عمان – «القدس العربي»: أكثر من 50 %من الشباب الأردنيين راغبون في الهجرة. ذلك الرقم أثار في حينه قبل أكثر من عامين جدلاً واسع النطاق، ودخل كمؤشر خطر ومقلق حتى في النقاشات السيادية والسياسية التي تحاول أو تبذل جهدها في اتجاهين، هما: استعادة مصداقية خطاب الدولة، وبناء اليقين العام مــجدداً.
وهو رقم يعني الكثير لسياسي وبرلماني عريق مثل الدكتور ممدوح العبادي، الذي حذر مراراً وتكراراً من تجاهل مؤشرات وتداعيات مثل هذه الأرقام، مشيراً أمام «القدس العربي» إلى أن الاستطلاع في جزئية الشباب والهجرة أقيم من جهة 12 منظمة مختصة. اليوم، ثمة رقم جديد يدفع أول مرة في اتجاه التأويلات التي تهز قناعة كانت دوماً راسخة وخارج كل الحسابات ومرتبطة بالمقولة الدائمة للأردنيين، قادة وشعباً، بعنوان «نعمة الأمن والاستقرار».
استطلاع «لعوب» لكنه مهم… وتحذير من تجاهل مؤشرات وتداعيات الأرقام
الرقم الجديد تجاهلته النخب أيضاً، ويتحدث بموجب استطلاع صدر عن أبرز جامعة حكومية، عن انضمام الهواجس الأمنية وبصورة نادرة لسلسلة تداعيات خدمات القطاع العام. وبالرغم من القيمة الرقمية بنسبة 76 %من الأردنيين تحت عنوان استمرار الثقة بالمنظومة الأمنية ومؤسساتها، ظهرت نخبة غير مألوفة من هواجس القلق الأمنية وتراوحت ما بين 86 %من في جرائم القتل، إلى 91 %في جرائم المخدرات والمجتمع، فيما قال 38 %من المشاركين في الاستطلاع بأن البلاد «أقل أمناً» اليوم مما كانت عليه قبل خمس سنوات.
لم يعرف بعد لماذا اختار المركز المنظم للاستطلاع سقفاً زمنياً فترته خمس سنوات، لكن الإشارة واضحة هنا إلى احتياج ملح في عمق المنظومة السيادية الأمنية، وإلى أن التحولات التي شهدتها البلاد في آخر خمس سنوات لم تخدم اليقين الأمني عند المواطنين. ويبدو أن عناصر الخبث والدهاء في هذا الاستطلاع وأسئلته تريد استعراض القيمة المضافة وانعكاساتها على الأمن العام بعد بروز مشروعين خلال السنوات الخمس الماضية، وهما: إدماج الأجهزة الأمنية المحلية الثلاثة، ومشروع إعادة هيكلة المنظومة الأمنية العلني.
ما لا يقوله هنا استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية المثير، أخطر وأهم وأعمق مما تقوله الأرقام المعلنة؛ فالمسألة على نحو ما أن فيه من الخبث ما فيه، وتلمح إلى إعادة تقييم مشاريع الهيكلة تلك، وأدائها ورموزها خلال السنوات الخمس بصيغة تطرح سؤالاً عما إذا كان المقصود فرش الأرضية وتمهيدها لولادة مجلس الأمن القومي المثير، من جهته، للجدل، والذي لا يعرف الأردنيون بعد أسرار التأخير في تشكيله وإعلان ولادته.
رداً على استفسار مباشر لـ«القدس العربي»، قلل رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة من أهمية الجدل الذي تلازم مع تعديل دستوري قضى بتشكيل مجلس الأمن القومي مع التركيز على أن المجلس يعقد في الاستثناء والحالات التي تستدعي عقده، وبالتالي لا مبرر لا للاستعجال ولا للتحدث عن أجسام دستورية جديدة على حساب المؤسسات الدستورية التي ولد معها غالبية الأردنيين.
في كل حال، الإجابات والشروحات هنا ترجح السيناريو القائل بأن ما يلمح له الاستطلاع المشار إليه، في الباطن، أكثر أهمية مما قالته الأرقام، مع أن تلك الأرقام تقول وبكل وضوح في الشكل والمضمون، باهتزاز قيمة مقولة «الأمن والاستقرار» في وجدان الأردنيين، لأن الأرقام أظهرت مخاوف المواطنين من المستجدات الأمنية الجنائية التي لم يكن أو لم تكن تألفها عقلية الأردني.
هنا اتضح بأن النفخ الإعلامي الرسمي والأمني الكبير في ملف المخدرات أنتج هاجساً في العقل الجمعي اسمه الخوف من المخدرات، وبأن الربط بين المخدرات والجرائم العائلية التي توسعت أنتج بدوره هاجساً في ذهن الأردنيين لأول مرة عنوانه العريض انتشار جريمة العائلة عبر خليط شيطاني لا تعلنه السلطات، يربط بين نمو الجريمة الجنائية وملامح الاستقواء على القانون، وبين التغاضي في الماضي القريب عن توسع شبكات تهريب المخدرات.
الأرقام لا تكذب، لكن الأسئلة التي تقود إليها لعوب، في بعض الأحيان، والأرقام التي فجرها الاستطلاع الأخير في حضن الشعب الأردني تثير أسئلة أكثر مما تطرح إجابات. الجرائم تتوسع أفقياً، والرعب ملموس وبنسب كبيرة من تحولات دراماتيكية في معدل الجرائم بكل أصنافها، فيما القلق الأكبر والأضخم يتمثل فيما لا يقوله الاستطلاع إلا تلميحاً في بطن الأرقام عن علاقة ولادة كل هذه الهواجس بتراجع كبير يقر به كبار الموظفين والمسؤولين بمصداقية الخطاب الرسمي للدولة.
باختصار وبالخلاصة، ما تقوله الأرقام والنسب المقلقة في استطلاع الجامعة الأردنية صادم، وينبغي أن يقرأ بعمق وبعناية، وينبغي أن يختبر تلك النظرية الأولى التي توضح الأسباب التي تدفع نسبة كبيرة من الشباب في التفكير بالهجرة أصلاً. وينبغي أيضاً للقراءة، إذا ما كانت وطنية، أن تتوقف عند دور وتأثير مغامرات الرموز والأدوات في سلسلة كبيرة من التراجعات، لا يمكن اليوم مواجهتها لا عبر كلاسيكيات الحديث عن الأنفة والشهامة والرجولة، ولا عبر معلبات السيناريوهات التي تتحدث عن عوامل خارجية فقط.
بارموميتر السياسة والادارة الاردنية يبدو أنه معطل او لا يعطي قراءات دقيقة لذلك فحساسيتهما لأرقام الدراسات وملاحظة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية ضعيفة والاستجابة بليدة واتخاذ القرار وحل المشلات بطيء لذلك تتراكم المشكلات وتتضخم حتى تصبح عصبية على الحل ، ومرد ذلك يعود لسوء طرق اختيار وتوظيف شاغلي الوظائف العليا وقلة خبرتهم وضعف قدراتهم من جهة وخوفهم من اغضاب الجهات السيادية من جهة أخرى لذلك تبقى ايديهم مرتجفة في الإدارة واتخاذ القرار.
احسنت
مختصر مفيدالفساد فى كل اجهزة الدولة حتي النخاع والفساد اساس الدمار على الوطن والمواطن
ماذا يعني استطلاع لعوب ؟؟؟؟ تعبير غير مهني
كان الملك حسين دائما وفي اكثر من خطاب يقول “يا اخوان هذا الوطن مستهدف …بابنائة وبأنجازاته وبأستقراره “..المهم ان هذة المشاكل جميعها تمثل تحديات كبيرة للبلد والاخطر عندما يكون السوس منه وفيه ..في الوقت الذي نجد فيه الكثيرون حول السلطه والقليل حول الوطن …يبيعون الوطن ويقتلون ابنائة بدراهم قليله ….هذا الفساد وغياب المساءله ودوله القانون وسرعة التقاضي هو الاساس لأي اصلاح …لانو يافرعون مين خلاك تتفرعن ؟؟سوأل يسأله المواطن العادي البسيط والاغلبيه الصامته مازالت صامته ولكن الى متى…الضغط من فوق ومن تحت سينهي الفاسدين ويعزز المحاسبه وخط احمر تحت _?_المحاسبه اليوم وليس غدا مطلوب المزيد من القوه لأن الحيتان اذا بقيت ستأكل الاخضر واليابس عندها سنقول ضاعت الحانة بين شرايح ملكانا والحكي الك وافهمي ياجارة …والسلام ختام
سبب تراجعنا هو اننا نستخدم نفس الوجوه منذ عشرات السنوات.. ونتوقع أن نحصل على نتيجة أفضل.. وحتى في الإعلام يتم الإشارة لاسماء ذاتها.. وهاهو مراسلكم يستخدم للدلاله اسماء تتكرر في كل مقال له… وتتوقعون أن نأتي بنتائج أفضل….
تكثر الدوائر والمديريات في العاصمة عمان، ويوجد العديد من المسؤولين الذين تتقاطع مهامهم مع بعضهم البعض، المشكلة تكمن في الخلفية الثقافية والعلمية لكل منهم.
ومع هذه الكثرة والتنوع لم أر اكثر حنكة من المحافظ الحالي ياسر العدوان، حيث ان هذا الرجل يقوم بتطبيق القانون بشكل صارم ولديه الحكمة والخبرة والبديهة التي تجعلك تنبهر بها.
هذا الكلام ليس مجاملة او تلميع او حتى نفاق، انا تعاملت معه ومع عدة مسؤولين في جميع المحافظات، ولم اجد راحة في التعامل اكثر من التعامل معه.
يمكنكم التأكد من ذلك بأنفسكم فالرجل يرفع شعار الباب المفتوح ويستقبل الجميع وحتى بدون مواعيد.
من وجه نظري هذه هي الفئة التي يمكن ان تنقل المنظومة الادارية إلى الطريق الصحيح.
مقولة الأمن و الأمان لم تعد تعني بأننا نختلف عن بعض الدول الجارة و القتال و القتل الدائر هناك، فهناك مفهوم أمني لارتفاع معدلات الفقر و البطالة و الجهل، و كلها ارضيات خصبة لاستقطاب الشباب نحو ارضيات كانت عصية على المجتمع الأردني و الان اصبحت خصبة مثل المخدرات
و من المعلوم أن البطالة هي قنابل متفجرة خاملة إن لم يستغلها الشباب في عمل ينفع المجتمع فمن المحتمل أن تذهب الى عمل يضره
الامن من الجوع الذي لا يستطيع تحمله رب الأسرة لذلك ترا بعض الجرائم العائلية
الامن من ممارسة البغاء و جرائم الشرف بسبب الفقر و الجوع
كلها مفاهيم تنعكس سلبا على مقولة الأمن و الأمان