أمين عام “الجهاد الإسلامي” يقر بخطأ استراتيجي خلال معركة “وحدة الساحات” في غزة

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: أكد زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أن ما يجري في الضفة الغربية من تصاعد للعمل المقاوم “ليس عفوياً”، وأنه يأتي في سياق “مقاومة وانتفاضة مسلّحتين، وثورة حقيقية وجدية” ضد الاحتلال، وأقر بأنه ارتكب خطأ استراتيجيا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وقال في مقابلة مع قناة “الميادين” أمس الإثنين، أن حركته تبذل كل ما تملك من أجل تصعيد هذه الانتفاضة، وكشف أيضا عن جهود تبذل “لتطوير قدرة المقاومة في الضفة الغربية، وتمددها إلى فلسطين المحتلة عام 1948”.

ولفت النخالة إلى أن “هناك انفتاحاً كبيراً وتعاوناً إلى أبعد الحدود بين حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، بدأ بعد عملية نفق الحرية، التي فتحت آفاقاً كبيرة للمقاومة في الضفة الغربية”.

والمعروف أن عملية الهروب من “سجن جلبوع” شارك في خمسة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي وسادس من حركة فتح هو زكريا الزبيدي، القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى.

وانتقد النخالة في ذات الوقت أداء السلطة الفلسطينية، وقال إن موقفها “لم يتغير حيال المقاومة”، لكنه قال إن هناك شرائح واسعة من حركة فتح “تحتضن كل المجاهدين في الميدان”.

وقال منذرا بتصاعد العمل المسلح: “فلسطين هي للشعب الفلسطيني، وعلى الإسرائيليين أن يفهموا أن لا فرصة للحياة لهم في هذا المكان”.

وتطرق النخالة إلى المعركة الأخيرة التي خاضتها حركته في غزة، ودامت ثلاثة أيام، وأُطلق عليها اسم “وحدة الساحات”، والتي بدأت باغتيال إسرائيل للقائد في سرايا القدس، تيسير الجعبري في غزة.

وقال النخالة: “معركة وحدة الساحات كانت أم المعارك بالنسبة لنا، لأن حركة الجهاد الإسلامي خاضتها وحدها”، مشيراً إلى أن “تسمية وحدة الساحات لم تكن عفوية، وعنينا بها فلسطين وساحات محور المقاومة”.

وأقر بأنه ارتكب خلال تلك المعركة خطأ استراتيجيا، قال إنه يسجله على نفسه، وهو قبوله بوقف إطلاق النار بعد 50 ساعة، وأضاف: “كان بإمكاننا الاستمرار وحيدين أسابيع وفق الأداء وكثافة النيران نفسها”.

وأكد النخالة أن تلك المعركة “دقت جرس إنذار للجميع، مفاده أن حركة الجهاد الإسلامي قوة فعلية في الساحة الفلسطينية، ولن نتوقف عن القتال ما دام هذا المشروع الصهيوني قائماً، ولن نقدّم أي تنازلات”.

وأشار إلى أن معركة “وحدة الساحات” هي لربط غزة بالضفة، وربط الوضع الفلسطيني الداخلي بالخارجي، وربط الساحات مع أخرى.

وأكد أنه بعد معركة “وحدة الساحات” تم تعزيز سرايا القدس بألف مقاتل وتم تعزيز الكادر العسكري بقيادات جديدة.

وقال: “نعمل لمواجهة الاحتلال بكل الإمكانيات ليل نهار، والهدف تطوير قدرة المقاومة من هذا الحال إلى حال أفضل”.

كما أكد تواصل الجهاد الإسلامي مع “حركة أنصار الله” اليمنية، التي قال إنه سيكون لها “دور كبير في دعم المقاومة والشعب الفلسطينيين، على المستوى العملي”.

إلى ذلك، قال النخالة إن المقاومة الفلسطينية تبذل كل جهد ممكن من أجل الإفراج عن الأسرى، مؤكدا: “هذا واجب لن نتوقف عن السعي لتحقيقه”، وأضاف: “حرية الأسرى في سلّم أولويات حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة، ولدينا إصرار على تحريرهم”.

وكشف الأمين العام لحركة الجهاد عن “تعثر إنجاز صفقة الأسرى”، مؤكداً أنه “حين يتم التوصل إليها يكون الأسرى الأبطال (الذين فروا من سجن جلبوع) من المشمولين فيها”.

وأضاف: “موضوع الأسرى في غزة محصور بدوائر محددة، وهناك لجنة من كل الفصائل على صلة بمن يتابع هذا الملف”.

إلى ذلك، كشف النخالة عن عقده لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد معركة “وحدة الساحات”، وقال إنه لمس منه “تأييداً كبيراً للمقاومة وفلسطين”.

وأشار إلى أن اللقاء تناول عودة العلاقات بين دمشق وحركة حماس، وعن زيارة وفد حماس المرتقبة إلى سوريا بعد عودة علاقاتها بالنظام السوري مؤخرا، وقال النخالة: “ما لدي من معلومات يُفيد بأن وفد حماس الذي سيزور دمشق، سيكون ضمن وفد فلسطيني من الفصائل”.

وسبق أن كشف مصدر في حركة حماس بأن وفدا من الحركة يعتزم إجراء زيارة إلى سوريا في وقت لاحق من الشهر الجاري، ضمن خطوات تطبيع العلاقات مع النظام في دمشق.

وكانت حركة حماس أعلنت في منتصف سبتمبر الماضي، أنها تمضي في بناء وتطوير علاقات راسخة مع دمشق.

وقُطعت العلاقات بين حماس والنظام السوري في عام 2012، إثر اندلاع الثورة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية