“القدس العربي”:
بعد مارغاريت تاتشر وتيريزا ماي، ستصبح ليز تراس -وزيرة خارجية بريطانيا- ثالث سيدة تتولى منصب رئيس الحكومة البريطانية، وذلك بعد فوزها بزعامة حزب المحافظين، خلفاً لبوريس جونسون، والذي تنحى عن منصبه بعد تمرد داخل حكومته.
ليز تراس، البالغة من العمر 47 عاما، هي خريجة جامعة أكسفورد المرموقة. وقد انضمت إلى الحزب المحافظ عام 1996 قادمة من خلفية يسارية (والدها أستاذ جامعي لمادة الرياضيات – ووالدتها مؤيدة لنزع السلاح النووي).
تقول تراس: “كان معظم أساتذتي أكثر يسارًا. شعرت بالإحباط من الصواب السياسي ونقص الصرامة الأكاديمية. أعتقد أن هذا الإحباط هو الذي دفعني إلى حزب المحافظين”.
كانت ليز تراس ذات يوم وسطية مناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتحول إلى يمينية داخل حزب المحافظين، مؤدية بقوة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
راكمت تراس خبرتها انطلاقا من وظائفها المتعددة، حيث كانت عضو مجلس محلي في جنوب شرق لندن، ونائبة في البرلمان في عام 2010، قبل أن تدخل الحكومة بعد ذلك بعامين، حيث تولت حقائب: كاتبة دولة مكلفة بالتعليم، ووزيرة البيئة، ووزيرة العدل، والسكرتير الأول للخزانة، ثم وزيرة الخارجية، قبل أن تصل إلى منصب رئيس الوزراء.
فمن دون مفاجآت، نالت ليز تراس 57 في المئة من الأصوات، في حين نال منافسها وزير المال السابق ريشي سوناك 43 في المئة. ورغم هذا الفوز إلا أن ليز تراس، التي باتت رابع رئيس وزراء من المحافظين منذ انتخابات عام 2015، لا تحظى بالإجماع في البلاد ولا حتى داخل حزبها، لا سيما بسبب ولائها الراسخ لبوريس جونسون، الذي لم تتخل عنه خلال الصيف عندما وجد رئيس الوزراء نفسه محاصرًا من جميع الجوانب وأجبر على الاستقالة.
من ناحية أخرى، فإن معارضيها يرون أنها لا تتحلى بالكاريزما المطلوبة. وكثيرون يعتبرون أن برنامجها الاقتصادي القائم على تخفيض الضرائب والرسوم يعتبر غير متوافق مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة المتحدة، ويفتقر إلى الوضوح.
تصل ليز تراس إلى داونينغ ستريت في أوج أزمة اقتصادية، حيث إن أسعار الطاقة آخذة في الارتفاع، وكذلك الحال بالنسبة للتضخم الذي يرتفع بشكل كبير، كما تتضاعف الإضرابات.
الكل كان يتوقع فوزها، لا لقدراتها القيادية الفذة أو شخصيتها المتقلبة ولكن لحسن حظها أن منافسها هندي بريطاني ومن المستحيل أن ينتخب الإنكليز هندي ليقودهم لا يمكن مع العلم أنه ليس لديهم مشكلة أن يوظفوا الهنود كوزراء في الحكومة ولكن فقط لتأدية الخدمات و العمل دون كلل وإيضا لإستعمالهم ككبش فداء عندما تقع كارثة ما و لكن ليس بوظائف تنفيذية كرئاسة الوزراء. بوريس جونسون أكثر رئيس وزراء استعمل وزراء من الأقليات لخدمته وتنفيذ أوامره وليس بالضرورة لمؤهلاتهم الإستثنائية.
تحليل ممتاز جدا