أنطاكيا- «القدس العربي»: نتيجة تضافر عوامل عديدة، منها الضبابية التي تلف مصير المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد التصريحات التركية بخصوص التقارب مع النظام، والتسريبات حول اشتراط الأخير تسلم إدلب قبل التجاوب مع التوجه التركي، زادت حركة عودة النازحين نحو مناطق سيطرة النظام.
وأكدت مصادر لـ«القدس العربي» أن عشرات العائلات توجهت خلال الأيام الماضية إلى مناطق سيطرة النظام، سالكة طرق التهريب على طول خطوط التماس مع المعارضة، بين إدلب وريف حلب الشمالي الشرقي.
وبيّن الصحافي أحمد عبد الرحمن الموجود في إدلب، أن غالبية العائلات التي تنوي الذهاب إلى مناطق النظام، تتوجه إلى مدينة الباب ومن ثم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وصولاً إلى مناطق سيطرة النظام. وأضاف لـ«القدس العربي» أن العائلات تعبر من معبر «التايهة»، مؤكداً أن طريق التهريب يكلف العائلة الواحدة نحو 400 دولار أمريكي، تذهب للفصائل و»قسد» وحواجز النظام.
ويبدو أن افتتاح النظام للمرة الأولى مركزاً لـ»التسوية» في إدلب قد أسهم كذلك في زيادة تفكير بعض النازحين وخاصة من مناطق أرياف حماة التي سيطر عليها النظام قبل عامين، بالعودة. وكان النظام السوري قد أعلن في الأسبوع الماضي عن افتتاح أول مركز تسوية أوضاع المطلوبين من أبناء إدلب وريفها في مدينة خان شيخون القريبة من خطوط التماس مع المعارضة.
وحول عمل المركز، يقول الناطق باسم «المصالحة الوطنية» عمر رحمون التابع للحكومة السورية، إن مركز التسوية في إدلب يعمل على النحو المطلوب، مؤكداً لـ«القدس العربي» أن كثيراً من النازحين في إدلب أكدوا رغبتهم بالتسوية. وأضاف أن عشرات العائلات عادت من معابر التهريب في محيط سراقب، وعائلات جاءت من منطقة الباب، معتبراً أن «الإشكال الحقيقي الذي يمنع وصول أعداد كبيرة من العائلات إلى المركز، هو إغلاق تركيا وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، للمعابر».
مسؤول يتهم تركيا و«تحرير الشام» بإغلاق المعابر
ويؤكد حديث رحمون الأنباء التي نشرتها وكالة أنباء الحكومة السورية (سانا)، التي تتحدث عن وصول 23 عائلة نازحة إلى مركز التسوية في خان شيخون عن طريق معبر التايهة الواصل بين مناطق سيطرة «قسد» وقوات النظام في ريف حلب.
وبيّنت «سانا» أن تسوية وضع المطلوبين من العائدين ستكون في مركز خان شيخون في ريف إدلب، الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي. في المقابل، يؤكد أحمد عبد الرحمن أن عدد العائلات التي عادت وكذلك التي تفكر في العودة قليل جداً، مرجعاً ذلك إلى الخوف من الاعتقالات خاصة أن بعض العائلات التي عادت سابقاً لا يُعرف مصيرها للآن. وأبعد من ذلك يشير عبد الرحمن إلى ارتفاع وتيرة دخول الأشخاص من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق المعارضة، بغرض التوجه إلى تركيا كمحطة أولى في رحلة الهجرة نحو أوروبا.
وفي هذا السياق، وضعت دراسة صادرة عن مركز «حرمون للدراسات الاستراتيجية» الوضع الاقتصادي الصعب في مقدمة دوافع الهجرة من مناطق سيطرة النظام، مشيرة إلى أن غالبية السوريين وتحديداً من فئة الشباب يرغبون بالهجرة، في حين تقل النسبة بين شريحة كبار السن.
وقبل أيام، كان «جهاز الأمن العام» التابع لـ»حكومة الإنقاذ»، الذراع السياسي لهيئة تحرير الشام، قد حذرت السكان في مناطق سيطرتها من مغبة التفكير في العودة إلى مناطق سيطرة النظام لإجراء عملية التسوية الأمنية، في مركز التسوية الخاص بأبناء محافظة إدلب الذي أنشأه النظام في مدينة خان شيخون. وفي تعميم أكد الجهاز أنه سيتم «الضرب بيد من حديد وبشكل فوري، كل من يثبت عزمه الذهاب الى مناطق النظام عن طريق المعابر التي يروج لها في ريف حلب الشمالي».
لماذا تقوم المعارضة الممثلة بمليشيات النصرة بمنع الراغبين بالعودة إلى حضن الدولة السورية ؟
حفاضاً على حياتهم من مجرم وعصابة قتلت وعذبت وهجرت ملايين العرب السوريين الأبرياء رغم اننا واثقين ان كل من يريد العودة الى حضن المجرم ليس له علاقة بالثورة
مناطق النظام ليست بأفضل من مناطق المعارضة !
مناطق النظام مغلقة عن الخارج , أما مناطق المعارضة فمنفتحة مع العراق وتركيا !! ولا حول ولا قوة الا بالله