تونس – “القدس العربي”: بعد ساعات من إدانتها لضم روسيا لأراضٍ أوكرانية، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدة مالية بقيمة 60 مليون دولار لعائلات تونسية فقيرة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بأغلبية 143 دولة لصالح مشروع قرار تحت عنوان “سلامة الأراضي الأوكرانية – احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”، يرفض ضم روسيا لمناطق أوكرانيا بناء على استفتاءات “صورية”.
وصوتت تونس مع أغلب الدول العربية لصالح المشروع، فيما عارضت المشروع دولة عربية واحدة هي سوريا، وفضلت كل من الجزائر والسودان الامتناع عن التصويت.
وأثار القرار التونسي انقساما واسعا على مواقع التواصل في تونس، حيث أيده البعض على اعتبار أنه يتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة التي تمنع الاعتداء على الدول وانتهاك سيادتها، فيما اعتبره آخرون أنه “اصطفاف” إلى جانب الولايات المتحدة ضد روسيا.
https://www.facebook.com/scribbles.syria/photos/a.557444884610339/1845335175821297/?type=3
وبعد ساعات، أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بيانا يؤكد أن الولايات المتحدة سترسل مساعدة سريعة بقيمة 60 مليون دولار لدعم العائلات التونسية محدودة الدخل”.
وجاء في البيان الذي نشرته السفارة الأمريكية في تونس “تواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي وهو يجابه أزمة اقتصادية في الداخل، ويواجه أزمة أمن غذائي ناجمة عن العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وأضاف البيان “أعلنا اليوم (الخميس) بتونس العاصمة عن تمويل جديد بقيمة 60 مليون دولار لتوجيه مساعدات سريعة إلى التونسيين الأكثر احتياجا الذين يواجهون عددا من الصدمات الاقتصادية المختلفة. وستسند، على وجه التحديد، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منحة بقيمة 60 مليون دولار إلى منظمة اليونيسيف لتقدم الدعم المباشر للعائلات التونسية محدودة الدخل في جميع أنحاء تونس، دعما يشمل التكاليف الأساسية المتعلقة بالعودة المدرسية. ويضاف هذا الالتزام المالي إلى البرامج الأمريكية القائمة التي تدعم المجتمع المدني التونسي والقطاع الخاص في إطار سعي التونسيين لبناء مستقبل مزدهر وديمقراطي للجميع”.
وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة دعمت وستظل تدعم الشعب التونسي من خلال الشراكة طويلة الأمد التي تجمعنا والتي تركز على تعميق التعاون الأمني بيننا، وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، وتعزيز الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل”.
https://www.facebook.com/usembassytunis/posts/pfbid02NYqAEEMfHdPYLfiW4BVWM7XZJz46GCz3pG34RJW8K3JajoJctFfB66fhMzCFbBmkl
وأثار القرار ردود فعل متفاوتة في تونس، حيث كتب الناشط إسلام الفرجاني “نشكركم ونشكر القائمة بالأعمال على المجهودات الكبيرة التي تقومون بها من أجل دعم أسس الديمقراطية والازدهار في تونس. ونحن كذلك نعلق آمال كبيرة وننتظر قدوم السفير الجديد لواشنطن بتونس من اجل اعطاء روح قادرة على أخذ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى مستوى يسمح لتونس والولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق أهدافهم المشتركة لضمان مستقبل زاهر لكلا الشعبين الصديقين”.
وعلق الباحث الحبيب العويلي بقوله “تونس تحتاج للعب دور جيوسياسي اقتصادي جديد يضمن لها التقدم والرفاه (يكفي مهانة وطلب مساعدات) وتحتاج لشراكة سياسية واقتصادية بأفق استراتيجي على قاعدة التعاون المشترك والربح المشترك والاحترام والسلام المشترك، وتحتاج ديمقراطية وحوكمة سياسية ومنوال تنموي جديد وخريطة استثمارات جديدة بقيمة مضافة عالية لتمر وتعبر، وتحتاج للاستثمار في العقول وتوطين التكنولوجيا والابتكار لتكون منصة الجودة والتكنولوجيا في المنطقة”.
وتساءل بقوله “لماذا لا يستثمر فيسبوك ومايكروسوفت وغيرهما من العلامات الأمريكية في تونس، وهي بذلك تساند نموذج ديمقراطي ناشئ وتكون لها أثر طيب في حياة الناس وفي مستوى المعيشة؟ وهذا يعزز ثقة التونسيون في الشراكة التونسية الأمريكية والإيمان اكثر بالنهج الديمقراطي، ويجعلها أكثر جدوى ومردودية وقوة”.
وكانت تونس اتخذت في البداية مواقف “متذبذبة” تجاه الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث قررت في البداية اتخاذ موقف محايد من “الأزمة الأوكرانية”، قبل أن تصوت لاحقا لصالح قرار أممي يدين “العدوان الروسي على أوكرانيا”، وهو ما اعتبره البعض اصطفافا إلى جانب الولايات المتحدة ضد روسيا، فيما قالت الخارجية التونسية إنه يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة التي تمنع الاعتداء على الدول وانتهاك سيادتها.