لندن ـ «القدس العربي»: عادت قضية المعلمين في الأردن ونقابتهم التي قررت السلطات القضائية حلها ومعاقبة مجلسها إلى واجهة الجدل مجدداً وهيمنت على شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن بالتزامن مع «يوم المعلم العالمي» الذي صادف يوم الأربعاء الماضي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وكانت محكمة أردنية أصدرت في نهاية العام 2020 قراراً بحل نقابة المعلمين، والحبس سنة واحدة لأعضاء مجلس إدارتها، وهو القرار الذي أيدته محكمة الاستئناف في شهر حزيران/يونيو من العام الحالي، لكنها خفضت عقوبة الحبس عن أعضاء المجلس من السجن لعامٍ واحد إلى السجن لثلاثة شهور فقط.
وتأسست نقابة المعلمين الأردنيين عام 2011 وينتسب إليها نحو 140 ألف معلم، فيما دخلت في أزمة مع الحكومة دفعتها قبل شهور من الحل إلى إعلان الإضراب عن العمل، وهو ما أجبر الحكومة على تنفيذ مطالب المعلمين، لكن سرعان ما تم حل النقابة وحظرها بشكل كامل، كما عوقب أعضاء مجلسها الذي اتخذ القرار بالإضراب.
وتصدّرت قضية المعلمين في الأردن اهتمام الشارع خلال الأيام الماضية بالتزامن مع «يوم المعلم العالمي» وسرعان ما تحولت إلى القضية الأكثر تداولاً واهتماماً في الأردن، حيث أعرب الكثير من المستخدمين عن تضامنهم مع المعلمين فيما انتقد آخرون التدابير الحكومية والأحكام القضائية التي صدرت بحق النقابة، بينما استذكر بعضُ المغردين والمدونين الإنجازات التي قامت بها نقابة المعلمين خلال فترة وجودها وافتقدوا غيابها.
وسرعان ما أصبح الوسم «#يوم_المعلم» و«#اليوم_العالمي_للمعلم» على قائمة الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً على «تويتر» في الأردن لأكثر من يومين مع التفاعل الكبير في أوساط الأردنيين مع المناسبة.
وكتب الدكتور ناصر نواصرة مغرداً على «تويتر» بالقول: «في يوم المعلم نهنئ زملاءنا المعلمين والمعلمات وندعوا لهم بالتوفيق والسداد والرشاد، فهم وحدهم ملوك الدرس وسادة الحرف وأصحاب الكلمة.. لا لإغلاق النقابة، ولا للنقل التعسفي، افتحوا مقرات نقابة المعلمين الأردنيين، أعيدوا المحالين على التقاعد والموقوفين لوظائفهم، مستمرون حتى استرداد الحقوق».
وغرد الناشط السياسي ياسر العوران على «تويتر» يقول: «يوم غد هو يوم المعلم، فتحية لمن علموني وربوني بل تحية فخر واعتزاز واجلال لكل معلم ومعلمة، لكل من ساهم بتعليم حرف وعلم وخلق في الأردن وبالعالم. سوف نبقى على العهد مع المعلم لحين استرداد حقه المغتصب نقابة المعلمين من منظومة الفساد والاستبداد».
وكتب الصحافي حلمي الأسمر معلقاً: «حجم الاعتداء على منسوب الحريات والتسامح المألوف للأردنيين ارتفع بصخب وبوضوح مؤخراً ومن اللحظة التي رافقت أو تزامنت مع أزمة نقابة المعلمين الشهيرة».
وغرد حسين الجغبير: «ونحن نحتفل باليوم العالمي للمعلمين، أعرب عن امتناني العميق المتوّج بالوفاء والاحترام لكل من علّمني حرفاً، ولجميع المعلمين والمعلمات بلا استثناء في الأردن وفي كل مكان».
وغردت ساجدة الحجاوي: «طلاب مدرسة المنشية الثانوية للبنين في محافظة الكرك في الأردن يتظاهرون رفضا لما وصفوه بالنقل التعسفي لمدير مدرستهم، والذي يعتبرون انه جاء على خلفية نشاط مدير مدرستهم في نقابة المعلمين الأردنيين» فيما نشر الناشط خالد الجهني فيديو للاعتصام وكتب شارحاً: «طلاب مدرسة المنشية الثانوية للبنين في محافظة الكرك في الأردن يتظاهرون رفضا لما وصفوه بالنقل التعسفي لمدير مدرستهم، والذي يعتبرون انه جاء على خلفية نشاط مدير مدرستهم في نقابة المعلمين، وقامت الأجهزة الأمنية بفض تظاهرة الطلاب بالقوة».
وكتب أحد المغردين: «معلمي الفاضل أجرك عند الله عظيم فأنت حامي الحمى وحامل الرسالة الغراء، أنت تعلم الناس وتبلغ الرسالة التعليمية حتى آخر قطرة فأبعدت عنا الجهل والجهلاء. كل أيام السنة نفتخر فيك وليس يوما واحدا، وفق الله جميع المعلمين والمعلمات» فيما علق آخر: «في يوم المُّعلم مع المُّعلم ودائما مع المُّعلم الذي لولا جهوده لكُنا نسياً منسياً.. شكراً لكل مُعلماتنا ومعلمينا وشكراً لأول من علمني والدتي ووالدي، وأطال بعمرِ مُعلماتنا وُمعلمينا ورزقهم السعادة ورحم الله من فارقنا ورزقهم الله فسيح جنانه».
وكتب الناشط عباس النوايسة: «في يوم المعلم، رحم الله معاذ البطوش، التاريخ الجليل الذي بعث وصحبه بنقابة المعلمين من إماتة طويلة، معاذ الذي من عايشه يدرك أي فقد عظيم تعيشه الحركة الوطنية الأردنية الآن. رحم الله شهيد العمل العام الذي صنع الكثير أشخاصاً وأحداثا وبقي دوما يصفق لنجاحاتهم التي كان هو أساسها».
واحتفاء بيوم المعلم قررت السلطات الأردنية إضاءة كافة المواقع الأثرية في البلاد يوم الخامس من تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن الكاتب الصحافي أحمد حسن الزعبي علق على القرار قائلاً: «افتحوا نقابتهم أولى.. أعيدوا المحالين على التقاعد أولى.. لا تعتقلوهم من أمام منازلهم أولى.. لا تطاردوهم بمواقع الاعتصام أولى.. كونوا برجولتهم.. ووطنيتهم أولى».
وكتبت ريهام: «المُعلِّم هو عِماد بناء الأجيال والحضارات، هو أساس كل تقدّم وكل نهوض، هو الباني الأول لشخصيات العظماء والعلماء والأدباء ونحوهم، أرجوكم علينا أن نستشعر هذا الأمر وأن نعامله بناءً على ذلك.. إذا كان التعليم بخير فالوطن بخير».
وغرد آخر: «إلى معلمي الذي أعطى وأجزل بعطائه، إلى من ضحى بوقته وجهده، إليك يامن يقف التكريمُ حائراً عاجزاً عن تكريمك، يا من لو أتينا بالتقدير كلمة، ما وفت ببعض قدرك، لاتحمل قواميسنا شكراً أو عبارة امتنان توفي جهودك فقد صقلت عقولاً قامت عليها الحضارات، وارتقت بها».
يشار إلى أن عدد المعلمين في الأردن يبلغ 130 ألف معلم ومعلمة في جميع المدارس، وفق منتدى الاستراتيجيات الأردني، الذي قال أيضاً إن وزارة التربية والتعليم (أي القطاع العام) تضم نحو 66 في المئة من إجمالي المعلمين في الأردن، في حين يضم القطاع الخاص نسبة 29.2 في المئة، والنسبة القليلة المتبقية تتوزع على مدارس «أونروا» والمدارس الأخرى (العسكرية).
وبين أن نسبة المعلمات تشكل نحو 69.5 في المئة من إجمالي المعلمين العاملين في جميع المدارس، وترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ في المدارس الخاصة لتصل إلى 89.2 في المئة، مشيرا إلى أن هذه النسبة تؤشر إلى اعتماد المدارس الخاصة بشكل كبير على المعلمات أكثر من المعلمين.
الحقيقه ان وضع التعليم المدرسي في الاردن يسير من سيء الى اسوأ .المشكله ليست في النقابه وجودها او عدمه بقدر ماهي مشكله في التخطيط وسوء البيئه التعليميه وضعف الرقابه والمتابعه للمدارس فميزانيه التربيه والتعليم والصحه التي تأخد نصيب الاسد في ميزانيه الدوله لاتمثل المستوى المطلوب من الخدمه .المطلوب السرعه بالاصلاح لهاتين الوزارتين واما موضوع النقابه فنحن مع نقابه ليست منفلته بكامل صلاحياتها بحيث تكون الحكومه شريكه لذلك فان اي نقابه يجب ان تكون تشاركيه ومناصفه مع الوزاره لنضمن بشكل دائم مهنيتها وتركيزها على الجانب المهني بعيدا عن توجهات للنقابه خارج الاطار وهو الارتقاء بالمهنه وحل مشاكل تعليم وتحسين وضع المعلم والنظر بسياسه والية التعيبن للخريجين الذين مازالو ينتظرون على ابواب ديوان الخدمه من عشرات السنين اما غير ذلك فنحن لسنا مع نقابه سياسيه او حزبيه ايا كانت فالتعليم اولا من اجل ابنائنا هو الاولويه بعيدا عن اي اجندات مشبوهه..المهم اذا كانت هناك نيه فهناك طريق …….