شهد محيط مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، تظاهرات حاشدة للجالية السودانية، طالبت فيها، المجتمع الدولي، بمقاطعة السلطات العسكرية في البلاد، بالتزامن مع الكلمة التي ألقاها القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال، خلال كلمته، إن «الجيش قرر الخروج من العملية السياسية» مطالبا الأطراف المدنية بالتوافق على حكومة انتقالية تقود البلاد إلى الانتخابات.
وأكد «دعمهم للعملية السياسية التي قادتها الآلية الثلاثية لبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان (يونيتامس) والاتحاد الافريقي وإيغاد، وتأييدهم لكل المبادرات الساعية لحل الأزمة في البلاد خاصة المبادرات الوطنية».
4 ملايين لاجئ
وأشار إلى أن «السودان على الرغم من التحديات التي يواجهها يعمل من أجل حماية السلم والأمن في محيطه الإقليمي وبذل جهود من أجل السلام في جنوب السودان والتعاون في حماية الحدود مع دولة تشاد واستعادة الاستقرار في ليبيا، فضلا عن استضافته 4 ملايين لاجئ على الرغم من موارده المحدودة».
وقال إنهم «يعملون على مكافحة الفقر وأزمة الغذاء ضمن جملة أزمات اقتصادية» مطالبا المجتمع الدولي بـ«المساهمة في دعم البلاد لتحقيق الأمن الغذائي عبر نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القدرات ودعم مراكز البحوث الزراعية».
كما أشار إلى «تصاعد أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة» مؤكدا أن ذلك يتطلب المزيد من التعاون الدولي.
وقال إن السودان «مؤهل لتحقيق الأمن الغذائي على المستوى الإقليمي والدولي إذا وجد الدعم الكافي».
وفي الأثناء، رفع المتظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة، صور ضحايا الانقلاب وشعارات تتهم قادة انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتقويض الانتقال الديمقراطي وارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، معتبرين دعوة الأمم المتحدة للبرهان، اعترافا مرفوضا، بالانقلاب.
وعبر الناشط الحقوقي، أسامة خلف الله، من منظمي التظاهرة، في حديثه لـ«القدس العربي» عن استيائهم من دعوة الأمم المتحدة للبرهان، معتبرا ذلك، وصمة عار في وجه المنظمة الأممية، وضربة في الصميم للحراك الشعبي السوداني الذي يناضل من أجل الحق في الحرية والسلام والعدالة وقد قدم تضحيات جساما أنهت نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بعد ثلاثين عاما من الحكم الشمولي، وما يزال يتقاوم انقلاب العسكر على الحكومة الانتقالية على الرغم من القمع العنيف، الذي أدى إلى مقتل 117 متظاهرا وإصابة الآلاف.
تظاهرات معارضة تزامنا مع كلمته… وناشط وصف استقباله بـ«وصمة عار» للمنظمة الأممية
وقال إنهم قاموا بتنظيم التظاهرات بالتزامن مع تقديم البرهان لكلمته أمام الأمم المتحدة، ليضعوا العالم أمام الوجه الحقيقي للانقلاب، مضيفا: «نريد أن نخبر العالم عن جرائم الانقلاب والخداع السياسي الذي يمارسه بإعلان الانسحاب من الساحة السياسية».
أما الناشط الحقوقي السوداني في الولايات المتحدة الأمريكية إيمن تابر، فقد عبر في حديثه لـ« القدس العربي» عن استياء السودانيين من خطوة قبول الأمم المتحدة البرهان كممثل للسودان، مشددا على رفض أي خطوة من المجتمع الدولي تمنح الانقلاب أي شكل من أشكال الشرعية.
وأشار إلى أن الجالية السودانية في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ معرفتها بدعوة الأمم المتحدة البرهان، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتظمت في حراك جماهيري واسع وفعاليات عديدة على مختلف الأصعدة ضمت الجالية والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان التي أدانت هذه المشاركة.
وأشار إلى الشروع في التحضير لتظاهرة أخرى بمشاركة السودانيين في كل الولايات الأمريكية الذين سيحضرون إلى نيويورك للتظاهر أمام مقر المنظمة الأممية، وتسليم مذكرة تدين استضافة الأمم المتحدة البرهان.
وأضاف: الأمم المتحدة أخطأت خطأ كبيرا بالاعتراف بالبرهان الذي قاد الانقلاب على الحكومة الانتقالية والوفد المرافق له، ودعوتهم للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن حضورهم ومشاركتهم في الفعالية تمنحهم الاعتراف الدولي بوجودهم ضمن الوفود المشاركة.
ورأى أن البرهان على الرغم من مشاركته في الفعالية، من المرجح أن ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية سيتجنبون عقد لقاءات ثنائية معه، لجهة موقفهم من الانقلاب، بينما قد تقوم دول أخرى بمحاولة تبييض وجه الانقلاب.
وأكد على أن المتظاهرين، فضلا عن إدانتهم لموقف الأمم المتحدة، يطالبون بحق السودانيين في الحكم المدني الديمقراطي والحرية والسلام والعدالة والقصاص العادل لكل الضحايا بالإضافة إلى الوقف الفوري للعنف الممنهج ضد السودانيين خلال مطالبتهم بحقوقهم المشروعة.
وأشار إلى أن التظاهرات كذلك من اجل إدانة سيطرة العسكر على الحكم وتقويض الحكومة المدنية وللمطالبة بحل الميليشيات وعودة الحكم الديمقراطي الكامل وانتخابات حرة ديمقراطية تعطي السودان الحق في الانتقال الديمقراطي وفي توفير حياة كريمة وآمنة لكل الشعب السوداني في كل بقاع البلاد.
دعم مطالب السودانيين
ودعا، المجتمع الدولي إلى دعم مطالب السودانيين في الحرية والديمقراطية التي تتيح لهم ممارسة كل حقوقهم المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية، مضيفا: «أن السودانيين سيواصلون رفع صوتهم للمطالبة بإسقاط الانقلاب وتكوين حكومة كفاءات وطنية تساعد في تسيير الأمور في البلاد إلى حين إعلان انتخابات وطنية وفق قانون انتخاب ديمقراطي يمنح السودانيين حق اختيار ممثليهم وتكوين حكومة مدنية كاملة.
الكل يعلم من هم اعضاء المجلس الانتقالي ومن اين تاتيهم التوجهات وكيف ينفذونها مع الاسف الشديد. ومن يدعون انهم دعات التغير هم من ساهم مع النظام البائد في تدمير السودان وشعبه نحن بلد يتمتع بعقول فذه في جميع المجالات وتوجد فيه كل مقومات الحياة ومن يدعون بانهم دعاة اصلاح هم من يساهم في تدمير البلد والشعب عليه فاننا وبكل صراحه ندعوا لتشكيك حكومه من مستقلين لا علاقه لهم بالاحزاب السودانية والحركات المسلحة المعارضة وكل من يرغب في الوصول لكرسي الرئاسة يهيئ نفسه للانتخابات وعلى العسكرين الرجوع للقياده العامه لقوات الشعب المسلحة والاهتمام بما هو عملهم وعلى الحركات المسلحة ضم منتسبيها العسكرين للقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة . انني على يقين تام بان جل الطامعون في السلطة هدفهم مصالحهم الخاصة الحزبية والشخصية السودان دولة وليس متجر