اشتداد الطلب على «العدالة الاجتماعية» يرشح لحراك في عواصم «الياسمين العربي»… والمراهقة النسوية الفكرية تظلم المرأة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: يخوض الرئيس السيسي معركة مع الوقت لتنفيذ ما يعتبره مشاريع وخططا كبرى ستنقل البلاد من مرحلة العوز إلى بحبوحة الغنى، والاستنغناء عن الأشقاء، غير أن خصومه لا يدعونه يمضي قدما إلى ما يريد فهم يخوضون بحسب رأيه معركة “تشكيك” في كل ما يتم إنجازه من مشروعات طيلة الأعوام الثمانية الماضية، لأجل ذلك يرى السيسي أن المعركة مع معارضي سلطته سوف تستمر وتطول، وقد واجههم قبل ساعات بالآية القرآنية الكريمة “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” مناشدا كتاب وإعلاميي الدولة، أن يبلوا بلاء حسنا في المعركة التي تواجه البلد، محذرا من حالة عدم الاستقرار حال هيمنة الأجواء التي شهدتها البلاد خلال فترة ثورة يناير/كانون الثاني وما تلتها.
وفيما يتوقع خبراء الأرصاد أن الشهور المقبلة ستشهد صقيعا لا مثيل له، يبدو الأمر مختلفا لدى خبراء السياسة، على حد رأي الدكتور عمار علي حسن، إذ “يرون أننا مقبلون على شتاء ساخن جدا، وفي العالم أجمع، نظرا لآثار الحرب التي تجري على أرض أوكرانيا، وما يخلفه المناخ من جفاف هنا وفيضانات هناك، واستمرار الطلب على العدالة الاجتماعية والحرية في كل مكان تقريبا، ولاسيما في بلاد الانتفاضات المجهضة والفقر المتزايد”. وعمت صحف القاهرة أمس الجمعة 9 سبتمبر/أيلول تصريحات الرئيس عن حجم الخسائر التي كبدتها مصر بسبب ثورة يناير وقدرها “450 مليار دولار، وتأكيده على أن سلاح التشكيك في الإنجازات يستهدف حض الناس على اليأس. ومن نشاط مؤسسة الرئاسة: توجه الرئيس السيسي بالتحية والتقدير إلى فلاحي مصر بمناسبة يوم الفلاح. وتابع «خالص تقديري واحترامي لفلاحي ومزارعي مصر في كل ربوع الوطن في يوم عيدهم الذي استعادوا فيه كرامتهم وعزتهم.. لقد ظل الفلاح المصري على مر الزمان يبذل الجهد والعرق وبأعلى صفات التفاني والإخلاص لتحقيق الأمن الغذائى للدولة». وتابع الرئيس «ستظل توجيهاتي المستديمة للحكومة ببذل كل الجهود الممكنة لدعم الفلاح، وتوفير سبل الحياة الكريمة له ولأسرته والارتقاء بحياتهم المعيشية، وتعزيز دخلهم وزيادة أرباحهم، وتقديم حوافز مالية إضافية لتوريد إنتاجهم من المحاصيل»..
ومن أبرز التقارير الأمنية: أعلن طارق العوضي المحامي بالنقض، عضو لجنة العفو الرئاسي، أنه سيتم قريبا الإفراج عن 33 من المحبوسين احتياطيّا، وذلك بعد استيفاء إجراءات خروجهم من الجهات المختصة… ومن التصريحات المعنية بالمناخ: قال المبعوث الرسمي للرئيس الأمريكي لشؤون المناخ، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، إن الجهود المصرية بشأن ملف المناخ ستنعكس بالإيجاب على العالم أجمع والدول الأوروبية، بعد السيطرة على الانبعاثات في مصر. وأضاف أن المؤتمر الدولي لقضايا المناخ في شرم الشيخ، الذي ينعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على أرض شرم الشيخ، يساعد في تكثيف الجهود الدولية في هذا الملف دون أي تشتيت. واستكمل: أجريت جولات في فيتنام ودبي والمملكة المتحدة وأفغانستان، من أجل شحذ الجهود والتوصل إلى نموذج جيد من أجل البدء في التطبيق.
الرضاعة بكم

