غزة– “القدس العربي”: أكد نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول على أهمية دور المؤسسات الفلسطينية الناشطة على الساحة الأمريكية في التأثير على الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، فيما أكدت رشيدة طليب، عضو الكونغرس، أن ما يعانيه الفلسطينيون من هجمات إسرائيلية يأتي كنتيجة مباشرة لفشل إدارة الرئيس جو بايدن في الدفاع عن حقوق الإنسان ضد “العنصرية والتطهير العرقي”، وطالبت برفض العدوان غير المبرر على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.
وخلال ندوة عقدتها شبكة المؤسسات الفلسطينية الأمريكية، عبر تقنية “زووم” بمشاركة العالول، ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، وعدد من رؤساء المؤسسات والنشطاء على الساحة الأمريكية، شدّد نائب رئيس “فتح” على أهمية التقاطع مع الجاليات العربية والإسلامية، وجميع الداعمين للحق الفلسطيني لـ “زيادة التأثير والضغط على صناع القرار في الإدارة الأمريكية”.
ونقل موقع “دولة فلسطين” تفاصيل الندوة، حيث جاء العالول على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي تقترفها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها إغلاق سبع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، لمنعها من توثيق جرائم الاحتلال.
وأشار إلى الحملة الإسرائيلية الممنهجة ضد الرئيس محمود عباس، وقال “إن القيادة الإسرائيلية تختلق الأعذار للتهرب من الاستحقاقات المترتبة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية التي أقرتها القوانين الدولية ضمن السعي لإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه”.
كما تطرق إلى صعوبة الوضع الراهن على الساحة الدولية نتيجة تغير السياسات الدولية بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، والوضع في أوكرانيا، وقال “بالتالي لم يعد اهتمام الولايات المتحدة منصباً كما السابق على منطقة الشرق الأوسط”.
ودعا العالول إلى تكثيف الجهود الفلسطينية على الساحة الأمريكية وتوحيدها لـ “تشكيل جسم مؤسساتي داعم للموقف الفلسطيني”.
من جهته قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية إن الظروف الفلسطينية الداخلية التي توفرت عقب تصريحات الرئيس محمود عباس في ألمانيا، وردود فعل جميع الفصائل الفلسطينية المنددة بحملة التحريض ضد سيادته، “تتيح مجالا أفضل لإنجاز حوار وطني يهدف لاستعادة الوحدة الفلسطينية”.
وأكد محمد عبد السلام، رئيس شبكة المنظمات الفلسطينية الأميركية، إن الندوة تعد جزءاً من برنامج تثقيفي شهري تنفذه الشبكة لقضايا تهم الجالية محليا وفي الوطن، والتي سيتم فيها استضافة متحدثين من الوطن وآخرين محليين بالتناوب.
وبين أن ندوة الشهر المقبل ستكون حول الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ودور الجالية فيها وكيفية العمل مع الحملات الانتخابية.
وتابع: “شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية تضم تحت لوائها 31 مؤسسة وجمعية ومركزاً للجالية على مستوى الولايات المتحدة، تهدف إلى إيجاد منصة للعمل المشترك بين منظماتها الأعضاء على مستوى أمريكا، وتنسيق العمل في ما يخص القضايا الوطنية الكبرى التي تهم الجالية على المستوى الأمريكي أو القضية الفلسطينية بشكل عام، دون إلغاء حق أي منظمة في إقامة نشاطاتها الخاصة حسب دستورها وبرامجها الخاصة”.
وجاء ذلك في وقت حثت فيه عضو الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاسبة إسرائيل، بعد أن داهمت قواتها وأغلقت مكاتب سبع مؤسسات فلسطينية تعمل في مجال حقوق الإنسـان في الضفة الغربية المحتلة.
وفي بيان أصدرته طليب جاء: “بعد 100 يوم بالضبط على اغتيال الصحفية الأمريكية شيرين أبو عاقلة على يد قناص إسرائيلي، تحركت حكومة الفصل العنصري لإغلاق سبع منظمات لحقوق الإنسان”، وقد دعت أيضا البيت الأبيض للتنديد بهذا العدوان غير المبرر على المجتمع المدني الفلسطيني واتخاذ إجراءات لـ “إجبار إسرائيل على التراجع عن هذا القرار”.
وشددت على أن هذه الأعمال جاءت “نتيجة مباشرة لفشل إدارة بايدن الكامل في الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني ضد العنصرية والتطهير العرقي”، وأضافت “الصمت من قبل بلدنا يتيح المزيد من الموت والعنف، لذا يجب أن نحاسب إسرائيل”.
وأكدت أن المنظمات التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية “تقدم خدمات طبية لعدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، حيث تحرمهم حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية بشكل روتيني من الرعاية لمجرد أنهم فلسطينيون”، وأضافت: “بعض هذه المنظمات يوثق انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأطفال والمدنيين، ولا عذر لأفعال الحكومة الإسرائيلية، بعيدا عن الأكاذيب التي تم اختراعها لتبرير هذا الهجوم السخيف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان”.
وقد انضمت النائبة الأمريكية أيانا بريسلي (ديمقراطية من ماساشوستس) إلى طليب في إدانة مداهمات وتجريم المنظمات الحقوقية الفلسطينية.
يشار إلى أن جيش الاحتلال اقتحم قبل أيام، بأمر من وزير الجيش بني غانتس، مكاتب لسبع مؤسسات أهلية وحقوقية في الضفة الغربية، وهي: (الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين، والحق، واتحاد لجان العمل الزراعي، واتحاد لجان العمل الصحي، واتحاد لجان المرأة الفلسطينية، ومركز بيسان للبحوث والإنماء)، وأغلقها بعد ان استولى على محتوياتها.
وجاءت الخطوة وسط رفض أممي وأوروبي، وتعهدت دول أوروبية عدة بمواصلة العمل مع هذه المؤسسات في الجهود الإنسانية في الأراضي المحتلة، استنادا إلى معلوماتهم التي تؤكد عدم وجود دلائل على تهم إسرائيل لهذه الجمعيات والمؤسسات، بأنها تمول أحد التنظيمات الفلسطينية.
ماداموا متفرقين …فلينصفوا أنفسهم قبل أن يطالبوا بالعدل