الناصرة ـ «القدس العربي»: صدرت عن مركز «مدى الكرمل» سلسلة مقالات لباحثين فلسطينيين وإسرائيليين حول إسرائيل وتحولات الربيع العربي وانعكاساتها عليها، تظهر أن إسرائيل تنظر لها بعيون أمنية وتوظفها اليوم لتبرير إدارة ظهرها لتسوية الصراع وزادت من استعلائيتها.
وفي الورقة الاولى بعنوان «التبادل التجاريّ بين إسرائيل والدول العربيّة على أثر «الثورات العربيّة» يتناول الباحث امطانس شحادة، تأثير التحوّلات السياسيّة في العالم العربيّ على حجم العلاقات التجاريّة بين إسرائيل والدول العربيّة المعلنة والسرية. وتدّعي الورقة أنّ أهداف التجارة بين إسرائيل والدول العربيّة هي سياسيّة أكثر من كونها اقتصاديّة، دون أن يلغي ذلك أهداف الربح الماليّ، وأنّ أيّ تغيُّر سلبيّ في هذه العلاقات لن يؤثّر كثيرًا على الاقتصاد الإسرائيليّ، مشيرا إلى أن هذا ما حصل في مرحلة التحوُّلات في الدول العربيّة المحيطة بإسرائيل، مؤكدا تراجع ميزان التجارة بين إسرائيل وعدد من الدول العربيّة، ولا سيّما تلك التي شهدت تحوُّلات سياسيّة. ويعود هذا التراجع برأيه بالأساس إلى تردّي الحالة الاقتصاديّة وعدم الاستقرار السياسيّ في تلك الدول.
وفي الورقة الثانية بعنوان «التحوّلات العربية والحائط الحديدي الإسرائيلي» يتناول يورام ميتال قراءة القيادة الإسرائيلية للتحول في العالم العربي. ويدعي ميتال أن القيادة الإسرائيلية نظرت إلى التغيير التاريخي الحاصل في الدول العربية من المنظور الأمني فاعتبرته تحدّيًا يضعضع استقرار المنطقة ويضطرها إلى مراجعة جاهزيتها العسكرية وإلى تعزيز جبروتها. ويشير إلى الهزّات التي شهدتها المنطقة في وقت تبوّأ بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة التي قامت على ائتلاف يميني رأى في الأزمتين الخطيرتين اللتين تعصفان بمصر وسورية دليلاً على صواب طريقه الأيديولوجي، وتبريرا لرفضه الانسحاب من الضفة الغربية ومن هضبة الجولان. ويخلص ميتال إلى استنتاج رئيسي مفاده أن السياسة التي ينتهجها نتنياهو والائتلاف اليميني تشكّل نسخة مستحدَثة من مفهوم «الحائط الحديدي» الذي طرحه قبل نحو تسعين عامًا زئيف جبوتينسكي، قائد الصهيونية التعديلية.
أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان «رؤية إسرائيلية للثورات العربية» من اعداد يسري خيزران وتتابع مواقف إسرائيل تجاه التحولات في بعض الدول العربية المحيطة. وتدعي أن أساس ردود فعل إسرائيل تجاه الثورات العربية هو مصالحها ومكانتها الأمنية العسكرية، لذلك لم تكترث كثيرًا للتحول في تونس، كونه لم يشكّل تهديدًا مباشرًا وفوريًّا للأمن الإسرائيلي، لكنّها تابعت باهتمام بالغ وبقلق شديد الثورة في مصر، نظرًا إلى ما تحظى به مصر من أهمية سياسية وأمنية واقتصادية لإسرائيل. ولسبب قلقها من بلوغ البديل الإسلامي الحكم في مصر، لما قد يحمله هذا التحول من إسقاطات على المعادلة الإقليمية القائمة. إلا أن اندلاع الثورة في سورية خفّف برأيه من مستوى القلق الإسرائيلي وبعث آمالا بانهيار «محور الشر» الممتد من طهران إلى بيروت. ويتابع «بدا لهم أن صعود الإسلاميين إلى السلطة في سورية سيعوّض إسرائيل جزئيًّا عن خسارتها بسقوط حليفها المتمثّل بنظام مبارك. وقد عزّزت الفوضى التي ولّدتها الثورات العربية القناعات الأيديولوجية المتأصلة في الفكر الصِّهيوني بضرورة الانعزال عن المحيط، وزاد الاستعلاء الإسرائيلي والادعاء بأنها الديمقراطية الوحيدة والمستقرة في الشرق الأوسط.
ويتناول أمل جمال، في الورقة الرابعة، «قراءة في سيولة القاموس السياسيّ لفلسطينيّي 48 في ظلّ الربيع العربيّ» ويشير لما يصفه بغياب قدرة الاستحواذ على مفردات اللغة السياسيّة التي تشكّل طبيعتها المراوغة دلالة واضحة على عدم قدرة اللاعبين السياسيّين على تكريسها وتثبيتها لصالحهم. التصنيفات التي يتناولها المقال هي إرادة الشعب وحدود الانتماء وجدليّة الولاء ونزعة الخيانة وموضوعاتها السياسيّة والمقاومة كفعل استئناف على فعل تصنيف مدلول المقاومة والاحتجاج وقوّة الجماهير التي تفتقر إلى مركز ذي سلطة تراتبيّة على تحويل انعدام التنسيق إلى مصدر القوّة الأساسيّ للاحتجاجات والتمييز النسبيّ ومحدوديّة الفرص السياسيّة كحالة لَجْم ذاتيّ.
وديع عواودة
إسرائيل جيش لة دولة , ديكتاتورية عسكرية بمقارنتها بالديمقراطيات الحقيقية . الجيش يكرة بطبيعتة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كما هو الحال في أى دولة , لكنه في إسرائيل يحتل ويستوطن ويستحوذ علي مقدرات الدولة والدول الأخرى , ويسحق أعداءة بالداخل والخارج . بعض دول الربيع أصبحت للأسف به تقتدى بة .