رسالة من سيدة محترمة إلى الدكتورة هبة قطب والسيدة الفاضلة نهاد أبوالقمصان نقلها جلال السيد في “الأخبار”: تقول السيدة في رسالتها مستنكرة التصريحات التي ظهرت أخيرا عن حقوق المرأة، إن السيدة فاطمة بنت الرسول سيدة نساء أهل الأرض وسيدة نساء الجنة وبنت النبي أشرف خلق الله، كانت تخدم سيدنا علي زوجها وتدور الرعي وتطحن الحبوب وتكنس وتغسل وتهتم بفرش سيدنا علي، وكانت من كثرة عمل البيت يدها تتشقق، ولما اشتكت للنبي من تعبها وطلبت منه تأجير خادم لها النبي رفض وعلمها بعض الأدعية. وتستطرد السيدة في رسالتها لماذا تظهر علينا بعض الأصوات، وكأنهم نصبوا أنفسهم وكلاء عن المرأة وبيفتوا بلا علم. المرأة بتخدم زوجها وهي مبسوطة وفرحانة وفي غاية السعادة، بتنزل مع زوجها تجيب طلبات بيوتنا ونشوف لحظات سعادة على وش أزواجنا وأولادنا وجلوسنا في وسطهم أغلى عندنا من أي شيء آخر، الستات بتعمل كدة حب مش جبر، وعن طيب خاطر مش غصب عنها لأن الست عملها أن تزرع الحب والدفء داخل البيوت وتوجه السيدة الفاضلة في رسالتها إنذارا للسيدات أوعوا تصدقوا هذه الدعوات الكاذبة المضحكة مثل أن ترضيع الطفل بثمن يدفعه الزوج، اوعوا تصدقوا الدعوات الكاذبة والكلمات المزيفة التي كانت سببا في خراب البيوت وهدم الأسر.. وتقول السيدة لما تسألوا مارلين مونرو أشهر ممثلة في العالم التي ماتت منتحرة، أيه رأيك في الشهرة قالت لهم نصيحة مني لكل بنت اوعوا يضحكوا عليكم أنا ماكنتش أتمنى غير أسرة مستقرة وزوج وأولاد أخدمهم وأعيش بينهم.. إن خدمتنا في بيوتنا شرف لكل امرأة وبناخد عليه أجر الجهاد وبنربي ونرضع أطفالنا ونفطمهم بعد عامين، زي ربنا ما قال سبحانه وتعالى إننا نخدم ازواجنا كما يخدموننا، ويبذلون جهدهم من أجلنا. لا أجد كلمات عبرت عن المرأة المصرية مثل كلمات تلك السيدة التي رأت أمها تحتضن أطفالها وتشقى وتتعب من أجل راحتهم.. وتخدم زوجها إيمانا واعترافا بأن العلاقة الزوجية علاقة حب وتعاطف وحنان بين اثنين تراضيا بأن يؤسسا منزلا يخرج من خلاله أطفال ورجال صالحون.. وهكذا تستمر الزيجات وتنجح الأسر في خلق أجيال وأجيال يسودها الحب، ولا تعرف الأفكار السيئة التي تنادي بأن يكون للرضاعة ثمن وللطبخ فاتورة.

سي السيد سابقا

هل لا يزال الرجل المصري سيدا في بيته؟ سعى محمد حسن الألفي للإجابة على السؤال في “فيتو”: ربما كان طرح السؤال بهذه الطريقة المباشرة مؤذيا ومستفزا ويفتح على الكاتب أبوابا من المجادلة فيها من التجريح والاستنكار أكثر مما فيها من الحجة والرد عليها، لكن لا بأس أن نتحمل تبعات النقاش العام على أن نلتزم الصمت، متجاهلين ظواهر اجتماعية عديدة، تضغط على البيت المصري، ضغطا يعكس عمق الأزمة الاجتماعية التي بسببها نشهد تحولات كبيرة ومخزية في علاقة من أطهر وأقدس العلاقات، وهي العلاقة الزوجية. من المفيد في التحليل العلمي والبحث في جذور المشكلة تحديد نوع المشكلة وحجمها، وأصل المشكلة هنا تعريف السيادة. سيادة الدولة غير سيادة الزوج، غير سيادة المدير. سيادة الزوج ليس جلوسه على العرش متربعا، ولا متسلطا، ولا اعتبار من في البيت عبيده ورعيته، بل هم أهله وناسه وأصله، ومن ثم فإن المقصود بأن يكون الرجل سيدا في بيته هو توقيره واحترام كلمته الصائبة، والحفاظ على هيبته، وخلق مرجعية له عند أولاده، وبالطبع فإنه لن يحصل على هذه المكانة ما لم يحترم نفسه أولا، وما لم يحترم زوجته أولا أيضا، وما لم يحترم دوره الحقيقي كسلطة أبوية غير غاشمة، بل متعقلة متفهمة. كل ما ذكرناه أعلاه هو المفروض نظريا، وكل ما نعانيه من تآكل سيادة الأب في بيته هو الواقع. الواقع يقول إن الزوج أو الأب لم يعد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ولم يعد صاحب القرار، بل هنالك منازعة وهنالك مشاركة، المنازعة باب من أبواب رفض السلطة داخل الأسرة تتزعمها الزوجة، أو ولد متمرد، يلقي التشجيع ولو بالسكوت وعدم المؤاخذة من جانب آخر.

