناء ويحط في ايلات امس الخميس فهذا تطور سيصيب الاسرائيليين بالرعب، لسببين اساسيين: الاول ان سيناء باتت قاعدة قوية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، والثاني ان الميناء الاسرائيلي الوحيد على البحر الاحمر لم يعد آمنا على الاطلاق. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يبني المستوطنات ويصادر الاراضي، ويقصف قطاع غزة، ويذل الفلسطينيين امام الحواجز وينسف عملية السلام من جذورها، ثم يتوقع ان يقذفه العرب والمسلمون بالورود والرياحين.ليس كل العرب والمسلمين على دين محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض يؤمنون بالمفاوضات ويرضخون للاملاءات الاسرائيلية، ويرون المستوطنات تبنى امام اعينهم في القدس والضفة المحتلتين ويواصلون المفاوضات مع الاسرائيليين وكأن الامور عادية والعملية السلمية تسير في الطريق المأمول، هناك من ينتهج مسارا آخر ويرفض المهانة والاذلال ويعبر عنها بطريقته الخاصة.الحكومة الاسرائيلية بعجرفتها وغطرستها، وقتلها لعملية السلام هي التي تشجع التطرف وتوفر له الذخيرة التي يتطلع اليها، ولعلها تريد تفجير الاوضاع في المنطقة العربية برمتها بمثل هذه الاستفزازات التي تقدم عليها بشكل مستمر وعلى رأسها التغول في الاستيطان.مصر تغيرت، بل العالم كله يتغير ايضا، ونظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي سخر كل امكانات مصر لحماية الحدود مع دولة الاحتلال الاسرائيلي يرقد حاليا على سرير الموت، واركان حكمه في السجون خلف القضبان يواجهون العدالة بتهم الفساد والقتل وتمريغ كرامة مصر وشعبها في التراب. سيناء لم تعد بحيرة هادئة يتجول فيها الاسرائيليون بكل راحة، ويستمتعون بمنتجعاتها الجميلة، ورمالها الذهبية وهم في امان واطمئنان، سيناء تحولت الى ملاذ لكل من يريد ان يقاوم الاحتلال، وليس صدفة ان انبوب الغاز المصري الذي يمر عبر اراضيها الى المدن الاسرائيلية تعرض للنسف اكثر من 13 مرة في اقل من عام.نتنياهو قد يأمر طيرانه بالاغارة على قطاع غزة مثلما يفعل دائما، ويقتل المزيد من الاطفال والنساء ثم يرفض اي تعاطف مع هؤلاء الضحايا والشهداء، او اجراء اي مقارنة بينهم وبين الاطفال اليهود الذين تعرضوا للقتل على يد محمد مراح احد منتسبي تنظيم ‘القاعدة’ في مدينة تولوز الفرنسية. ولكن ارهاب الدولة هذا لن يحمي الاسرائيليين من هجمات اخرى، وما يحمي الاسرائيليين ويحقن دماء الفلسطينيين الابرياء هو السلام فقط، ومن المؤسف ان نتنياهو يريد الحرب ويكره السلام، اللهم الا اذا كان هذا السلام عنوانه الاذعان الكامل لكل شروطه. لا يستطيع نتنياهو ان يرسل قواته لمطاردة المشتبه بهم في سيناء مثلما فعل في اب (اغسطس) الماضي عندما قتلت هذه القوات خمسة من الجنود المصريين، اضطرت بعدها حكومته للاعتذار لنظيرتها المصرية لأول مرة في تاريخها، فالسيادة المصرية خط احمر، وتكرار تلك الجريمة قد يؤدي الى عواقب وخيمة على اسرائيل.زمن الاذعان ولى الى غير رجعة، ومصر الجديدة تختلف كليا عن مصر القديمة، فقد استعادت كرامتها وعزتها، بل كرامة وعزة العرب جميعا.Twitter: @abdelbariatwan

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية