اعتبر كثيرون من عشاق كرة القدم ان قرعة دور مجموعات دوري أبطال اوروبا التي سحبت يوم الخميس الماضي، متوازنة الى حد كبير، مع وجود مجموعتي شبه موت، هما المجموعتان الثالثة والثامنة، حيث سيعود الهداف البولندي روبرت ليفاندوسكي المنتقل هذا الصيف الى برشلونة، الى فريقه السابق بايرن ميونيخ الذي تركه بعدما دافع عن ألوانه منذ 2014 وتوج معه هدافاً للدوري الألماني ست مرات في المواسم السبعة الماضية، ومعهما يلعب الانتر في المجموعة ذاتها، لتكون الوحيدة التي حوت ثلاثة أبطال سابقين، علماً أن مجموعة الموت الأخرى (الثامنة) حوت بطلين سابقين هما يوفنتوس وبنفيكا لكن معهما أحد المرشحين بقوة للقب والمدجج بالنجوم باريس سان جيرمان.
لكن رغم توازن قوة بعض المجموعات، الا أن بداية بعض الفرق المرشحة هذا الموسم ليس على أفضل ما يرام، بل ان الموت في دور المجموعات والاقصاء المبكر قد يراودها، خصوصاً اذا استمرت وتيرة العروض المتواضعة للموسم مع تلاحق مباريات دوري الابطال بدون توقف طويل على غرار المواسم الماضية، بسبب اقامة نهائيات كأس العالم في الشهرين الأخيرين من السنة، وسيكون برنامج دور المجموعات مضغوطاً حيث تقام المراحل الست على مدى شهرين. ولهذا فان ليفربول سيعتبر من أبرز الفرق الكبيرة المهددة، فوصيف بطل أوروبا بدأ الموسم الحالي بصورة مخيبة بتحقيق تعادلين وخسارة في أول 3 مباريات في الدوري الانكليزي، ومع وجود اصابات عدة تفوق العشرة في مطلع الموسم، فان فريق يورغن كلوب قد يعاني أمام بطل هولندا اياكس، الذي رغم رحيل عدد من نجومه مثل هالر وغرافنبيرخ وليساندرو مارتينز بالاضافة الى مدربه تن هاغ، الا انه مع نابولي ورينجرز سيشكلون عبئاً على النادي الانكليزي خصوصاً الفريق الاسكتلندي في دربي بريطاني شرس، كون فترة التعافي والاستدراك ستكون محدودة والمباريات لن تقام على فترات متباعدة تسمح بالتعافي. أما المجموعة الثانية فسيكون بورتو البرتغالي وأتلتيكو مدريد أبرز المرشحين للتأهل في مواجهة باير ليفركوزن الألماني الغائب عن مستواه في مطلع الموسم الحالي، وكلوب بروج البلجيكي الذي فقد المزيد من نجومه خلال الانتقالات الصيفية.
وفي مجموعة الموت الثالثة التي حوت 3 أبطال سابقين، سيتجدد الموعد بين برشلونة والبايرن بعدما كانا في المجموعة ذاتها أيضاً الموسم الماضي حين فاز البايرن ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 3-صفر. وستكون المواجهة إعادة أيضاً لربع نهائي 2019-2020 الذي أقيم بنظام التجمع من مباراة واحدة في البرتغال، وحقق حينها النادي البافاري نتيجة تاريخية 8-2 في طريقه الى اللقب السادس في تاريخه، علما ان الاعلام الكتالوني صب جام غضبه على المدير التنفيذي للبايرن أوليفر كان الذي ظهر في مشاهد تليفزيونية وهو يبتسم بثقة بعد الاعلان عن وقوع البارسا الى جانب فريقه، واعتبرته انه «يستحقر» النادي. كما سيعود الهداف البولندي مع ناديه الاسباني الى فريقه السابق في ميونيخ بعدما رحل عنه بخصام، لكن النادي البافاري عزز خطوطه بمواهب من العيار الثقيل بينها النجم السنغالي ساديو ماني من ليفربول والموهبة الهولندي الصاعدة غرافنبيرخ من اياكس وقلب الدفاع ماتيس دي ليخت من يوفنتوس. وفي حين انهما سيكونا مرشحين بقوة للتأهل من المجموعة، فان الانتر الذي استعاد نجمه السابق روميلو لوكاكو من تشلسي، سيحاول تقديم افضل مما فعل في الموسمين الأخيرين المخيبين في المسابقة، فيما سيحدد العائد التشيكي فيكتوريا بلزن هوية المتأهلين بكم الاهداف التي سيتلقاها من كل فريق كما هو مفترض على الورق.
وفي المجموعة الرابعة، لن يكون لدى المدرب الايطالي أنتونيو كونتي أي عذر مع توتنهام في تخطي مجموعة تضم أينتراخت فرانكفورت بطل الدوري الأوروبي والمكافح في الدوري الالماني، وسبورتينغ البرتغالي الذي كالعادة خسر الكثير من نجومه في الانتقالات الصيفية، بالاضافة الى مارسيليا الفرنسي العائد بعد غياب كبير عن المسابقة. وفي المجموعة الخامسة من المفترض ألا يعاني بطل 2021 تشلسي في التأهل، بوجود ميلان بطل ايطاليا الذي يحاول التطور، وبطل النمسا سالزبورغ الذي يحوي دائماً نجوماً رائعين من الشبان وبطل كرواتيا دينامو زغرب صعب المراس.
أما ريال مدريد المتوج الموسم الماضي بلقبه الرابع عشر في المسابقة، فيبدو على الورق أمام مهمة سهلة بعدما جاء في المجموعة السادسة بجانب لايبزيغ الألماني وشاختار دانييتسك الأوكراني (كالعادة) وسيلتك الاسكتلندي التي ستتصارع بينها على البطاقة الثانية. بينما وقع غريمه مانشستر سيتي بطل الدوري الانكليزي في المجموعة السابعة الى جانب إشبيلية الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني وكوبنهاغن الدنماركي، ولا خوف على وصيف بطل 2021 لان اشبيلية ودورتموند ليسا في افضل حاليهما. ووقع أحد أبرز المرشحين للقب باريس سان جيرمان ضمن المجموعة الثامنة بجانب يوفنتوس الإيطالي، ليتواجه بالتالي مع جناحه السابق الأرجنتيني أنخيل دي ماريا المنضم حديثاً الى عملاق تورينو، ومعهما بنفيكا البرتغالي الذي حرم برشلونة من التأهل من دور المجموعات الموسم الماضي، ومكابي حيفا الذي أسسه الفلسطينيون في عام 1913 قبل ان يسرقه المحتلون لاحقاً.
و لماذا اموات أوروبا