حرب زوجية

يرى محمد حسن الألفي أن المنازعة رفض لدور الرجل في بيته من جانب زوجة متسلطة، أو عنيدة أو مظلومة أو متمكنة ماليا. الواقع يقول إن الأب والزوج لم يعد موضع الاهتمام الكافي بقدر ما هو موضع الفحص والتمحيص، وتعدد المطالبات لحد الإرهاق، رغم إدراك كل الزوجات أن العالم بأسره في أزمة مالية طاحنة. الواقع يقول إن الندية خلقت في سفينة البيت رأسين، وإن الندية نجمت عن تزايد الدور المالي للزوجة في نفقات الأسرة طوعا أو تنازلا على مضض أو غصبا. في الحالات الثلاث، طوعا أو تنازلا أو غصبا، لن يسلم الزوج من رد فعل، سواء تأففا أو صوتا محتجا أو منازعة ومعايرة ومباكتة، ومع تزايد الدور التمويلي للزوجة تبدأ مرحلة المقايضة، ويصحب ذلك كله انحسار سلطة الأب، وخفوت صوته، والتماسه كهوف الصمت، وشيئا فشيئا، يتدهور الحال به نفسيا ويدخل مرغما خانة رد الفعل، لأن الفعل صار بيد الزوجة. بيوتنا الآن على شعرة، بسبب ضعف الدخل للرجل، وهذا أمر يصعب احتماله، فالبيوت لا تدار بالحنية، بل بالجنيه، تدار بكفاية الرجل لبيته، وأن يقدر على إعالته، وأن يملأ عين زوجته بتمام مسؤوليته عن طلباتها المعقولة. الوضع الحالي وضع البيت المصري في حالة عصبية عنيفة، الشجار والمنازعات والعصيان مفردات يومية. الطرفان في حرب، لم تعد حرب سيادة، بل حرب إعاشة وتبديل أدوار.. بالطبع هنالك زوجات صابرات يتحملن ويدبرن.. لكن إلى متى؟

ضحايا الفتاوى النسائية

ليس ببعيد عن الفتنة الزوجية ما نددت به دينا شرف الدين في “اليوم السابع”: صراع دائر هنا وهناك ما بين دعوات محرضة على العصيان وأخرى متطرفة دينيا، وبين هذا وذاك تكمن مسببات تشتيت وتفكيك شمل الأسرة المصرية، وزرع الشقاق بين الزوج والزوجة، بما يحمل المجتمع تبعات سلبية جديدة لهذا الخلاف، لم نكن بحاجة إليه الآن، في ظل هذه الموجة المتصاعدة من حالات الطلاق. فبعد أن غرق المجتمع في الجدال حول تعدد الزوجات بمؤيديه ومعارضيه، بغض النظر عن صحة ما يختلفون حوله حسب الشرع والقانون، وما نشب من صراعات بين مؤيدي ومعارضي قوانين الأحوال الشخصية المطروحة لإنصاف الزوجة من بعض ما تتعرض له من ظلم، وبعد ما غرق به المجتمع من عنف أدى إلى القتل في بعض الأحيان بين الزوجين، وأيضا الحبيبين حال ترك أحدهما الآخر. طلّت علينا من جديد تلك المهاترات والمعارك التي انقسم فيها المجتمع تجاه مسؤوليات وواجبات الزوجة وحقوقها وأجرها، وغيرها من التفاصيل التي كانت في زمن ليس ببعيد متأصلة مستقرة، ولم تكن محل جدال أو نزاع. ولكن كلاهما مخطئ مدان بحق هذا المجتمع الذي لم يعد يحتمل المزيد من المزايدات والتشتيت، فالأمر ببساطة لا يستدعي كل من هب ودب ليدلي بدلوه ويطلق شرائعه وتفسيراته ليتحداها الآخر بمعركة خاسرة. فالعدل والاعتدال هو جوهر الدين والشرع، والقهر والظلم لا يرضي الله ولا يصح أن يغفله القانون الذي يجب احترامه. فلم تكن الأسرة المصرية بحاجة إلى تحديد المهام والمسؤوليات التي يتم الاتفاق عليها بالتراضي بين الزوجين وكما كنا نعلم أن الزوجة التي لا تعمل وتتفرغ لأسرتها وتربية أولادها، والزوج يعمل لتوفير المستلزمات المادية لأسرته، تقوم بواجباتها داخل منزلها قدر استطاعتها، ودون إجبار أو قهر أو توبيخ من الزوج، وترضع أولادها وترعاهم دون انتظار الأجر، إلا من المولى عز وجل، وإن ثقلت عليها أعباؤها، فلا مانع من بعض التعاون من الزوج ورب الأسرة. وإن كانت الزوجة تعمل وتشارك الزوج ماديا بمستلزمات الحياة، فلا جناح عليها أن لم تستطع تحمل كل الأعباء مثل ما تتحملها من تتفرغ للأسرة ولا تتحمل عبئا ماديا.

بهدف الإلهاء

أسئلة مهمة تصدى لها حمدي رزق في “المصري اليوم”: متى نكف عن الأسئلة الطفولية، التي تَشِى بعبثية بها مسٌّ من نزق الأطفال؟ متى نكف عن قلقلة هدوء البيوت الساكنة، المغلقة على ما فيها من سكن ومودة ورحمة؟ متى نقدم «الفضل» كخلق زوجي كريم على حسابات مادية ضيقة؟ «كم بكم يساوي كم؟» معادلة تجارية لا تليق بالمعاملات الزوجية البتة؟ ربنا رزقنا بنفر من المُدَّعِين بالحق النسوي يجولون ببضاعتهم صائحين في الفضاء الإلكتروني يتبضّعون لايكات وإعجابات، تترجم مشاهدات مليونية مدفوعة، وكله على حساب «البيت المصري»، الذي صار كمَن ضربته رياح السموم، سمّمت آبار البيوت، يبخون سُما في آنية الطعام. طعم البيوت تغير، مياه البيوت ملحت، كيف يُقاس «الفضل»، الذي ترجمته المودة والسكن والعطف والرحمة، بالمعادلات الحسابية، الرضاعة، وغسل الثياب، ورعاية الأولاد، بجعل معلوم، يدفعه الزوج طائعا أو صاغرا.. والويل والثبور.. وأبغض الحلال قنبلة موقوتة تحت السرير؟ ما هكذا يا سادة تُورَد الإبل، ما هكذا يا سادة تتحدثون بحقوق المرأة في بيتها، المرأة في بيتها ملكة متوجة لا تطلب أجرا، وتبذل مضحية، ومنى عينيها راحة وسعادة زوجها وأولادها.. قرة عينيها. أبدا ليست خدمة ولكنها من قبيل الفضل، ولا تنسوا الفضل بينكم، قاعدة قرآنية بليغة، من القواعد السلوكية التي تدل على عظمة هذا الدين، وشموله، وروعة مبادئه. الفضل ما تؤسَّس عليه البيوت، القاعدة التي دلَّ عليها قوله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وهذه الآية الكريمة جاءت في سياق آيات «الطلاق» في سورة «البقرة»، والمعنى أن الله تعالى يأمر مَن جمعتهم علاقة من أقدس العلاقات الإنسانية، علاقة الزواج، ألّا ينسوا – حتى في غمرة التأثر بالفراق والانفصال – ما بينهم من سابق العشرة، والمودة والرحمة، وطيب المعاملة. المراهقة النسوية الفكرية تظلم المرأة، كرامة المرأة ليست في حقوق الرضاعة، كرامتها في رعايتها حق الرعاية، ومعاملتها حسن المعاملة، ومشاطرتها أعباء الحياة. الحديث الشريف عن سيدنا النبي (ص)، على روايتين: «إنَّ أعظم الصدقة لُقمة يضعها الرجل في فم زوجته»، و«إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلّا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك». وكان من سُنَّة رسول الله، (ص)، أن يُحسِن عشرة زوجاته.
نكبة الثانوية

