«الدياسبورا العربية ـ سرديات ما بعد الربيع العربي»

حجم الخط
0

عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في الأردن، صدر كتاب «الدياسبورا العربية، سرديات ما بعد الربيع العربي» للناقد المغربي أسامة الصغير. يَقع الكتابُ في 120 صفحة من القطع المتوسِّط، ويَضُمُّ أربعةَ فصول دراسية، يَتناول كلُّ فصل منها نموذجا روائيا عربيا في مُرتَكَزَيْن، علاوةً على تركيب عام.
يُعنى هذا الكتاب بالدياسبورا العربية المعاصِرة، عَقِبَ ما صارت تُسَمِّيه الأدبياتُ السياسية «الربيع العربي». لذلك تَجِدُنا نتعامل في هذه الدراسة مع الكُتّاب الروائيين باعتبارهم مُثَقَّفين يَنتمون من حيثُ بلد المَنشأ إلى الذات العربية، بالتالي فعَلَيهم تَقع مسؤوليةُ التعبير عن وعيِ هذه الذات أمام العالم، إنهم بدرجةٍ ما سُفراء الدبلوماسية الثقافية والأدبية، وهم الأصواتُ الناطقة بسُلطةٍ رمزية تُحيل على الجماعة العربية، ولو بمَلامح مُعَيَّنة. نعتمد نماذجَ روائية من خارج الجغرافيا العربية، مُستقرّة في بُلدان الاستقبال، وتَكتبُ بالعربية، لأن المنطقة الحَدَّية الحافِزة الأكثر قدرة على الإنتاج، تَتجلّى وتَتحقّق في الاختلاف الثقافي، كما أن اللغة هي أبرزُ عُنصر للاختلاف الثقافي، لأنها حمّالة المَرجعيات والأنْماط التي تتفاعل بها الذات مع الآخر، إذ تتقاطع هذه الدراسةُ مع مَبحث الصورلوجيا، علم الصورة الثقافية كما تطوّر إليه، خصوصا على يد المفكر الأدبي المقارن دانيال هنري باجو Daniel Henri Pageau، بحيث إن «الصورة هي ترجمة (للآخر) وهي أيضاً ترجمة ذاتية».
إننا نَتبنّى مرجعيةَ التفاعُلات في الخطابات الإنسانية والإثراء المُتبادَل بينها لتخليص الذوات الإنسانية، سواء من مُركّبات التفوق أو من مُركّبات النقص، ذلك أن التاريخ الكوني هو مجموع روافد الثقافات العالمية كلٌّ حسب سياقها ومُمْكِناتها، لاسيما في واقع الثقافة المُعاصرة، ثقافة الدياسبورا الكونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية