تونس ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات لوزير التربية التونسي اتهم فيها المدارس في بلاده بتخريج عناصر إرهابية جدلا كبيرا في البلاد، حيث دعا البعض لإقالته، في وقت تستمر فيه جهود رئيس البرلمان لحل الخلاف القائم بين الوزارة ونقابة التعليم الثانوي.
وقال وزير التربية ناجي جلول في تصريحات صحافية إن المدرسة التونسية «مريضة» وتعاني من مشاكل عدة، أبرزها رداءة البنية التحتية ومشاكل الكادر التدريسي الذي قال إنه يتم انتدابه بطريقة عشوائية، مشيرا إلى أن أغلب التلاميذ يفتقدون للثقافة، والعملية التعليمية تحولت لـ «تجارة»، لذلك «ليس من الغريب أن يضرب التلميذ أستاذه لأن العلاقة بينهما لم تعد روحية، بل أصبحت علاقة تجارية».
وأضاف «أنا أطلقت حملة فزع (…) اليوم مدارس الإرهاب هي مدارسنا»، مشيرا إلى أن لديه معطيات دقيقة بأن عددا كبيرا من المقاتلين التونسيين في سوريا لم يقصدوا الجوامع إطلاقا، في إشارة إلى أنهم تخرجوا من المدارس.
وأثارت تصريحات جلول ردود فعل غاضبة في الشارع التونسي وبعض المواقع الاجتماعية، حيث كتب أحد مستخدمي موقع فيسبوك مخاطبا جلول «إرهابكم لعقل المواطن أخطر من إرهاب داعش.. مدارسنا لا بد من اصلاحها كي يفهم الجيل الجديد كيف وصل أمثالك إلى الحكم، فيما تساءل آخر «متى يدرك هذا الشخص أنه وزير ويمثل الإدارة والدولة؟»، مطالبا بإقالته لأنه «خطر على التعليم في تونس».
وفيما طالبت الباحثة رجاء بن سلامة بعدم «شيطنة» وزير التربية والأساتذة و «إيقاف حملات التّشويه بكلّ أنواعها، وتنقية الأجواء لاستئناف التّفاوض»، دعت الباحثة ألفة يوسف إلى عدم تحميل الأساتذة «مصائب» البلاد، والتغاضي عن المشاكل الأخرى المتعلقة بالفساد والرشوة والسرقات، وأضافت «كل شيء قابل للنقاش، لكن إهانة الاساتذة بهذا الشكل، أمر مخجل ومخز.. واصلوا وسترون النتيجة».
وما زالت الأزمة مستمرة بين وزارة التربية وأساتذة التعليم الثانوي الذين نفذوا عدة إضرابات مؤخرا يطالبون فيها بتحسين وضعهم المهني والمادي، في وقت ترفض فيه الوزارة هذه المطالب، وهو ما أدى مؤخرا لتعطل الامتحانات في البلاد، فضلا عن حالة من الفوضى داخل المدارس، تعرض خلالها الأساتذة لاعتداءات من قبل بعض التلاميذ.
وأخذ الموضوع بعدا سياسيا، حيث اتهمت الجبهة الشعبية وزارة التربية وحكومة الحبيب الصيد بعدم الجدية في التفاوض مع الأساتذة ومحاولة «التشهير بهم وبالعمل النقابي ومحاولة شحن الأولياء والرأي العام ضدهم»، كما أدانت الحملات الإعلامية «التي لم يتوان بعض القائمين بها على تخوين الأساتذة وهو مانتج عنه الاعتداء على الأساتذة والمؤسسات التربوية في بعض الجهات».
في حين أكد رئيس حزب البناء الوطني رياض الشعيبي أن وزير التربية فشل في التعاطي مع الأزمة الحالية من خلال «تصلب موقفه مقابل طلبات مشروعة للأساتذة»، واعتبر أنه «آن الأوان لتغييره (عزله) حتى ننزع فتيل الأزمة الحالية»، مذكرا بالتهميش الذي يعاني منه قطاع التعليم منذ سنوات، حيث «تدنى مستوى التعليم إلى حد كبير، كما أن الظروف المعيشية للأساتذة غير مقبولة».
وكان رئيس البرلمان محمد الناصر دعا مؤخرا كل من وزير التربية ناجي جلول ورئيس نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي إلى جلسة حوار داخل البرلمان، في مبادرة تهدف إلى إيجاد حل يرضي الطرفين ويسمح باستئناف العملية التعليمية المعطّلة.
ويبدو أن جلسة الحوار انتهت إلى نتائج إيجابية حتى الآن، حيث عبّر جلول عن استعداده للتفاوض حول الزيادات في المنح الخاصة بالأساتذة، مؤكدا أنه لن يتم الاقتطاع من أجور الأساتذة عن أيام الإضراب الأخير.
ويعاني التعليم في تونس من مشاكل كثيرة، حيث أكد رئيس نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي مؤخرا أن 30 في المئة من تلاميذ المدارس والمعاهد الثانوية يتعاطون المخدرات بكل أشكالها، في وقت تشير فيه بعض الدراسات إلى انقطاع آلاف التلاميذ عن الدراسة سنويا، مبررة هذا الأمر بالوضع الاجتماعي وتراجع مستوى التعليم وكفاءة الأساتذة.
حسن سلمان
هؤلاء لا يفقهون و هم يصطادون في الماء العكر و يميلون مع النعماء حيث ما تميل ..طبعا ا.لذين استنكروا موقف الوزير هم .المقصودون باللوم …
.
ان سياسة تجفيف المنابع التي سلكها المخلوع طيلة عقدين كاملين هي التي أدت الى الحالة المزرية التي أصبحت عليها مدارسنا و مستوى التعليم فيها.لا بد من اعادة بناء المنظومة التربوية على أسس صحيحة و مدروسة اذ لم يعد المجال مناسبا للاصلاح فالبناية متداعية للسقوط .
الاصلاح والتغيير يأتي دئما من فوق من الوزرات والوزراء هم النخبة والنخبة تكون منتخبة لها رؤية ومثقفة حرة ولا يمكن أن نتنازل عن النخبة المجتمعات تحتاج الي نخبة نزيهة لكن هل النخبة في تونس حرة هل هذه النخبة التي تعيدنا بالحرية والكرامة هي حرة ولها أفكارها المستقلة أما أن النظام القديم وأسلوب النظام القديم مازال يتحكم بالنخبة بالوزراء وأن الوزير غير حر أنا أقول الذي كان يقود في تونس من الخارج من ألمانيا ايام المخلوع مازال يقود في تونس بعد الثورة رغم أنه تافه لا عقل له وربما يملك القوة يملك الارهاب فقط
فليكن على رأس سلطة الإشراف أحد أساتذة التعليم الثانوي، ممن هم من النداء أو من غيره. ما لم يقرأ له حساب في الأزمة القائمة حاليا هو عدم استشراف ما انجر عن عدم تطبيق روزنامة الفروض التأليفية ألا وهو التسيب وعدم الإنضباط. أما عن المفاوضات فمن المفروض تمكين المدرسين من مطالبهم المشروعة. ما كان ليصل الأمر إلى ما هو عليه لو وقعت الموافقة ويبقى التنفيذ المالي إلى أجل يقع ضبطه فيما بعد. رحم الله بورقيبة الذي أولى الإهتمام للتعليم العناية اللازمة. ” قف للمعلم وفه التبجيل* كاد المعلم أن يكون رسولا “. وتبقى مهنة التعليم من أكثر المهن مشقة.