كشفت وقائع التسيب والاستهتار في امتحانات الثانوية العامة هذا العام، عن حالات من الغش الجماعي نمارسها جميعا، على حد رأي عبد العظيم الباسل في “الوفد” ضد بعضنا بعضا من طلاب ومراقبين وأولياء أمور ومدرسين، وتأتي على رأس القائمة وزارة التربية والتعليم، التي أعلنت بعد اكتشاف لجان الغش، أنها لن تعقد امتحانات الثانوية العامة في هذه اللجان مرة أخرى، مكتفية بتحقيق صوري برأت فيه هذه اللجان من تلك الجريمة، لكن ما حدث على سبيل المثال في بعض لجان محافظة سوهاج، وعلى وجه الخصوص لجان المدارس الخاصة، كان يستوجب وقفة حاسمة ومراجعة فورية من جانب الوزارة، بدلا من اعتماد نتيجة تلك اللجان التي حصل معظم طلابها على مجموع كلي يزيد على 90% في شعب الثانوية الثالث، ورغم أن الوزارة أعلنت النتيجة بمجاميع مبالغ فيها في ظل انخفاض النسبة الكلية لمجاميع هذا العام، إلا أنه لم يهتز للجهات الرقابية جفن، ولم يتحرك المجلس النيابي ولو بطلب إحاطة عن سر هذه النتيجة الغريبة، وكذلك لم تقم لجنة التعليم في مجلس النواب (التي تراقب عمل الوزارة) بعقد جلسة طارئة لإجراء تحقيق عاجل من خلال لجنة محايدة، للوقوف على حقيقة ما حدث. والأخطر هنا أن هؤلاء الطلاب سيلتحقون بكليات القمة فيصبحون أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم من مهن دقيقة، فكيف سيحتفظون بتفوقهم ويحافظون على مستوى كفاءتهم العلمية، دون أن يرتكبوا كوارث أو أخطاء. اما الكارثة الكبرى التي تداولتها السوشيال ميديا، ولم ترد الوزارة عليها أن تلك اللجان كانت تضم عددا كبيرا من أبناء كبار المسؤولين الذين أدوا الامتحانات فيها بأعذار طبية، أو نقلوا إليها متجاوزين القواعد ومخترقين الانضباط. إن تلك الوقائع في سوهاج وغيرها من المحافظات مثل كفر الشيخ وأسيوط، التي شاهدت حالات من الغش تعكس بوضوح مدى التدهور الذي وصلت إليه العملية التعليمية حاليا، وفقا لتأكيد خبراء المناهج الدراسية الذين اتهموا صراحة أساليب التعليم المسؤولة عن تدريب الطلاب على الغش حين ساعدتهم على ترك المدرسة والإقبال على الدروس الخصوصية تحت سمع وبصر الوزارة. في الحقيقة نحن أمام ظاهره تتكرر منذ سنوات طويلة.

من يدفع الفاتورة

السؤال أعلاه اهتم بالإجابة عنه عبد المحسن سلامة في “الأهرام”: علاج تغيرات المناخ الكارثية التي لحقت بالكرة الأرضية، والتي من المتوقع زيادة تداعياتها، وآثارها السلبية خلال المرحلة المقبلة، صحيح أن الفاتورة ضخمة، ومكلفة، لكنها، في كل الأحوال، رغم ضخامتها، أقل من الآثار المدمرة التي سوف تعاني بسببها الكرة الأرضية في القريب العاجل، إذا لم يتم اتخاذ كل الإجراءات للسيطرة على تلك الكارثة الدولية. الرئيس عبدالفتاح السيسي كشف عن تكلفة فاتورة العلاج خلال مداخلته أمام الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي» في دورته الثانية في العاصمة الإدارية مؤخرا. أوضح الرئيس أن العالم يحتاج إلى 800 مليار دولار سنويا حتى عام 2025 لمواجهة تداعيات تغير المناخ، مشيرا إلى أن افريقيا سوف تكون المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية، رغم أنها الأقل تسببا في هذه التغيرات. شيء مؤسف أن تكون افريقيا أقل مشاركة في تلوث المناخ، وفي الوقت نفسه المتضرر الأكبر من تلك التأثيرات المناخية الضارة. من المهم أن تتحمل الدول الصناعية الكبرى مسؤولياتها في تمويل فاتورة علاج التأثيرات المناخية الضارة، للإسراع في وقف التدهور الحاد المتوقع إذا استمرت تلك الدول في ممارساتها العدوانية ضد البيئة، وفي الوقت نفسه توقفت عن تمويل فاتورة العلاج. من حُسن الطالع انعقاد «كوب 27» في مدينة شرم الشيخ، ليكون هذا المؤتمر المهم صوت افريقيا، والعالم المتحضر تجاه أزمة المناخ العالمية، والخروج بخطط موضوعية جادة، وصارمة لوقف التدهور البيئي، وكذلك الالتزام الصارم، والجاد بمساعدة الدول الافريقية، والدول الفقيرة في مواجهة أزمات تغير المناخ، وما ينتج عنه من جفاف، وتصحر.. وأزمات أخرى كثيرة، ومتعددة. ربما كانت باكستان النموذج الأبرز هذا العام في كارثة المناخ لما لحق بها من خراب، ودمار، نتيجة الفيضانات، ومن المهم الإسراع باللحاق بقطار إنقاذ البشرية قبل فوات الأوان.

محنة فخر العرب

لماذا خسر ليفربول، ولم كانت حالة لاعبيه سيئة، وكيف كان سباليتي وشبابه من نجوم نابولي أذكياء، وكيف هزمت سرعاتهم ومهاراتهم طريقة يورغن كلوب بالضغط العالي، بينما عانى فريقه من ضعف هذا الضغط على غير العادة؟ يجيب حسن المستكاوي في “الشروق”: المدرب الإيطالي لوشيانو سباليتي درس ليفربول جيدا جدا، وساعدته بالطبع ضربة الجزاء التي منحت فريقه هدفا مبكرا في الدقيقة الثالثة، إلا أن ممارسة يورغن كلوب للضغط العالي منح منافسه أربعة أهداف وضربة جزاء ضائعة وفرصا عديدة لزيادة رصيد الأهداف ليخرج ليفربول محطما إلى أشلاء ومفككا، بعد أداء شابه العجز وقلة الحيلة. وعلى الرغم من نسبة الاستحواذ العالية وامتلاك وصيف البطولة الماضية للكرة، إلا أن مهارات وبراعة فيكتور أوسمين وبوليتانو وتسخيليا وزيلنيسكي هزمت مدافعي ليفربول، وخصوصا جوميز وفان دايك، على الرغم من الإنقاذ المذهل الذي قام به أشهر مدافعي العالم بإخراجه هدفا من مرمى أليسون بيكر. بجانب أن الحارس البارع أليكس ميريت أنقذ مرماه من ضربة رأس خطيرة وجهها فان ديك. وكانت محاولة تهديف أخرى خطيرة لليفربول عن طريق محمد صلاح، الذي سدد كرة لكن الحارس ميريت أمسك بها. والواقع أن خط وسط ليفربول الثلاثى فابينيو وهارفى إليوت وجيمس ميلنر المتقدم في السن كانوا من أسباب تفكيك خط دفاع الفريق، حيث لم يمارس الثلاثة الضغط كما يجب، ولأن كل عمليات الهجوم والدفاع في كرة القدم مركبة، يسأل بالتالي ثلاثي المقدمة صلاح وفيرمينيو ودياز، والأخير صاحب أفضل أداء، يسأل الثلاثة على عدم الضغط الكامل بمساندة ثلاثي الوسط أو على وجه الدقة الفريق كله كما جرت العادة.

لا مفر منها

واصل حسن المستكاوي الحديث عن أسباب تردي فريق ليفربول: كان كل من أمير رحماني ولوبوتكا وأنجويسا ينقلون الكرة إلى الأمام بسرعة واضحة. وكرروا ذلك كثيرا. تمريرة إلى تسخيليا أو فيكتور أوسمين في العمق خلف دفاع ليفربول وفي المساحات يبدأ السباق، ويتفوق الإيطاليون في الهجوم المضاد، بسرعاتهم ومهاراتهم، وبتأثير دروس عظيمة في كتاب الكرة الإيطالية على مدى سنوات توجت خلالها ببطولات مختلفة، بخطط هجومية مضادة مختلفة، بعضها من ميراث هيلينو هيريرا، وبعضها من ميراث أنزيو بيرزوت وبعضها من ميراث أريجو ساكي. نجح نابولي في تكريس عقدة ملعب دييجو أرماندو مارادونا للفريق الإنكليزي، حيث حقق الفوز على ليفربول للمرة الثالثة على التوالي في مواجهات الفريقين على هذا الملعب في منافسات دوري أبطال أوروبا، بعدما سبق له تحقيق ذلك في موسمي 2018/ 2019 و2019/2020 فكانت ليلة مذلة ومهينة، لليفربول جعلت كلوب يقدم اعتذارا على نتائج فريقه، لأسوأ أداء أوروبي على مدى قرابة 7 سنوات من قيادته لليفربول. ولم يبرر المدرب الألماني الشهير الهزيمة بدرجات الحرارة ونسب الرطوبة التي تراوحت بين 80 و85%. وإنما اعترف بأن الضغط العالي كان مغامرة أو مخاطرة ضرورية، إلا أن لاعبيه لم يمارسوا قواعد هذا الضغط كما اعتادوا، ما أعطى نابولي فرصا أكبر للسيطرة والتفوق في النتيجة وقال: «نحن في أشد الحاجة إلى إعادة اكتشاف أنفسنا بعد البداية السيئة هذا الموسم». فيما اعتبر خبراء أن الضغط العالي في تلك المباراة كان انتحارا، وأن الفريق يعاني من استهلاك جسدي للاعبيه بسبب ممارسة أسلوب لعب مجهد جدا طوال خمس أو ست سنوات مما يشير إلى نهاية دورة الهيمنة.

رغم العداء

أما أميرة خواسك في “الوطن”، فتقول، لم يكن قرار الولايات المتحدة الذي اتخذه الرئيس جو بايدن مؤخرا برفض تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب يأتي عن اقتناع، أو لاتخاذ خطوة إيجابية لتحسين العلاقة بين البلدين الكبيرين، ولكنها لغة القوة التي أجادت الدولة الروسية استخدامها، وهي صاحبة اليد العليا في امتلاك أدواتها التي تحسن استخدامها جيدا. من جانبها لم تناور واشنطن كثيرا، فقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أن تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب قد يؤخر صادرات الغذاء، ويهدد اتفاقات نقل البضائع عبر البحر الأسود. تلك إذن لغة واضحة وصريحة، هي لغة المصلحة التي تجيدها الولايات المتحدة جيدا، وتتبعها دون أي مواربة، وقد استطاعت روسيا التعامل معها ومع أوروبا من المنطلق نفسه، فكان هذا المأزق العالمي الذي نعيشه اليوم بين شقي رحى الموقف الروسي، الذي يصر على تأمين عمقه الاستراتيجي بالسيطرة على مساحة آمنة من أوكرانيا ومنع دخولها الاتحاد الأوروبي، وبين تورط الولايات المتحدة وأوروبا في موقف كشف ضحالتهم السياسية والاستراتيجية واحتياجهم الشديد لروسيا. منذ عدة أشهر وبعض النواب الأمريكيين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري يضغطون من أجل وضع روسيا على قائمة الدول المصنفة كراعية للإرهاب، وقد نجحوا منذ شهر تقريبا حين وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار يدعو وزارة الخارجية إلى اعتبار روسيا دولة راعية للإرهاب، وقد باء هذا القرار بالفشل بإعلان الرئيس الأمريكي مؤخرا رفضه لهذه الفكرة، وأن الولايات المتحدة لن تصنف روسيا راعية للإرهاب رغم ضغوط الرئيس الأوكراني والنواب الأمريكيين.

سيقتلها البرد

في المقابل، والكلام ما زال لأميرة خواسك كانت المتحدثة باسم الكرملين، ماريا زخاروفا، قد هددت بأن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيؤدي إلى قطع العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وأن روسيا مستعدة لأي تطور في المواقف الأمريكية. هذا هو نموذج واضح ومجسد للغة القوة التي تجيدها روسيا، وتعرف كيف تتعامل بها في مواجهة السياسة الأمريكية التي عانت منها روسيا، وعانت منها أيضا دول عديدة في العالم أجمع، من تلك الغطرسة والانفراد بالقوة والقرار، والتدخل في شؤون الدول الأخرى؛ كبيرة كانت أم نامية أو حتى صغيرة، وكلها تحت عبارات رنانة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وامتلاك مواد نووية، وغيرها من الأكاذيب التي أطلقتها الولايات المتحدة، من أجل تفتيت العالم والتدخل في سياسات الدول للسيطرة عليها، ما تفعله روسيا هو حال الدول الكبرى التي تمتلك قوتها بيدها وغذاءها وسلاحها، حال الدول التي تمتلك قرارها ويتوحد شعبها وراء قناعته بأمنه، الحرب الروسية – الأوكرانية أسقطت كل دعاوى الولايات المتحدة، التي تساند بها أوكرانيا وتضغط بها على أوروبا، التي سيقتلها البرد هذا الشتاء من أجل الخضوع لأمريكا، ستسقط حكومات وتزول زعامات وتتغير قوى كثيرة، وتنكشف حقائق أكثر، لنكتشف معها ونتأكد أن الشعوب التي لا تمتلك العناصر الأساسية للحياة تصبح نهبا للكبار، وأن الدول التي لا تعتمد على غيرها هي التي تحيا وتقوى وتواجه. وهذا هو الدرس الأهم من تلك الأزمة الكبرى.

سنة الحياة

نتحول بالمعارك نحو من أفسدوا على النجمة ميرفت أمين حياتها وهاجمهم خالد منتصر في “الوطن”: بكل ثقة وجلافة وغلظة حس، انتشرت صورة الفنانة ميرفت أمين، على وسائل التواصل الاجتماعي وهي حزينة، في عزاء المخرج الراحل علي عبدالخالق، وبدأ التنمر والكلام عن أثر السن وتجاعيد الكبر والملامح التي تغيرت.. إلى آخر هذه السماجات، التي يتميز بها «دواعش» السوشيال ميديا. وبالطبع، يستغلون هذه السخافات في جعلك تكره الحياة والحب والبهجة، لأنك لو أحببت الحياة، فستموت على الفور «الدعشنة» وتنتحر الأخونة والسلفنة، فتلك كلها ثقافات موت، لا تملك من وسائل الإقناع أي منطق، فليس أمامها إلا التخويف بالمرض، وبث الرعب، والخوف بالشيخوخة والموت. وفضلا عن أن ميرفت أمين ما زالت «زي القمر»، جميلة وجذابة وفتاة أحلام بكل رقيها وشياكتها وسموها، فالسن والعمر ليس عارا أو خطيئة، والمجتمع الذي لا يحترم كبار السن مجتمع مريض. أتعجب من هؤلاء الضباع، عندما يسخرون من سيدة كبيرة ترقص في ميدان في أوروبا، ويعلقون قائلين في منتهى الغلاسة احترمي سنك أو جدة تنزل البحر أو حمام السباحة بقولهم: «إنتي فيكي حيل ما تتهدي وتقعدي في مكانك» إلخ، قسوة وانعدام إنسانية وغلظة حس تثير القرف والغثيان، ليست المشكلة صورة ميرفت أمين، لكن المشكلة ثقافة أفراد صاروا يتغلغلون في نخاع المجتمع وروحه كالسوس. لماذا هذه الأرتيكاريا ممن يحبون الحياة؟ لماذا اعتبار تجاعيد السن سوء خاتمة ونذير عذاب؟ هل أتقى الأتقياء من الأنبياء ورجال الدين لم تزحف عليهم التجاعيد؟ يا سادة، التجاعيد بصمات خبرة وحكمة زمن ووسام تجربة ووشم انتصار على غوائل وفخاخ الحياة، فلا تتعاملوا معها على أنها عقوبات إلهية ولطمات سماوية، هؤلاء الضباع أنفسهم هم من يشتمون ويشمتون في موت المفكرين العلمانيين والفنانين الراحلين والإعلاميين المختلفين مع أفكارهم، ويعتبرون موتهم أيضا سوء خاتمة ونذير عذاب.

إخوان في الوطن

عاش عبدالغني عجاج الكاتب في “المشهد”، العقود الأولى من عمره في حارة السقايين، درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأدى الخدمة العسكرية وانخرط في الإعلام: في حارة السقايين عشت وعايشت وعرفت ومارست الوحدة الوطنية بلا شعارات.. كل سكان الحارة من مسيحيين ومسلمين كانوا يحترمون رفع الأذان ويحترمون دقات كنيسة الملاك غبريال رئيس الملائكة، بل إننا من كثرة معايشتها كنا نترجمها، هذه دقات لصلاة باكر، وهذه دقات تعلن عن جنازة، وهذه دقات فرح.. وكل سكان الحارة كانوا يحتفلون بمقدم رمضان والمولد النبوي وعيد الميلاد المجيد. في حارة السقايين كنا نلعب كرة القدم دون ادنى تفرقة بين أحمد نجم ومحيي إدريس ومحمد سامي وعبدالسلام عجاج وحسن زكي جودة وسمير ووديع عياد ورأفت نظمى عبدالمسيح، بل إننا كنا نتنافس على من يضم في فريقه نبيل عياد الذي اشتهر بأنه حريف وقادر على تسجيل الأهداف في أي وقت. في حارة السقايين احتفل كل أهل الحارة بعودة أحمد نجم المسلم وسمير عياد المسيحي من حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، بعد أن شاركا في تحقيق أعظم انتصارات مصر وارتفعت زغاريد المسيحيين والمسلمين. لعل تلك المقدمة الطويلة أسوقها لتبرير وجهة نظري التي لا تتقبل إنشاء ناد أو فريق كرة خاص بالكنيسة، بدعوى أن فرق الكرة في الدوري لا تضم لاعبين مسيحيين.. ولعل من يقول هذا الرأي نسي أو تناسى أن محسن عبدالمسيح كان من أعمدة النادي الإسماعيلي، ونسي أن هاني رمزي كان من أعمدة النادي الأهلي، ونسي أن جرجس من أعمدة نادي أنبي، ونسى أن معظم أندية الدوري تتنافس على ضم لاعبين أجانب معظمهم من المسيحيين. وحتى لو قيل إن فريق الكنيسة سيكون متاحا للمسلمين والمسيحيين، فيعز عليّ أن يقول المعلق وهو يصف المباراة، الكنيسة مهزومة، أو الكنيسة ليست في حالتها اليوم، أو الكنيسة ستهبط لدوري المظاليم. الموهبة تفرض نفسها في كرة القدم كما الحال في الفن، فموهبة نجيب الريحاني ويوسف داوود وهاني رمزي وهالة صدقي وخيري بشارة وداوود عبدالسيد، فرضت نفسها وشقت طريقها لقلوب وعقول المصريين. مقام الأزهر الشريف والكنيسة الموقرة أرفع كثيرا من قطعة جلد تركل بالأقدام.. انتبهوا أيها السادة.. أفيقوا يا مينز.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية